لايمكن أن أتجاهل الصورة الرائعة والديكور الرائع المنغمس فى أدق التفاصيل والتى تعود للقرن التاسع عشر وقبل دخول الاحتلال الإنجليزى لمصر وفى حارة شعبية كانت فى أوج مجدها ولا الزمالك أو نقول مدينتى الآن وهو حى الجمالية بكل عنفوانه فى عصره الماسى وقصة من السير الشعبية منسوجة بحرير التفاصيل وتزينت بملابس وتمثيل واختيار ولا أروع للأبطال وديكور لتتحول ملحمة الفتوة لعمل يؤرخ لكل أبطال العمل المشاركين من أصغرهم لأكبرهم لأحد المحطات المهمة والتحويلية فى حياتهم المهنية وكأنما حضر المؤلف هانى سرحان روح صاحب نوبل نجيب محفوظ لينسج تلك القصة عن الحارة والفتونة فى مصر، نحن على شاشة السينما شاهدنا الفتونة وسليمان الناجى والتوت والنبوت والمطارد وعشرات أفلام الفتونة لكن لم نشاهد الفتوة العادل كانوا كلهم فتوات بلطجية ونسمع على لسان الأبطال سير الفتوات العادلين، المسلسل يبهرنى الحقيقة الملابس والتصوير والديكور ولكن وتحت لكن هذه عشرة خطوط، حيث أحاول كل مرة مشاهدة الحوار أن أقنع نفسى أن هذه هى مفردات تلك المرحلة من المخاطبة والكلام ولكن لا أقتنع فهذه ليست طريقة كلام ولا مفردات الحارة المصرية 1850 إزاى يعنى؟ هى مفردات حارة الجمالية فى 2020 والحق ورغم أن كل المشاركين بالعمل رائعين وأشدهم ياسر جلال وأحمد صلاح حسنى ومى عمر ونجلاء بدر لكن ليه مش عارفة أنا مقتنعة بإنعام سالوسة فى دور الأم الحنونة القوية الناعمة للفتوة، حاسة إن الدور مش راكب معها رغم الملامح وأنا أسمع صوتها أرى أمامى عفاف شعيب هى البطلة فى هذا الدور طبعا لو كانت الراحلة كريمة مختار بيننا لكان هذا الدور هو دورها ولكن أرى أنه كان لعفاف شعيب ليه ما أعرفش، كما أننى أيضا ألاحظ تواجد نشط وترشيحات لأنعام سالوسة فى الاختيار أم سعد وأحلام الجرتللى فى الفتوة والبرنس، فهل أصبح الآن دور الأم ذات الصفات الشهيرة المتقاسمة للبطولة مشكلة لدى المنتجين والمخرجين مفيش غير إنعام سالوسة مش لايقة.. ومن الاخطاء الكبيرة بالمسلسل عقد قران الفتوة بمأذون ومن المفترض أن الأحداث في 1850 ومصر لم تعرف الزواج الورقي اللي بعد سنة 1908، ومن الأخطاء الأخري الملابس للنساء فالنساء لم يكن يستطعن ارتداء ملابس مفتوحة بهذا الشكل ومقابلة الأغراب بها.
شهيرة النجار