قد لا يُصدق البعض، لكن هذه السيدة كانت ذات يومٍ تُناجي الموت، لا هربًا منه، بل ترحيبًا به، بعد سنواتٍ من الألم واليأس.
بدأت قصتها بقرصة حشرة صغيرة أثناء نزهة في الغابة… لم تُعرها أي اهتمام، لكنها كانت بداية ١٥ عامًا من العذاب.
بعد أشهر، بدأت مفاصلها تؤلمها، ذاكرتها تخونها، وجسدها يخور يومًا بعد يوم… عاجزة عن الكلام، عن الطعام، عن الحركة. ظل الأطباء يتخبطون في تشخيص حالتها، إلى أن تبين أخيرًا أنها مصابة بـ داء لايم — مرض بكتيري خطير تسببه لدغة قراد.
لكن للأسف، كان التشخيص متأخرًا جدًا… المرض كان قد تمكّن من جهازها العصبي، ووصل إلى الدماغ.
ومن سن ٢٧ حتى ٤٢… كانت إيلي حبيسة سرير، تنتظر النهاية.
وفي لحظة يأسٍ أخيرة، قررت أن تتوقف عن العلاج… وأخبرها الطبيب أنها لن تعيش أكثر من ٩٠ يومًا.
طلبت فقط أن تجلس في الشمس، تسمع صوت الطيور… وتودّع الحياة بهدوء.
لكنها هناك، في الحديقة، تعرّضت لهجوم مفاجئ من مجموعة نحل… لدغوها بعنف، وسقطت مغشيًا عليها. توقف قلبها للحظات، ثم عادت للحياة.
وكانت المعجزة.

بعد يومين، استيقظت إيلي… بلا ألم. بلا تورّم. بلا عجز.
في اليوم الثالث، كانت تمشي!
الأطباء اندهشوا، فحالة إيلي تغيّرت كليًا. بدأت الفحوصات، وظهرت النظرية: سمّ النحل ربما أعاد تشغيل جهازها المناعي، وربما دمّر البكتيريا التي سبّبت المرض.
إيلي عادت للحياة. وكتبت قصتها، وأصبحت من دعاة التوعية بداء لايم، والعلاج بسمّ النحل – لكن تحت إشراف طبي فقط، لأنه قد يكون قاتلًا لمن لديهم حساسية.
هذه القصة ليست دعوة للعلاج بالنحل، بل تذكير قوي أن الشفاء قد يأتي من حيث لا نتوقّع، وأن الله قد يُرسل عونه في اللحظة التي نستسلم فيها تمامًا
شهيرة النجار