حوارات

حوار قديم للراحلة نفين حليم أكبر أحفاد محمد علي منذ 12 عاما عن رأيها في السادات وذكريات سجن والدها في حكومة صدقي باشا

شارك المقال

نشرت جريدة المصري اليوم حوارا مع الراحلة نفين عباس حليم في 2010

جاء فيه
كنت أتابع أخبار مصر باستمرار ولن أنسى أننى قضيت فيها أجمل أيام حياتى، خاصة فى الإسكندرية، صحيح مرت علينا أيام صعبة بسبب اشتغال والدى بالسياسة، ووقوفه إلى جوار العمال وتأسيسه أول حزب عمالى مصرى، لكننا كنا سعداء لأننا نعيش فى مصر».. بهذه الكلمات عبرت الأميرة نيفين عباس حليم، سليلة أسرة محمد على باشا الكبير، عن عشقها لمصر، وقالت فى حوارها مع «إسكندرية اليوم» الذى أجرى فى منزل الأسرة بالإسكندرية: إن الرئيس السادات وقف بجوار الأسرة، والتمست الأعذار للرئيس مبارك، وقالت إنه رجل «مش بتاع هزار» وانتقدت إهمال الدولة لأسرة محمد على، وإلى نص الحوار:

■ خلال فترة سفرك للخارج هل كنت تتابعين أخبار مصر؟

  • نعم كنت أقرأ كل ما ينشر عن مصر، خصوصاً ما ينشر عن أعضاء ثورة يوليو، حتى الفنون وكل ما يتعلق بمصر، من أخبار كنت أتابعها وأقرؤها.

■ هل شاهدت مسلسل «الملك فاروق» مؤخراً؟

  • نعم شاهدته بس كان فيه حاجات عجيبة عن فاروق مثل بكائه بسبب عدم إنجاب الذكور وبعض الأشياء الأخرى لكن المجمل أن المسلسل كان جيداً.

■ عقب قيام الثورة استمرت الأسرة فى مصر حتى عام 1960.. كيف كانت معاملة الناس لكم خلال هذه الفترة؟

  • كل الناس تنكروا لنا وكانوا يخافون من زيارتنا، خصوصاً الذين كانوا مقربين لنا باستثناء الخدم فى المنزل حيث كانوا يساعدوننا أحياناً لأنهم تعلقوا بنا كثيراً وكانوا يحبون أسرتى، ورفض كل من يعرفنا توفير فرصة عمل لى لأنهم كانوا يخافون من الثورة ورجال الثورة، فقررنا السفر للخارج، وحصلت على تأشيرة للعلاج وسافرت إلى أوروبا ثم إلى أمريكا.

■ ماذا عن الرئيس الراحل أنور السادات؟

  • الرئيس السادات لم ينس لوالدى أنه ساعده ووقف إلى جواره وهو فى السجن، لأن والدى أعطاه مالاً وملابس وهو فى وقت الشدة، لذلك لم ينس السادات لوالدى وقوفه إلى جواره ورد لنا الجميل عندما أعاد لنا منزلنا الذى كنا نعيش فيه فى حى «جاردن سيتى»، كما أنه عندما حاكمت الثورة والدى بتهمة الخيانة كان الرئيس السادات فى المحاكمة فأخذ والدى حكم عشر سنوات مع إيقاف التنفيذ بفضل السادات، عليه رحمة الله.

■ لكن لماذا لم يتم الإفراج عن والدك وقتها؟

  • هذا السؤال تم توجيهه للواء محمد نجيب، من صحفى أمريكى ونشر الحوار فى الصحف وأجاب نجيب قائلاً: عباس حليم لازم يفضل فى السجن كى يبقى الوضع مستقراً، لأنه لو خرج من السجن سيقود العمال إلى مظاهرات للمطالبة بعودة الملك، فأبى كان يسبب أزمة للملك فؤاد وأزمة للملك فاروق وأزمة لرجال الثورة عبدالناصر وأتباعه.

■ لماذا سجنه الملك فؤاد؟

  • لأنه فى عهد حكومة إسماعيل صدقى باشا نشر خطاباً مفتوحاً فى الصحافة يطالبه فيه بضرورة تغيير الدستور وتغيير الوضع القائم وحذره من احتراق البلد بسبب سياساته، فكان رد فعل الملك فؤاد أن سلبه لقب النبيل ثم سجنه، وقبل إصدار قرار القبض عليه اجتمع البرلمان المصرى فى فندق الكونتيننتال لأن المجلس كان محلولاً بأمر إسماعيل صدقى ومنحوا عباس حليم لقب «شريف» فخلع والدى الطربوش وارتدى «باريه» العمال وأصبح يلقب بالشريف عباس حليم مما أغضب الملك فسجنه.

■ متى خرج من السجن وعاد إليه لقب «نبيل»؟

  • عندما جاء الملك فاروق أفرج عنه فوراً وأعاد إليه رتبة «نبيل».

■ أشيع أن والدك كان له دور فى صفقة الأسلحة الفاسدة؟

  • لا أعتقد ذلك، بدليل أننا عقب قيام الثورة كنا نمر بظروف قاسية جداً، وعندما بحثت عن عمل وفشلت سافرت للخارج وعملت سكرتيرة فى إحدى الشركات، ولو أننا حصلنا على ربح أو عمولة من صفقة الأسلحة فلماذا أبحث عن عمل فى الخارج ولماذا نعيش عيشة صعبة؟!

■ ماذا عن الحالة السياسية فى مصر قبل قيام الثورة؟

  • كنت طفلة عندما شهدت مصر حريق القاهرة، وأتذكر أن والدى طالب الأحزاب بتأليف جبهة موحدة لعلاج الموقف ولف على جميع رؤساء الأحزاب حتى المرشد العام للإخوان المسلمين، لكن دون جدوى، وبالفعل حدثت ثورة يوليو فانتقل الملك إلى المنتزه ووافق على التنازل عن العرش، ورغم محاولات أبى لإثناء الملك فاروق عن التنازل فإن الملك رفض التمسك بالحكم وقرر أن يترك مصر حرصاً على دماء أبنائها ولئلا تقع حرب أهلية بين المصريين.

■ ماذا عن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وباقى أعضاء الثورة؟

  • كل أعضاء الثورة كانوا يكرهوننا جداً جداً، باستثناء الرئيس السادات كما قلت.

■ ماذا عن الأموال والأراضى التى صادرتها الثورة؟

  • المصادرة تختلف عن الحجز والتأميم وفرض الحراسة، لأن المصادرة لا تحدث إلا بقانون وهو ما حدث معنا، حيث صادرت الثورة كل ممتلكات العائلة المالكة بقانون، ومن ثم إذا أرادت الدولة أن تعيد لنا شيئاً من أموالنا وأراضينا فلابد من صدور قانون، وعموماً أنا لم ولن أطلب من أحد أن يعيد إلىّ ممتلكات أسرتى، لأننى أميرة «برنسيسة» ولم أتعود على الطلب، ولن أقف أمام الدولة المصرية والحكومة كى أطالب بحقى مثل العمال والفئات الأخرى، لكن كنت أتصور أن الدولة ستهتم بأسرة محمد على، بانى النهضة الحديثة فى مصر، على اعتبار أننا مصريون ونستحق الرعاية بحكم أننا من أبناء مصر «يعنى تأمين صحى» أو رعاية من الدولة، أو على الأقل نشعر باهتمام من الدولة التى تتحدث عن محمد على باشا يومياً بشكل محترم، بينما هى تعاملنا ونحن أسرة محمد على بشكل غير طبيعى.

■ قيل إنك حاولت احتراف الفن وإنك تحبين التمثيل؟

  • لم أمتهن الفن أو التمثيل وإنما كنت أحب التمثيل فى المنزل مع أشقائى وأصدقائى، «يعنى لعب أطفال نعمل مسلسل أو نعمل نفسنا فنانين ونجوم، خصوصاً أن كثيراً من نجوم عصرنا كانوا أصدقاء للأسرة مثل أنور وجدى وليلى مراد وعمر الشريف وغيرهم وكانوا يترددون على منزلنا.

■ كيف تسير العلاقة بينكم وبين أسرة الرئيس مبارك حالياً؟

  • لا أعرف الرئيس مبارك شخصياً، لكننى أطالع الصحف وأشفق عليه مما هو فيه، وأعتقد أنه شخص دبلوماسى ومشغول على طول لأنه «مش بتاع هزار».

شهيرة النجار