هو مقام الإمام علي زين العابدين رضي الله عنه :
من أبهى العتبات المقدسة لأهل البيت عليهم من الله السلام في مصر هناك حي زين العابدين الذي يفوح منه شذا مقام الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليه سلام الله، وقد وفد إلى مصر مع عمته السيدة زينب رضي الله عنهما.
وفي هذه الروضة المحمدية يرقد أيضاَ الرأس الشريف لابنه سيدي زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه.
وقد ظل حي زين العابدين أو حي السيدة زينب كله ومسجد سيدي زين العابدين محل عناية واهتمام حكام مصر على مدى تاريخها نظراً لمكانته ومكانة آل البيت في قلوب المصريين.
ومن الثابت إن الإمام علي زين العابدين عليه سلام الله توفي ودفن بالبقيع وذلك بإجماع أهل العلم والمؤرخين ،
قال الإمام الرائد محمد زكى إبراهيم فى كتابه ( مراقد أهل البيت بالقاهرة ) ص 117 : ( أما سيدى علي زين العابدين نفسه فالمشهور أنه لم يُدفن بمصر بل بالمدينة المنورة ولاشك أن هذا المشهد بمصر فيه بركة الولد والوالد ، بفضل الله تعالى ) .
وعلى ذلك أجمع الكثيرون مثل بن سعد فى الطبقات ، والشبلنجي فى نور الأبصار ، والمقريزي فى الخُطط وغيرهم أكدوا : أن الذي بمصر هو ابنه سيدي ( زيد بن سيدي علي زين العابدين ) .

وأما سبب وجود عمامتين بالمقام : فهو لأن روح الإمام زين العابدين مداومة فى الحضور لهذا المكان الذى فيه ابنه سيدي( زيد ) وأيضا لأن ( باب السر ) موجود بهذا المكان فيقال عند القوم ( قدس الله سره ) أى أن الولي يقيم حيث يوجد سره … فافهم .
وفى فريضة الصلاة نقول ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) فأرواح الصالحين غير محدودة بالأماكن والبقاع فتسبح فى الأكوان حيث شاءت قال تعالى : ( لهم ما يشاءون عند ربهم ) فالأولياء لهم تجلي اسم الجلالة ( الله ) قال تعالى ( ألا إن أولياء الله ) فلم يربطهم الحق بأي اسم إلهي غير الإسم الجامع والله تعالى لا يحده زمان ولامكان ، وقد وضع ساداتنا العارفين بالله عمامتين فوق المقام فالأولى للإمام علي زين العابدين ، والثانيه لولده ( زيد ) عليهما السلام
وأما سبب التسميه بلقب زين العابدين عند أهل الشريعة :
قال الإمام مالك : سُمى بزين العابدين لكثرة عبادته ، وهو سيد العُبّاد ، وهو السجّاد ، وهو الزكي ، وهو الأمين ، وذو النفقات وأما قصة هذا اللقب فى دولة الباطن : هى أن مولانا زين العابدين جاءه إبليس وهو يصلى قيام الليل فتمثل له فى صورة ثعبان ضخم حتى يفسد عليه صلاته واستغراقه فى حضرة الله تعالى ، ولكن سيدنا زين العابدين لم يلتفت قط له لا بالعين ولا بالقلب ، وبعد الانتهاء من الصلاة ظهر إبليس فى صورة رجل فخاطبه وقال ( لقد صدقت الله يا بن الحسين ، فأنت حقا زين العابدين ).
شهيرة النجار



and then