ترددت كثيراً قبل الكتابة عن السيدة “صفية الفايد” شقيقة الملياردير محمد الفايد، المقيم فى إنجلترا، والذى باع سلسلة محلات هارودز الشهيرة، ولكن التصريحات والحوارات التى أدلت بها فى الصحف خلال أشهر مايو وسبتمبر وأكتوبر، وانتهت بعدد من اللقاءات التليفزيونية، آخرها اللقاء مع الإعلامية رولا خرسا فى قناة الحياة، دفعنى لأن أقرر الرد عليها، وتفنيد ما جاء على لسانها كلمة كلمة، والبحث وراء السبب الحقيقى لظهورها الإعلامى الأخير، خاصة بعدما تناولت وكالات الأنباء العالمية تصريحاتها حول إسلام الأميرة ديانا، وتأكيدها أن ذلك هو القتل المدبر، وأنها على علم بأشياء كثيرة، والتقت بديانا وكذا وكذا.. وإليكم القصة الحقيقية التى أعرفها من تجربتى الخاصة مع صفية الفايد، فى بداية عام 2000، فوقتها توجهت لدار الرعاية الخاصة بها فى “كرموز” لإجراء حوار صحفى عن الدار، وعلاقتها بأشقائها، خاصة محمد الفايد، وقصة ابنه “دودى ” مع الأميرة ديانا، ولا أخفيكم سراً أن ديانا ودودى والفايد الأب، كانوا السبب الحقيقى للزيارة، حتى يتم نشر الحوار فى ذكرى مقتل ديانا، بمجلة صباح الخير، أثناء رئاسة تحرير الأستاذ الكبير “رءوف توفيق.
وقتها تحدثت مع السيدة صفية عن الدار وتأسيسها، وفكرة المشروع الخيرى وتمويله، حتى وصل الحديث إلى أسرتها ونشأتها وأولادها، وشقيقها محمد الفايد، الذى قالت وقتها إنها ستسافر له فى مطلع الشهر المقبل، تقصد بعد الحوار بيننا، كعادتها كل عام، واستمر الحديث حتى وصل إلى “ديانا” وعندها طلبت منى أن أوقف التسجيل، حتى تأخذ “راحتها” فى هذا الكلام، فأكدت لى أن “ديانا” أشهرت إسلامها ، مؤكدة أنهما تلتقيا وجها لوجه، وعندما تم نشر الحوار فى مجلة “صباح الخير” قامت الدنيا ولم تقعد، حيث اتصلت بى، وطلبت منى تكذيب ما نشر على لسانها حول إسلام ديانا، ومعرفتها بها، لأن خلافاً نشب بينها وبين شقيقها محمد الفايد بسبب الحوار، حيث تلقى اتصالا من السفارة البريطانية فى القاهرة، تبلغه أن شقيقته أجرت حواراً تؤكد فيه أن “ديانا” أسلمت، ووقتها كان ردى على طلب “صفية الفايد” أن كل ما قالته مسجل على شريط كاسيت” وعرضت أن أرسل لها نسخة منه، لكننى لم أنشر تكذيباً، فطلبت هى وساطة رجل الأعمال الهارب عادل بسيونى، صاحب عمارة زيزينيا الشهيرة، التى أجريت تحقيقاً حولها، وذكرت فيه أنها اشترت إحدى شققها بملايين الجنيهات، حيث طلب منها بسيونى افتتاح مركز لتثقيف الطفل بالطابق الأرضى، ضمن مشروع القراءة للجميع، وكان ردى على طلب الوساطة هو الرفض، وأكدت له أنها صرحت بذلك بالفعل، وأن لدى ما يدعمنى، فقال لى “دى حالة إنسانسة، لأن شقيقها سيقاطعها إذا لم تنف هذا الكلام”، فسألته: لماذا وافقت على الحوار من الأساس؟، ثم إنى التقيت بها أكثر من مرة لآخذ منها صورة عائلتها مرة فى فندق ميركيور ومرة فى بيتها برشدى قبل انتقالها لعمارة البحر فى زيزينيا.
- لماذا قالت صفية الفايد إن ديانا أسلمت الآن؟
وما بين أحداث كثيرة التقيت بها بعد أعوام فى حفل كان فيه ميرفت أمين ومحمود قابيل فى أبريل فى المنتزه وعندما تذكرت بأننى كنت سبباً فى قطع شقيقها بها سنوات صمتت تماماً.
والآن عادت صفية الفايد لتظهر فى وسائل الإعلام مجددا، لتؤكد فى حوارتها ومقابلاتها ما حاولت إجبارى على تكذيبه، خاصة ما يتعلق بإسلام الأميرة “ديانا”، الذى كان سبب مقتلها، حسبما أكدت لرولا خرسا، وهو ما يطرح سؤالا حول ما الذى غير الأمور وبدلها الآن؟.. لا أدرى.
قالت لى صفية الفايد قبل 10 سنوات إنها لم تشاهد ديانا، وهو عكس ما ذكرته مؤخراً فى حوارتها الصحفية مؤخراً، حيث أكدت أنها رأت “ديانا” التى قالت لها ” يا صفية أول حاجة هعملها بعد الجواز، أنى هتعلم العربية، علشان أعرف أتعامل مع كل الناس، وهاعمل معاكى مشروعات خيرية كثيرة فى الإسكندرية.. وما عرفته عن الخلاف بين صفية وشقيقها وقت المشكلة بينهما، أن محمد الفايد قال لها ” هل شاهدت ديانا حتى تتحدثى عنها؟.. كان هو وقت الحوار!
- حقيقة إقامة ديانا ودودى فى قصر “الفايد” بمنطقة فيكتوريا الشعبية
من النقاط المثيرة للجدل التى فجرتها صفية الفايد فى حوارتها الأخيرة، تأكيدها أن ديانا ودودى كانا يخططان للإقامة فى قصر والده فى الإسكندرية، ولم توضح “صفية أن قصر محمد الفايد مغلق منذ عشرات السنين، كما أنه يوجد فى واحدة من المناطق الشعبية بالإسكندرية، هى منطقة “فيكتوريا” وتحديدا خلف قسم شرطة المنتزه، وهو ما يطرح السؤال: كيف كانت دوقة ويلز ستعيش فى واحدة من المناطق الشعبية بالإسكندرية؟، والأغرب من ذلك أن “صفية” أكدت لى منذ 10 سنوات، أن ديانا ودودى لم تكن لديهما خطة للأقامة فى مصر، وهى تصريحات يمكن التأكد منها بالعودة الى حوار “صباح الخير”.
- هل كان والد صفية الفايد وزيرا للمعارف؟
فى مايو الماضى، صرحت صفية الفايد لجريدة الدستور بأن والدها كان وزيرا للمعارف، وهى معلومات تبدو متناقضة تماما مع ما ذكرته لى قبل 10 سنوات، عندما أكدت لى أنه كان يعمل فى “التربية والتعليم” ولم تقل إنه وزير للمعارف، وهى معلومة لا يمكن أن تتجاهلها وقتها،إذا كانت حقيقية بالطبع.
ويثير ظهور صفية الفايد هذه الأيام وفى هذا التوقيت بالذات الكثير من التساؤلات لماذا الآن تروج لجمعيتها الخيرية بالإسكندرية، ولجمع التبرعات لها؟، وهو بالطبع عمل خير “من حقها.. إذا كان الأمر كذلك، فإنه من الأولى أن يتبنى ذلك شقيقها محمد الفايد، باعتباره أحد أغنى أغنياء العالم، والذى يرعى بالفعل مشروعات خيرية عديدة فى الخارج، كما أن أبناء صفية الفايد من أثرى الأثرياء، وكذلك أبناء شقيقتها سعاد وأبناء أشقائها صلاح وعلى.
ويطرح الظهور المكثف لصفية فى وسائل الإعلام مؤخراً تساؤلا حول إذا ما كان هذا الظهور هو تمهيد لعودة محمد الفايد إلى مصر، خاصة أنها تحدثت عن فكرة مشروع مستشفى الملكة نازلى، الذى خطط شقيقها لتطويره، حتى يضع عليه اسم “دودى الفايد”، حيث أسهبت “صفية ” فى الحديث عن ذلك المشروع لكل وسائل الإعلام، وأكدت أن وزيراً أعاق المشروع بحجة أعتراض أسرة الملكة نازلى على ذلك، حسبما ذكرت فى حوارها مع “المصرى اليوم” فى سبتمبر الماضى، لكن ما كتبناه وقتها ونشرته الصحف، أن سبب الرفض ليس اعتراض أسرة الملكة نازلى، فقد صرح وزير الصحة وقتها بأنه لن يتم تغيير التاريخ، وأن أسم الملكة نازلى سيظل محفورا على المستشفى، وإذا كان الفايد راغبا فى افتتاح مستشفى باسم ابنه، فعليه أن يأخذ أرضا ويبنيها، طالما يريد عمل الخير فى بلده.
- كيف سيشترى الفايد قصر عائشة فهمى رغم أنه مملوك للدولة؟
فى حوار لصفية الفايد، قالت إن شقيقها كان ينوى شراء قصر عائشة فهمى بمنطقة زيزينيا وفندق سان ستيفانو، ولكنها تجاهلت تماماً أن قصر عائشة فهمى ما زال محل صراع بين الحكومة وورثته، كما أن صراعا يدور عليه بين وزارتى الثقافة والسياحة، فتارة نجد عليه لافتة تؤكد ملكيته لشركة”إيجوث” وتارة نجد لافتة أخرى تشير إلى أن وزارة الثقافة سترممه،خاصة أنه مصنف باعتباره “أثر” حسبما جاء فى كتاب رسمى من وكيل وزارة السياحة الراحل حازم أبو شليب، أرجع إلى المحافظ السابق اللواء عبد السلام المحجوب، يؤكد أن الوزارة لم تسمح بعرضه للبيع، لأنه فى حوزة الدولة وآل الآن إلى وزارة الاستثمار.
وما لا تعرفه “صفية” أن بعض ورثة عائشة فهمى ، صدر لهم قرار فى عهد الرئيس السادات، بالحصول على تعويض قدره مليون جنيه، لكنهم لم يحصلوا عليه حتى وقتنا هذا، رغم تقديمهم للكثير من الطعون على القرار، وللعلم القصر ليس مملوكا لعائشة فهمى، وانما لوالدها على باشا فهمى.
وسؤالى لصفية الفايد هو: لماذا لم تظهر شقيقتها سعاد الفايد لتتحدث إلى وسائل الإعلام أيضا؟، هل لأنها لا تشارك فى المشروعات الخيرية مثل صفية؟، أم أنها تكره وسائل الإعلام؟.. صفية لها شلة من الصديقات، مثل زوجة محمد رجب صاحب جرين بلازا، وماجدة وسيم وزينب الوكيل، وهنا أبو إسماعيل، ومنى عرفى، ولصفية ابنه أخ بالإسكندرية، تعمل “رسامة” وتنظم جاليريهات” من وقت لآخر، أما ابناؤها الثلاثة فيعملون فى رومانيا، وبالمناسبة عندما ظهر محمد الفايد فى حواره مع عمرو أديب، عقب بيع محلات “هارودز”، صرح بأنه لن يقيم فى مصر، أو يستثمر فيها، وأن له مشروعات خيرية خارج مصر، يتابعها بنفسه،لأنه كما قال بالحرف الواحد، تأخر 77 سنة، فأحفاده الأربعة، قمر وعمر وأنطاليا وليلى، هم كل شىء فى حياته.
شهيرة النجار