دفتر احوال مجتمع مصر

بالصور التي تنشر لأول مرةمع قادة مصر: نودع مؤسس مستشفي مصطفي كامل العسكري وقصة كفاح للأجيال

شارك المقال

فقدت الإسكندرية رجلا من أبنائها المخلصين و أحد رموزها لفترة طويلة رجل وهب حياته لخدمة القوات المسلحة لأكثر من نصف قرن ..
المغفور له بإذن الله اللواء طبيب/ أحمد رشدي المدني مؤسس و أول قائد لمستشفى مصطفى كامل العسكرى لفترة تجاوزت العشرون عاماً فى خدمة جميع مرضى محافظات الأسكندرية و مطروح و البحيرة من العسكريين و المدنيين.

ولد الفقيد بمدينة فوّة بمحافظة كفر الشيخ ١٩٣٥ و تخرج من كلية الطب القصر العيني ١٩٥٩ ثم نائباً بقسم أمراض النسا حتى الحصول على الماچستير و عيّن معيداً بالقسم، تم تكليفه من قبل القوات المسلحة للخدمة فى حرب اليمن لمدة عامين و يتم تثبيته برتبة رائد بالخدمات الطبية حتى سنة ١٩٧٠
يتولى قيادة مستشفى العائلات للقوات المسلحة (الفرنساوي سابقاً) بمنطقة صلاح الدين بالإسكندرية لمدة سنتين.

لينضم بعدها لبعثة القوات المسلحة للمملكة المتحدة لدراسة الدكتوراة ليعود بعد سنتين فقط سنة ١٩٧٤حاصلاً على ٢ دكتوراه و زمالة أمراض النسا و الولادة الكلية الملكية لأولي من جامعة لندن و الثانية من جامعة أدنبرة.

بعد العودة كُلف من قبل القيادة العامة للقوات المسلحه فى عهد الفريق/ كمال حسن على بدراسة إنشاء مستشفى عسكرى تكون على أعلى مستوى لخدمة الإسكندرية و المحافظات المجاورة، و تم إختيار أرض المعسكر الإنجليزي بمنطقة مصطفى كامل لإقامة المشروع.

بدأ العمل بزيارات متعددة لعدة دول أوروبية لزيارة المستشفيات الكبرى هناك و معرفة أحدث ما توصلت المنشأت الطبية الحديثة من مباني و تجهيزات، و يتم إختيار النموذج النهائي ثلاثي الأضلاع للإستفادة الأكبر من واجهة البحر.

بدأت شركة المقاولون العرب العمل فى المشروع ببناء مبنى العيادات الخارجية بالمنطقة الخلفية من الأرض ناحية شارع بورسعيد و مبنى إداري لمهندسين الشركة بالوجهه البحرية بالتوازي مع تجهيز أرض المستشفى الرئيسي و ردم الخنادق و الأنفاق المؤدية للشاطئ و الخاصة بالمعسكر الإنجليزي سابقاً.

بدأ العمل بالعيادات الخارجية سنه ١٩٧٨ ليتولى قيادتها العقيد/ أحمد رشدى مع إستمرار العمل ببناء المستشفى و مراجعة أدق التفاصيل و بإشراف مباشر من المشير/ محمد عبد الحليم أبو غزالة الذى أتاح كل الأمكانيات و أزال جميع المعوقات لإتمام المشروع بأسرع وقت و أحدث الأمكانيات.

انتهى العمل بالمستشفى فى وقت قياسي ليتم إفتتاحها رسميًا فى يناير ١٩٨٥ لتكون أحدث مستشفيات مصر و يتولى قيادتها العميد/ أحمد رشدى

و بعد سنة من النجاح الباهر و اتساع سمعة المستشفى و بصفة استثنائية يحصل على رتبة لواء سنة ١٩٨٦

و تصدر له تعليمات المشير/ أبوغرالة بالتواجد و الإشراف الكامل على مدار اليوم ليتم تجهيز المبنى الإداري لمهندسين المقاولون العرب ليكون سكن دائم له.

كان الفقيد على مدار ٢١ عاماً شخصية إدارية على أعلى مستوى و كانت المستشفى من أقوى أمثلة الانضباط الإداري فى مصر ولا زالت الأولي
و حصل على ثقةرئيس الجمهورية و المشير/ طنطاوى الذين دعموة بقوة فى التطوير بأحدث الأجهزة و الأنظمة العلاجية.

و تعددت زيارات الرئيس مبارك و المشير/ طنطاوى على مدار عشرون عاماً و أعطوا له كل الدعم و الصلاحيات و تم إضافة مباني جديدة لغسيل الكلى و المعجل الخطى للأورام و قام بافتتاحهم الرئيس مبارك فى ٢٠٠٤.

ظل اللواء/ أحمد رشدى حتى سن ال ٧١ عاماً مستدعاً للخدمة العسكرية قائداً للمستشفى و مديراً للمجمع الطبي لمدة ٢١ سنة حصل خلالها على نوط الواجب العسكرى من الدرجة الأولى مرتين، و فى سنة ٢٠٠٧ عين مستشاراً طبياً لوزير الدفاع.

شيعت الجنازة يوم الأحد و أقيم العزاء فى قاعة الشهيد عبد المنعم رياض و حضره الكثير من قيادات الإسكندرية و مندوبين من أفرع القوات المسلحة و أعضاء مجلس الشعب الحاليين و السابقين و رجال الأعمال و الكثير من أهل الأسكندرية.

رحم الله الفقيد و أسكنه فسيح جناته.

شهيرة النجار