يعرض هذه الأيام على قناة dmc الفضائية مسلسل النوة للكاتب السكندرى الراحل أسامة أنور عكاشة.
ومن المفارقات تزامن عرضه مع جو الإسكندرية الممطر هذه الأيام.
وبغض النظر عن حالة الشجن التى يشعر بها السكندرى عندما يسترجع ذكريات أيام الدراما التى كانت تناقش حياه الإسكندرية بادق تفاصيلها والتصوير فى شوارعها عندما كانت تبدوا نظيفة لامعة تحت المطر..
فإسم المسلسل رمز للتقلبات التى تهب على الناس بالرياح التى قد تكشف المستور بحلوه ومره أو بالامطار التى قد تأتى بالخير أحيانا أو الشر أحيانا أخرى. اسم يعكس نظرة فلسفية عميقة للصراع بين الخير والشر من منظور كاتب سكندرى متأثر بمسقط رأسه حتى النخاع حتى فى اختيارات مفردات حوار الممثلين فى العمل.
وليس غريباً فى شهور الشتاء ان تتعاقب على الإسكندرية النوات. فتتعرض المدينة للبرد والبرق والرعد والمطر الشديد. فهذا هو جوها الطبيعى الذى حباها الله به منذ قديم الأزل. تتكرر نفس سمات الجو عبر العقود والقرون حتى عرف أهل السواحل توقيتات النوات وإتجاهات الرياح واطلقوا عليها مسميات عرفها الصيادين والجدود والجدات.
وهنا لابد ان نتذكر كيف كانوا يعلموننا ان نعمل بأقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحاديثه حين نشهد هذا الطقس الممطر المصحوب بالبرق والرعد. علمونا ان الدعاء يكون مستجاب وقتها. فهذه الأوقات فضل ولطف من الله عز وجل على عباده، كما ذكُر في السنة النبوية. فهى آيه من آيات الله. تذكرة للناس على قدرة الله، وتذكره لهم أن يشكروه على نعمة السكن والماوى. وتأتي لهم بالخيرات من زيادة لمياه الأنهار والآبار وسقيا للمزروعات.
لقد ورد عن أبي أمامة- رضي الله عنه -عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «تُفتح أبواب السماء، ويُسْتجابُ الدُّعاءُ في أرْبع مواطن: عند إلتقاء الصّفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث (المطر)، وعند إقامة الصّلاة، وعند رؤية الكعبة».
وقد جاء عن السيدة عائشة- رضي الله عنها أن الرسول صل ٱللهُ عليه وسلم- كان إذا نزل المطر يقول: «اللّهم صيبا نافعًا» رواه البخاري، وفي رواية آخر لأبي داود في «السنن» أن الرسول كان النبي يقول: «اللهُم صيبا هنيئا»،
كذلك وردت أدعية آخري يستحب ترديدها عند نزول الأمطار منها:
اللهم حولنا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية ومنابت الشجر (جاء في صحيح مسلم)
اللّهُمّ اسْقنا غيْثًا مُغيثًا مريئًا نافعًا غيْر ضارٍّ عاجلًا غيْر آجلٍ. (إسناده صحيح)
«اللهم كما غسلت الأرض بالمطر، اغسل ذنوبنا بغفرانك وعفوك، واغسل قلوبنا من الهم والضيق، اللهم صيبا نافعا».
ومن المستحب عند سماع الرعد أن يردد المرء دعاء الرعد وهو: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك. سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة منْ خيفته».
إدعوا الله يستجب لكم.
شهيرة النجار