من حسن عبدالرحمن لإبراهيم محلب
يعتقد من يعرفوننى من شدة تحاملى على السكندرى الصيدلى الدكتور كرم كردى أن ثأرا بينى وبينه ولكن عندما يتعرف المرء على شخصيته ويعرفها عن قرب ويرى الكثير من الحقائق التى يصعب على شخصية الإنسان الطبيعى تصديقها، ساعتها سيكون مثلى تماما.. ودون مقدمات كثيرة سوف أسرد لكم من خلال حقائق ووقائع كنت طرفا فيها من هو كرم كردى وكيف كون إمبراطوريته من العلاقات بكبار أهل مصر سواء أهل الكلمة والسلطة مرورا بأكبر رجال مالها وكيف تحكم فى كثير من مصائر البلد بحكم علاقاته ونفوذه، وكون إمبراطورية مالية ونفوذا لا يفل معه الحديد.
البداية
عندما أصبح اللواء عبدالسلام المحجوب محافظا للإسكندرية من منتصف التسعينيات وحتى تقريبا بداية 2006 وكان الجميع فى كل بر مصر يتغنى بما حقق من إنجازات للإسكندرية كان على الجانب الآخر له سلبيات لا تعد ولاتحصى ولكن سيطرته على الميديا وقتها وعلاقته بالوزير الهارب حاليا رشيد محمد رشيد الذى كان الصديق الصدوق لآل مبارك قبل أن يكون وزيرا جعلت قوة المحجوب على الجميع، ولكن يذهب أناس ويأتى غيرهم لكن يبقى اسم واحد هو من توطدت علاقة المحجوب به لدرجة أنه كان لا يأكل ولايشرب إلا فى بيته أنه وكرم كردى وبحكم العلاقة القوية التى نمت بينهما أصبح كرم هو الطفل المدلل لدى المحجوب حتى ساعتنا هذه رغم خروجه من الخدمة فمازال للرجل نفوذه الذى من خلاله يستطيع أن يقوى من نفوذ كرم كردى فى مصر.
ذات يوم فى عام 2005 قرر الحزب الوطنى بالإسكندرية فى دائرة الرمل ألا يطرح مرشحها المعتاد المرحوم الدكتور سعد الخوالقة فرشح المحجوب اسم ابنه الروحى كرم كردى لخوض الانتخابات ولكن اللجنة داخل الحزب رفضته بشدة لأنه كان هاربا من التجنيد فى حرب 1973 وذهب للندن وظل بها حتى انتهاء الحرب وزور فى أوراق خروجه وقتها وهو ذات السبب الذى بسببه خرج كرم من رئاسة نادى الأوليمبى بحكم محكمة ولم يكمل مدته وهذا ما سوف نسرد له فيما بعد.. وترشح اسم خالد أبوإسماعيل رئيس اتحاد غرف مصر وقتها فى دائرة الرمل تلك الدائرة التى كان الإخوان المسلمون وقتها يرشحون فيها المحامى صبحى صالح قبل أن يكون حاصلا على الدكتوراه وقبل أن يفتح الله عليه بالأموال والشهرة، ولأنها كانت دائرة معقدة، فكان لزاما ترشيح شخص يستطيع الإنفاق ويحصل على ترشيح رجال المال بالمنطقة، وساعتها كلمنى كرم كردى وأكد لى أن دعوى قضائية مرفوعة ضد خالد أبوإسماعيل لأنه لايمكن له الترشح وأن الحزب الوطنى أخطأ فى اختيار ذلك الاسم، حيث إنه فلسطينى الأصل وليس مصريا وهذا لايجوز فإذا كان مجلس الشعب وهو سيد قراره وقتها أخرج رامى لكح من تحت القبة لأنه تبين وجود جنسية أخرى له فمن الأولى عدم ترشح خالد ومنعه وللحزب أن يعلم أنه مخطئ، وأمدنى بالأوراق والوثائق ونشرتها وقتها وكانت سبقا ظللت عدة أسابيع أنشر فيه ووقتها كان خالد أبوإسماعيل الذى يؤيده صديقه الوفى أحمد الوكيل نائب رئيس غرفة الإسكندرية وقتها وصلة الاثنين بعبدالسلام المحجوب من أقوى ما يكون خاصة أن هذين الرجلين بينهما وبين المحجوب صديق مشترك هو رشيد محمد رشيد الذى أصبح وزيرا وقتها فكان المحجوب يذهب ويلبى دعوات الحفلات والعزومات بمنازلهم.. واستند دفاع خالد أبوإسماعيل وقتها إلى أن والده وأسرته بالفعل كانوا من فلسطين ونزحوا لمصر قبل تقسيم الدولة العثمانية للدولة قبل ظهور البسبور وخلافه وعدد كبير من أهل مصر من فلسطين والشام والأتراك ولكن بعد التقسيم اندمجوا وأصبحوا مصريين بالجنسية وظلت القضية متداولة فى المحاكم وقتها يتابعها كرم كردى من بعيد للثأر النفسى بينه وبين الحزب الوطنى الذى منعه من تحقيق حلم عمره بالنزول فى الانتخابات فى درة تاج الدوائر السكندرية وهى الرمل، وكنت الوحيدة التى تنشر حلقات عن هذا الأمر، حتى سقط خالد أبوإسماعيل واستولى الإخوان بالمساعدة الخفية وقتها من كرم على الدائرة بنجاح صبحى صالح فى الدائرة. وكنت أتعجب: ما دور محافظ الإسكندرية الأب الروحى لكرم كردى وقتها فى هذا الأمر، هل لايعرف؟
أعتقد أنه كان يعرف جيدا لكن فى قرارة نفسه يريد أن يثبت للقيادة السياسية أن قرارهم باختيار اسم أبوإسماعيل كان خطأ كبيرا بدليل استيلاء الإخوان على الدائرة، وربما كانت رسالة لهم أو قرصة أذن حتى لا يعودوا مرة أخرى ويكرروها ويتدخلوا فى اختيارات المحجوب، رغم صداقته لأبوإسماعيل الذى أحضر له رجال أعمال الإسكندرية من خلال الغرفة التجارية يتبرعون ويطورون وإن كان وقتها كله كان بحسابه فما من مقاول طور ميدان بكام جنيه حتى أخذ مقابله كام دور تعلية وربما كان هذا أحد أسباب تدهور الإسكندرية العمرانى.
المحطة الثانية
مرت الأيام وقرر خالد أبوإسماعيل أن يترك رئاسة غرفة تجارة الإسكندرية ويجهز اسم صديقه القوى أحمد الوكيل، فقرر كرم كردى الترشح فى انتخابات الغرفة التجارية كان ذلك فى عام 2006 وترشح اسم رجل أعمال آخر فى الرئاسة أمام الوكيل وكان كرم فى قائمة ذلك الرجل ضد الوكيل وتوليت حملة دعاية أحمد الوكيل وقتها فى تلك الانتخابات ومرت أيام حتى كان قبل الانتخابات يسحب رجل الأعمال المنافس ومعه كرم كردى كلامهما ويتركان الساحة للوكيل الذى فاز بالأغلبية.
تجىء الصدمة الكبرى لى وقتها عندما أقام خالد أبوإسماعيل حفلا بمنزله بالإسكندرية احتفالا بنجاح أحمد الوكيل لرئاسة غرفة الإسكندرية وكان من بين المدعوين كرم كردى وزوجته، سألت أبوإسماعيل مباشرة عن الأمر فقال بروتوكولات عائلية عادية، ذكرته أن كرم كان وراء رسوبه فى انتخابات الشعب أمام صبحى صالح وهو من قاد حملة ضد ترشح الوكيل فى الغرفة فوجدت الرجل تبدل وتغير.
لتجىء الصدمة الثانية لى مباشرة وهى التى جعلتنى أعيد التفكير من جديد وأرتب أوراقى فى التعامل مع رجال وأباطرة المال، تلك الصدمة هى ترشيح أحمد الوكيل لاسم كرم كردى بحكم أن الوكيل رئيس غرفة الإسكندرية ليكون ضمن أعضاء مجلس إدارة الغرفة المعينين وبالتالى ترسل الترشيحات لوزير التجارة الذى يصدق عليها، ولأن وزير التجارة وقتها كان رشيد محمد رشيد الأنتيم للوكيل والصديق الصدوق لعبدالسلام المحجوب الذى أصبح فيما بعد وزيرا للتنمية المحلية، فقد تكشفت أمامى كل الأوراق.. إذا كانت هناك صفقة خفية بين المحجوب وابنه الروحى كرم كردى وبين الوكيل وصديقه خالد أبوإسماعيل حتى ينسحب كرم من الانتخابات ويأتى بعدها بالتعيين كعضو مجلس إدارة لأنه لو كان خاض الانتخابات ورسب لا يحق أن يوضع اسمه فى ترشيحات المعينين.
ساعتها سقطت الأقنعة أمام عينى ليصبح كرم كردى حتى الآن وحتى كتابة هذه السطور عضو مجلس إدارة معينا بغرفة تجارة الإسكندرية ليقوم أحمد الوكيل بحكم أنه رئيس اتحاد غرف مصر أيضا وهذا ما سوف أسرده بإسهاب فيما بعد وكيف ساعد رشيد والمحجوب فى ذلك، قام بتصعيده ممثلا عن غرفة تجارة الإسكندرية فى اتحاد غرف مصر رغم أنه معين وليس من الانتخابات ولا أعرف قانونية تصعيد اسم عضو معين من منتخب ولكن الأولى تصعيد اسم المنتخب، ليتحول كرم كردى للذراع اليمنى لأحمد الوكيل للآن، ورغم قيام ثورة يناير وزوال حكم آل مبارك وصديق كرم حسن عبدالرحمن رئيس مباحث أمن الدولة ودخوله السجن وقتها بتهم قتل المتظاهرين وحرق مقار أمن الدولة وقتها إلا أن اسم كرم ظل يتردد بقوة فى الحياة السياسية ويتقابل مع الوفود وسفراء أمريكا والدول بحكم أنه عضو معين فى اتحاد غرف مصر، فأعداء الأمس أصدقاء اليوم ولعبة المصالح ولغة المال لا تعرف إلا طريقا واحدا.
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.
شهيرة النجار