كرم وعادل لبيب أعداء الأمس أصدقاء اليوم!
اتصل بى بعض الذين قرأوا الحلقة الأخيرة من دولة كرم كردى فى مصر وتوقفوا معلقين حول بعض النقاط أحاول أن أسردها وأرد عليها فى هذه الحلقة، أولها أن علاقة كرم كردى برجل الأعمال يس عجلان ليست قوية وليسا صديقين حميمين كما ذكرت العدد الماضى، وفى هذه النقطة أرد أن العلاقة من أقوى ما يكون، والدليل على ذلك حوار نشر فى صحيفة المصرى اليوم فى 2010 على ما أتذكر مع كرم كردى يتحدث فيه عن صفقة عمر أفندى التى رست على رجل الأعمال السعودى وظهرت فيها مشاكل كثيرة صرح كرم فى هذا الحوار وهو لايزال عندى محتفظة به أنه سيقوم مع بعض رجال الأعمال بشراء عمر أفندى وفند بعض الأسماء التى ستشاركه شراء عمر أفندى.
ومن بين هذه الأسماء ياسين عجلان وهذا إن دل على شىء فهو يدل على قوة العلاقة بين الاثنين لدرجة الشراكة معا، وإن كان بعض من قرأ ذلك الحوار وقتها وصفه بالحوار الاستعراضى المستفز وكيف لقوة كرم كردى الضاربة فى جذور مؤسسات الدولة وقتها أن يحظى مع أصحابه بتلك الصفقة، وكيف يحصل عليها وهل هى بالأمر المباشر أم عن طريق فتح مظاريف وإن كان كلامه فيه جزء من الثقة وقتها أنها سترسو بدون مزايدة فى وزارة محمود محيى الدين وزير الاستثمار وقتها، والمسئول عن ذلك الملف، وتعجب الكثيرون وقتها أن تلك الصفقة تتعدى المليار جنيه فمن أين لهؤلاء بهذه الأموال، وإن كانت أصول عمر أفندى وحدها تتعدى هذه المبالغ بكثير، وتساءلوا ما نصيب كرم فى الصفقة يقصدون نسبته فى المشاركة ومن أين له بكل تلك الأموال الضخمة؟ ودارت تكهنات أنه مهندس تلك الصفقة وكان السؤال الأكبر وقتها ما هذه الثقة التى يتحدث بها ويعلن على الملأ ذلك الأمر، حتى إنه تحدث عن رؤيتهم ومستقبل عمر أفندى بعد حصولهم عليه، على أية حال قامت ثورة يناير ولم يحدث ما كانوا يخططون له، وربما كان ذلك الحوار جس نبض، لكن حقيقة ذلك الأمر حتى الآن لا يعلمها إلا الله وكرم ومحمود محيى الدين الهارب للآن منذ ثورة يناير خارج مصر، لكن الغرض من ذكر ذلك هو الرد على عدم قوة العلاقة بين كرم كردى ونائب القروض السابق الذى سجن ياسين عجلان.
كرم وعلى سيف
الأمر الثانى أن البعض حدثنى أن علاقة كرم كردى بعضو مجلس الشعب الأسبق على سيف عادية لا تصل لدرجة القوة كما ذكرت فى الحلقة السابقة، وهذا أيضا كلام غير صحيح فالاثنان توأم لا يفترقان تقريبا.. فأثناء تولى عبدالسلام المحجوب مقاليد الإسكندرية كان على سيف المدلل لديه بحكم صلته بكرم كردى، وهذا معروف للقاصى والدانى.. ثانيا وهذا يقودنا للعهد التالى للمحجوب، وهو تولى اللواء عادل لبيب مقاليد الإسكندرية، فعندما جاء لبيب فى بداية 2009 تقريبا أول ما فعله هو شنه حربا ضروسا فى وسائل الإعلام المقروءة على عهد المحجوب وعلى تراخيص العمارات التى كان يعطيها والتعليات وأن ذلك أفسد الإسكندرية وكان لجريدة الأسبوع نصيب الأسد من تلك التصريحات بحكم العلاقة المتينة بين رئيس تحريرها مصطفى بكرى وبين لبيب وكيف أن المحجوب كان يعطى عددا من رجال الأعمال المقاولين من أعضاء الشعب وغيرهم تصاريح لبناء عمارات فوق الارتفاعات المسموح بها، مما أثر على البنية التحتية للمدينة التى ستدفع المدينة ثمنه فيما بعد، وكان محقا فى ذلك، وفجأة صمتت تلك التصريحات النارية إذ ربما أخذ تعليمات بعدم فتح ذلك الملف الحساس وقتها!. ففى النهاية المحجوب رجل الدولة المحسوب عليها وأخطاؤه منسوبة لنظام بكامله، لكن ما فعله لبيب هو وقف كل التراخيص التى كانت تقدم فى عهده لبناء عمارات بالمدينة الوحيد تقريبا وحسبما يتردد الذى حصل على ترخيص بناء عمارة وقتها هو على سيف، لكن كانت علاقة عادل لبيب بكرم كردى أنتيم على سيف مكهربة فهو كان يعلم تماما بحكم أنه كان رئيس مباحث أمن الدولة بالإسكندرية وقت عهد المحجوب قبل أن يكون محافظا لقنا، ثم البحيرة مدى علاقة كرم بالمحجوب الشديدة وربما فعله لبيب بتنفيذ الحكم الصادر من المحكمة وقتها بعدم أحقية كرم كردى لرئاسة نادى الأوليمبى دليل على ذلك، فعندما تقدم كرم لانتخابات ذلك النادى قدمت عليه طعون أنه لم يؤد الخدمة العسكرية وخلافه وأقيمت الانتخابات ونجح كرم، لكن ظلت القضايا متداولة إلى أن تم الفصل فيها فى عهد لبيب بعدم أحقيته فى استكمال المدة، فما كان من لبيب بصفته حاكم الإقليم إلا أن نفذ الحكم الصادر واستبعد كرم وكون مجلس إدارة جديدا للنادى برئاسة الفريق أحمد صابر سليم قائد القوات البحرية الأسبق، ودارت معارك كلامية وقتها، لكن لم تكن علاقة كرم بلبيب على ما يرام.. الآن وبعد ثورة يناير و30 يونية ما علاقة كرم بعادل لبيب؟ الإجابة بكل بساطة العلاقة على أحسن وأفضل ما يرام بدليل أن هناك مقربين من لبيب يؤكدون أنه يلتقى به فى مكتبه داخل وزارة التنمية الإدارية وأحضان وقبلات، بل يصرح لبيب أن كرم كردى رجل دولة من الطراز الأول كذلك يقول ذلك الكلام الزميل مصطفى بكرى صديق لبيب والمتقاربان فى الفكر معا.. لتمر الأيام وتطايرت شائعات بالمدينة أن كرم كردى سيتولى حملة دعم المشير السيسى بالإسكندرية بتعضيد من والده الروحى عبدالسلام المحجوب وحملة مصر بلدى من مؤسسيها الزميل مصطفى بكرى مع المفتى السابق على جمعة ووزير الداخلية الأسبق أحمد جمال الدين، لكن حدثت اعتراضات أو ربما لم يكن ذلك من الأساس وكانت شائعة لجس النبض فى الشارع لا أكثر، لكن مع فترة ظهرت ترشيحات لأسماء لتولى حملة دعم المشير السيسى فى دوائر الإسكندرية المختلفة، ومن بين تلك الدوائر دائرة أول المنتزه ويتولاها على سيف عضو الحزب الوطنى المنحل والشعب الأسبق أنتيم كرم كردى، وظهرت الشائعات أن خلف ذلك الترشيح وغيره هو عادل لبيب ومن خلفه كرم كردى، إذا علاقة كرم بسيف من أقوى ما يكون والاثنان واحد تقريبا يلعبان كل فى منطقته.
أنتقل لنقطة ثالثة أن البعض قال إن كرم له أصدقاء آخرون لم أذكرهم، وبالطبع نعم فلو ذكرت كل أصحابه لن يكفى ورق عدد كامل بالمجلة فالرجل له صداقات كثيرة لا حصر لها، لكن أخذت أمثلة من الإسكندرية لمقربيه ومعارفه منهم الذين لم أذكرهم فعلا رجل المقاولات شريف بقطر الذى نزل انتخابات الشعب عن الحزب الوطنى المنحل الأخيرة ولم يفز، كذلك بالمقاول عصمت ناثان.
مشاوير ثانى مرة
الأمر الأخير المتبقى من الحلقة السابقة ودار حوله جدل كثير أن شركة مشاوير التى يملكها ابن كرم كردى، وابن وحيد رأفت المتزوج ابن كرم من ابنته، لا يمكن أن تكون حصلت على صفقة كروت البنزين التابعة لوزارة البترول، هكذا ثم ما الضير والضرر فى ذلك أرد أن الوزارة لم ترد على عددنا للآن إن كانت بالأمر المباشر أم عن طريق المزايدة، ثانيا الضرر أن تلك الكروت بالطبع ستصل لملايين سيستفيدون من تلك الكروت لهم أسماء وعناوين وأرقام هواتف ومنهم من ذوى حيثية بالمجتمع ومنهم المتواضع وأعتقد أن تلك البيانات قاعدة مهمة جدا فلماذا تطلع على تلك العناوين شركة قطاع خاص أليست هذه بيانات قومية، ومن هذه الشركة فى مصر حتى تطلع على بيانات وعناوين الملايين المستفيدة من ذلك نترك هذه النقطة وأنها أمن قومى، أليست هذه البيانات ثروة قومية بكل المقاييس، أعلم أن شركات عديدة فى مصر منها البنوك وشركات السياحة والدليفرى، وخلافه تحصل من شركات المحمول ومن بعض البنوك على أرقام هواتف العملاء للاتصال بهم والترويج لمنتجها مقابل دفع مبلغ محترم من هذه الأرقام الحاصلين عليها وأكيد كل مواطن بيصله كل يوم إما عن طريق هاتفه النقال أو الأرضى رسائل واتصالات من مروجين لشركات وينادون صاحب الهاتف باسمه أليست الآن تلك العناوين والأرقام الحاصلة عليها مشاوير ثروة قومية؟ فمنذ 14 عاما تقريبا، أتذكر واقعة قيام بعض أعضاء أحد الأندية السكندرية بمقاضاة النادى لأنه باع عناوين لأعضاء شركة بيرة مقابل 25 ألف جنيه فقامت الشركة بإرسال خطابات للأعضاء فى بيوتهم عن منتجاتهم وأسعارها.. وكان من بينهم أناس محافظون لا يتناولون الكحوليات فغضبوا بشدة من وصول خطاب من شركة البيرة على منازلهم واعتبروا ذلك إهانة وفضيحة لهم وكشف للخصوصية وعندما حققوا فى الأمر علموا أن الشركة حصلت عليها من النادى وتوقف الأمر خوفا من تصاعد الأمر والمشاكل.
وأخيرا ظهر كرم كردى خلال الأيام الماضية فى حفل زفاف لأحد الزملاء الصحفيين جليس إلى طاولة زميل صحفى بالأهرام وبعد يومين كان بعدد الجمعة خبر عنه موقع باسمه أن كرم كردى يصرح أن الفيفا وعدته بالعودة لنادى الاتحاد الذى خاض فيه الانتخابات الأخيرة على العضوية ولم يفز وقدم للجهة الإدارية يشكو من تزوير الانتخابات، ما شأن الفيفا بأمره لا أدرى وهذا يقودنا هو كرم علاقته إيه بالأندية والرياضة وهذا ما سوف أحدثكم عنه وكنت أنوى كتابته هذا العدد لولا ضيق المساحة، ثانيا ظهر كرم فى زفاف ثان لابن عضو مجلس إدارة بنادى اسبورتنج، وأخيرا فى اجتماع بالغرفة التجارية بحكم أنه عضو معين بها على سنة ورمح مع صديقه على سيف وأنتيمه الثالث تاجر الأراضى والسيارات طارق إسماعيل والشهير زمان أيام السادات رشاد عثمان فى اجتماع بالغرفة لتأييد المشير السيسى دعاهم له أ حمد الوكيل رئيس غرفة إسكندرية أرأيتم كيف أن كرم رجل كل العصور ويخترق أى زمن، ويبدو أن عادل لبيب ومصطفى بكرى اللذين لم يكن لهما فى كرم كردى حتى وقت قريب اكتشفا فيه ما اكتشفه المحجوب وحسن عبدالرحمن واكتشفه أخيرا أحمد الوكيل رئيس اتحاد غرف مصر «رجل دولة من الطراز الأول»!
وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية.
شهيرة النجار