أرشيفسير ذاتية

جلال باشا علوبة: الملك لم يشرب الخمر وكان عاشقًا للبرتقال.. وعلاقته بكاميليا غير صحيحة.. وتورطه فى صفقة الأسلحة الفاسدة الحلقة “1”

شارك المقال

الممنوع نشره فى أول حوار بحياتى الصحفية بمناسبة ثورة 23 يوليو قبل 23 عاماً مع قائد اليخت الملكى المحروسة جلال باشا علوبة:

الملك لم يشرب الخمر وكان عاشقًا للبرتقال.. وعلاقته بكاميليا غير صحيحة.. وتورطه فى صفقة الأسلحة الفاسدة

فى مثل هذا اليوم 23 يوليو ولكن قبل 23 عامًا كان أول تحقيق صحفى ينشر لى مرصعًا باسمى فى مجلة «صباح الخير» الغراء، وكان هذا التحقيق فى شكل حوار مع انفراد لى بالصحافة وقتها، استفتحت به وقلت «بسم الله الرحمن الرحيم» كان مع قائد اليخت الملكى «المحروسة الحرية» بعد ثورة يوليو «جلال علوبة» الذى يطلق عليه «أمير البحار» ليخت الملك فاروق، وآخر وجه التقى به الملك فاروق وهو فى رحلته الأخيرة من مصر منفيًا لإيطاليا، وكان هذا التحقيق بعد سلسلة أخبار قصيرة كان يشرف عليها الأستاذ رشاد كامل الذى كان سكرتير تحرير المجلة قبل توليه رئاسة تحرير صباح الخير، وعثرت على الصيد الثمين وذهبت إليه فى فيللته داخل شارع كفر عبده، وكانت تلك الفيلا مجاورة لفيللا شكري القوتلي رئيس سوريا وقت الوحدة، وبعد لقاءات لدي أمير البحار وكان وقتها فى سبعينيات العمر تقريبًا وزوجته (سيدة طالعة من الكتالوج) العيون الزرقاء والشعر الكارى المصفف بعناية والملابس والحلى المنتقاة، وعندما دخلت الفيللا كنت أعتقد أنى دخلت آلة الزمن لعصر ما قبل ثورة يوليو مع اختلاف فقط إن كله بالألوان، أولا كان يستقبلنى رجل أسمر ببدلة وببيون ليوصلنى للصالون، وسفرجى على يمين الباب بالزى الأحمر المطرز بالنقوش التى كنا نراها فى السينما وعلى رأسه عمامة بيضاء، وبعد تقديم القهوة فى فنجان تلبيسة فضة على سرفيس فضة، بالطبع زى الأفلام بالضبط، ثم يأتى جلال بك وحرمه ويبدأ الحوار، حيث ترددت عليه أربع مرات وكان وقتها يملى مذكراته للناشر وقتها الأستاذ ماجد فرج، المهتم بكل أسماء العائلات الأميرية والأسرة المالكة قبل الثورة، وهو حاليًا المتحدث الرسمى للملك أحمد فؤاد ابن الملك فاروق ومقرب من بقايا العائلة المالكة كلها، ووقتها طلب منى جلال علوبة أن أنتظر لحين انتهاء ماجد فرج من طبع الكتاب حتى يعطينى نسخة أقوم بالنقل عنها أو تلخيصها، فقلت له «دى حاجة والحوار الصحفى حاجة تانية»، وأمام إلحاحى وافق، فكان حديثًا طويلاً، ومن بين ما قام برفعه من النشر الأستاذ رشاد كامل سكرتير تحرير المجلة وقتها ما قاله جلال علوبة أنه بحكم قربه من الملك والعلاقة العائلية التى تربطه به (السيدة زوجته كانت زميلة دراسة مع الملكة فريدة قبل أن تتزوج وتتوج ملكة لمصر) أن الملك لم يكن يعاقر الخمر طوال حياته مثلما جسدته الأفلام ونقلته بعض الأقلام، بل كان عاشقًا لعصير البرتقال، وصحيح كان يحب لعب البوكر لكن ليس مدمنًا وإنما كنوع من التسالى مرة أو مرتين فى الأسبوع مش «برتيتة قمار كل ليلة كما تم تصويره» وأنه لم يكن يتناول شوربة «50» حمامة كل صباح، قائلاً «دا حتى كان يموت» بل كان الملك بسيطًا فى أكله صباحًا عصير برتقال وتوستا وأحيانًا ملعقة فول مصرى وجبنة.

الأستاذ رشاد رفع الكلام دا مع رأى جلال علوية فى موضوع علاقة كاميليا بالملك فاروق وسامية جمال، كذلك علاقته فى إفساد زيجة أم كلثوم من خاله والوصى على عرشه قبل حكمه شريف باشا صبرى، قلت للأستاذ رشاد «ليه رفعت أهم كلام أنا أعتبره سبقًا صحفيًا يغير الصورة التى أخذها الناس عن فاروق؟» فرد: «هذا هراء وكذب وتحسين لصورة الملك لأن هذا الرجل ملكى حتى النخاع»، قلت له: «وما مصلحة علوبة أن يصلح من صورة فاروق وهو إلى جوار ربه؟»، فقال: «الناس دى على عهد والمصادر والمقربين تؤكد أن فاروق كان خمورجى والكلام المكتوب عن علاقته النسائية كان صحيحًا»، وكان وقتها الأستاذ رشاد مهتمًا بهذه المرحلة الملكية ويكتب فيها كتبًا، بل تحول أحد كتبه لفيلم لنادية الجندى اسمه «امرأة هزت عرش مصر» ولأنه سكرتير التحرير وهو اللى بيشيل وبيحط، ولأننى كنت أتحسس الطريق لم يكن أمامى إلا الصمت بعد رفعه لتلك الآراء مع مواد أخرى فى الديسك، وترك الحوار ثلاثة أشهر فى الدرج.. ليه يا أستاذ رشاد؟ فرد: «عشان أنزله فى ثورة يوليو ويكون خبطة بجد واسمك ينزل مع احتفالات ثورة يوليو»، وقد كان، بعد النشر كلمنى جلال علوبة وشكرنى وطلب منى المجىء لفيللته، حيث إن الكتاب طلع ويريد إهدائى نسخة منه قبل أن يسافر لكندا، على ما أتذكر أو أستراليا، لقضاء إجازة الصيف عند أولاده وبين أحفاده هناك، ذهبت له وكلى خجل أن يسألنى عن موضوع الخمر وسامية جمال وكاميليا وموقف الملكة نازلى من زيجات الملك وزيجات الملكة الأم من مسيحى، وكذلك إحدى شقيقات الملك من مسيحى أسلم وما مدى حقيقة دفن الملكة الأم فى مدافن الصدقة بعد ضياع مجوهراتها بأمريكا، الحقيقة لم يسألنى الرجل بل قال إن الموضع حلو وبداية مبشرة وكتب الإهداء على الكتاب ودارت أحاديث أخرى لم يقلها فى حديثه الأول لى حول كيفية إفساد صورة الملك فاروق بشكل ممنهج بعد ثورة يوليو، ونصحنى بعمل حوار مع ابنة النقراشى باشا رئيس وزراء الملك فاروق الذى قتله الإخوان، وأنها متزوجة من الدكتور شامل أباظة من الأباظية وأن له كتاب عن الثورة، ولكن برأى مختلف عن جيل عبد الناصر والسادات ومبارك، وقال لى «هى ساكنة فى أول شارع كفر عبده تواصلى معها وسأعضد اسمك عندها لأنها لا تحب الحديث للصحافة»، وقد كان، وأجريت مع فريدة النقراشى الابنة الوحيدة لرئيس الوزراء الذى قتله الإخوان ورعاها الملك فاروق بعد رحيل والدها أفضل رعاية بل أمدتنى ببعض الصور النادرة لأم كلثوم وهى بعزبتهم تركب معها حمارًا وهى صغيرة، ودارت فكرة بحثى عن أولاد وبقايا حقبة ما قبل ثورة يوليو، فأجريت حوارًا مع حفيدة شريف باشا صبرى خال الملك فاروق والوصى على عرشه، حتى وصلت لطباخ الملك فاروق على اليخت المحروسة وأصدقاء الملك، وللحق كانت المبدعة الدكتورة هالة سرحان وقت رئاسة تحريرها لمجلة «سيداتى سادتى» كانت من خلال مدير التحرير وقتها الزميل الأستاذ محمد هانى زميلنا بروزاليوسف وحاليًا مسئول بالـ c.b.c تطلب منى هذا النوع من الحوارات، فأجريت سلاسل حلقات مع أبناء النبلاء والوزراء وقت فاروق حتى وصلت لمصطفى عبد الناصر شقيق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واقترح علي وقتها معالى المستشار شيرين خيرى جمع تلك الحوارات واستكمالها فى كتاب ولم يحدث، ولكن بحق أعدكم أن ألخص لكم كتاب جلال بك علوبة هنا، وأحاديث أخرى من أرشيفى الذى احتفظ بكل مواده حوارات تلك الشخصيات النادرة ولكن قبل أن أنهى سطورى أنوه أننى عندما شاهدت مسلسل الملك فاروق الذى كتبته قبل 12 عامًا الدكتورة لميس جابر وأظهرت كيف أن الملك فاروق لم يكن سكيرًا وكان عاشقًا لعصير البرتقال وعصير القرع العسلى مثلما قال جلال باشا علوبة، وعاشقًا لمصر وحقنا للدماء آثر الرحيل فى هدوء من أجل مصر والمصريين وأنه لم يكن على علم بصفقة الأسلحة الفاسدة فى حرب 1948، ولا شأن له بحريق القاهرة، وأدركت لحظتها أن الحقيقة لابد أن تظهر حتى لو طمسها وكتمها آلاف، وتذكرت عندما جادلنى رشاد كامل لما رفع الكلام دا قائلاً «إنه غير حقيقى» وإن أنا ،على حد قوله، أفهم إيه يا بنت امبارح، جت لميس جابر كتبت وطلعت أوراق ووثائق وعملت مسلسل كسر الدنيا فى رمضان 2007، سبحان الله وقتها أتذكر كلمات الأستاذ رشاد وكان رئيس تحرير لصباح الخير قلت له «شفت المسلسل والآراء التى كنت تقول إنها كذب ولتحسين صورة الملك وعلوبة كان يجمل لأنه من هذا العصر؟ هل لميس جابر كانت من آل الملك؟!».. كل عيد ثورة وأنتم بألف سعادة.

شهيرة النجار