أحدثكم فى هذه الحلقة عن جانب كبير من نشأة هيفاء وهبى، فى العدد الماضى ذكرت أنها ولدت فى الجنوب اللبنانى فى الريف النقى أو ما يطلق عليه اللبنانيون الضيعة، وربما ساعد ذلك على تفتق جمالها مبكرا ونضجت وبدت معالم الأنوثة فى الحادية عشرة من عمرها، وكنت قد تحدثت عن تاريخ ميلاد هيفاء فى العدد الماضى والتضارب فى سنة ميلادها التى هى سبب فيه لعدم قدرتها على استيعاب أنها فى الأربعينيات من العمر، لذا لن نتحدث ونلقى الضوء على بداياتها، فهيفاء بحكم تربيتها الريفية وعملها مع أسرتها فى جنى الفواكه، خاصة الحمضيات بدأت تتوق للعيش المرفه وبدأت ترسم أحلاما فى خيالها لتكون عالما خاصا بها تهرب به من واقع الطبيعة كلما شاهدت التليفزيون ونجمات السينما والرقص والغناء
وأصبح شيئاً فى صدرها يصرخ وينادى رافضا للواقع الذى تعيش فيه ولأنها لا تملك سوى السلاح الربانى الذى وهبها الله إياه وزادت الطبيعة فى نحته، وهو الجمال، فقد قررت أن تستعد لليوم الذى ستتغير فيه مسيرة حياتها، كيف؟ بالتدرب على الرقص والغناء أمام المرآة مثل أى فتاة شرقية، خاصة أنها كانت ترى نظرات الإعجاب وكلمات الإطراء من المحيطين حولها بجمالها الذى بدأ قبل الأوان، وأود أن أنوه أن تلك الحكايات عن بداية هيفاء وهبى سمعتها بأذنى من صديق فنان ومنتج كبير وينتمى لعائلة إنتاج كبيرة مصرية، كان أول من استقبل هيفاء فنيا فى عام2000، عندما اتجهت للغناء وكذلك من الصديق الفنان سمير صبرى، ولعل اللقاءات القديمة التى كانت تجرى مع هيفاء وتشير لها بأنها تربت وسط الفواكه بالجنوب اللبنانى خير تأكيد لذلك، وعندما كانت تُسأل تبتسم فقط.
مسابقة الجمال التى بدلت حياتها
ومن أجل تحقيق هيفاء لحلمها كانت تشترى المجلات الفنية وتحفظها عن ظهر قلب، وما أن تقع عينها على إعلان لمسابقة جمال وهذه المسابقات ما أكثرها فى لبنان، حيث تجريها شركات دعاية وإعلان لاختيار وفرز موديلز للاستعانة بهم فى الإعلانات وفى العمل خلف المطربين فى ظل هوجة غناء المطرب أو المطربة وخلفه عشرات الحسناوات فى التسعينيات وبدايات عام 2000، ما أن تقع عيناها على إعلان حتى تبادر بالاشتراك ولم يحالفها الحظ كثيرا، ورغم ذلك لم تيأس وهذه مقدرة وطموح حتى اشتركت وهى فى سن السادسة عشرة فى مسابقة للجمال بالجنوب اللبنانى وأوضح بأن الجنوب اللبنانى منطقة صور التى عاشت فيها هيفاء معقل وتجمع الشيعة، حيث إن هيفاء شيعية وفيها صيدا تجمع السنة، المهم فازت هيفاء بلقب الوصيفة الأولى وحدث بعض الإشكاليات لملكة الجمال فحلت الوصيفة الأولى وهى هيفاء مكانها لتتوج ملكة الجمال تماما مثل مسابقة ملكة جمال مصر فى 2006 التى فازت بها إحسان وكانت الوصيفة الأولى يارا نعوم التى تزوجت فيما بعد عماد متعب وحدثت مشاكل لإحسان لتحل يارا مكان إحسان ومثلت مصر فى مسابقة ملكة جمال الكون وكالعادة لا نفوز
وأعود لهيفاء التى اعتبرت أن هذه الخطوة هى الباب الملكى للشهرة والنجاح، وأصبحت صورة جورجينا رزق ملكة جمال الكون اللبنانية الأصل والتى هى قدوة كل فتاة لبنانية جميلة لا تفارق ذهن هيفاء ولعل هذا الإحساس النفسى بمكانة جورجينا رزق فى عالم الجمال اللبنانى هو ما جعل هيفاء تصدر ألبومها الأخير بعنوان ملكة جمال الكون ليناديها الناس بذلك اللقب تماما مثلما، قام عادل إمام ببطولة مسرحية الزعيم، فأصبح ذلك لقبه وربما أثار اختيار هيفاء لهذا الاسم غضب الفنان اللبنانى وليد توفيق منذ عدة شهور بحكم أنه زوج جورجينا رزق وتصدرت تصريحاته المجلات اللبنانية أنه يتعجب من اختيار هيفاء لهذا اللقب ليكون عنوان ألبومها، مكملا أن ذلك لا يعنى أن يحل اسمها بجوار جورجينا، فجورجينا هى ملكة جمال الكون الوحيدة فى لبنان، ولم تعلق هيفاء على تصريحاته الغاضبة التى يدافع فيها عن لقب زوجته، لأنها فى النهاية فعلت ما أرادت وحققت لذاتها ما كانت تحلم به وهى فى سن صغيرة، ولا أدرى لماذا هذا اللقب صنع عقدة عند طابور طويل من فنانات وجميلات الوطن العربى، فأتذكر منذ عامين كانت تحدثنى الفنانة شيرين سيف النصر أثناء زواجها أنها تحضر لمسلسل تنتجه اسمه.. ملكة جمال الكون ووقتها قلت لها الاختيارات لم تنته حتى تأخذى اللقب المرتبط بجورجينا رزق، فردت وهل هى أجمل واحدة؟ ربما ولكن دا كان زمان.
على أية حال فإن هيفاء خطت الخطوة الأولى لتفتح لها الأبواب لدخول عالم الموضة والأزياء كعارضة أزياء فى وكالة نظال بشراوى وظلت لفترة طويلة تعمل فى هذا المجال حتى أصبحت أشهر موديل أزياء فى بيروت فى تسعينيات القرن الماضى
وفى عام 1992 ظهرت لأول مرة على شاشة التليفزيون، وكان التليفزيون السورى فى إعلان تجارى لصنف من المكرونة لتلتفت لها الأعين، فيختارها سلطان الطرب جورج وسوف كموديل لأغنيته ارضى بالنصيب، ولعلك عزيزى القارئ لو بحثت فى اليوتيوب عن تلك الأغنية ستجد وجه هيفاء قبل أن تطله أيادى خبراء التجميل وكانت جميلة أيضا فيه، ثم اختارها عاصى الحلانى لتكون موديل أغنية «يا ميمة جنب الخيمة».
وظهرت هيفاء فى مجاميع الفتيات كموديل ولعل عددا كبيرا من إعلانات قنوات ART زمان فى التسعينيات ترى فيها هيفاء وكانت وقتها لا يعرفها أحد فى لانش بالبحر للدعاية لتلك المحطات، ومن وقت لآخر تبحث ART فى دفاترها القديمة وترشيدا للنفقات، فتجتر المجد القديم لها بعرض هذه الإعلانات على شاشاتها، فترى هيفاء ضمن المجاميع فيصيبك العجب، ولكن لا عجب إذا عرفت أنها إعلانات من سنوات طوال قبل الشهرة
لتقرر هيفاء فى خطوة جديدة الدخول فى مجال الغناء هو كدا الكل يغنى وكان ذلك فى بدايات2000-2001 ليكون ظهورها بالشكل الجديد للمغنية الأنثى التى تعطى ظهرها وترقص بمؤخرتها للجمهور إيذانا بانطلاقها كالصاروخ وإثارة اللغط حولها.وجرت وسائل الإعلام خلفها خاصة مع شكل الأنثى ذات العيون الكحيلة والصدر و… و
ريشة :سامى أمين
شهيرة النجار