دفتر احوال مجتمع مصر

سر يعلن لأول مرة: رشيد محمد رشيد كان متبرعا ب 66 مليون جنيه لإنشاء مستشفى أورام جديد مع الراحل علاء عرفي بإسم عاصم رستم للأورام (2)

شارك المقال

مئات الأحبة كانت في وداع عرفي حتى مثواه الأخير  في مشهد مهيب 

لم تشهد المدينة جنازة مهيبة هكذا إلا قبل شهور لعلاء زهران الذي توفي بالكورونا مثل عرفي

قصص تصلح أن تكون أفلاما لحالات عولجت بفضل الله ثم علاء عرفي 

صانع البهجة وصانع الخير 

تعنت الحي والمسؤولين جعل مستشفي عاصم رستم لعلاج الأورام الجديد لا يرى النور 

طوال شهر رمضان الماضي يتحدث يومياً لإنهاء إجراءات المستشفى وترك كل أعماله للتفرغ لذلك 

لم يلتفت لما حدث له وأقنع عاصم رستم أن يعود من جديد 

الحقيقة لم أتوقع أن يكون الحضور في جنازة المرحوم رجل الأعمال علاء عرفي هكذا بالمئات رغم الكورونا والإنتشار إلا أن الأصدقاء والمحبين قرروا أن يكون التعبير عن مشاعرهم تجاه الرجل في الصلاة عليه بجامع المواساة الذي امتلأ عن آخره بالرجال والنساء ولم يكتفوا بذلك فقط بل ساروا خلفه حيث مثواه الأخير في مقابر الأسرة

 وكان من الممكن أن يذهب كثيرون ممن رأيتهم في الجنازة إلي العزاء مكتفين بذلك للبعد عن الزحام ولكن الحب الذي زرعه الراحل في قلوب الكبار وحتى البسطاء جعل من الجنازة شيئا مهيبا وعظة لكثيرين تقول أن من يزرع الخير لا يحصد إلا كل الخير حيا وميتا وهذا ما كان اليوم في تلك الجنازة التي لم تشهد الإسكندرية لها مثيل إلا في جنازة المغفور له المهندس علاء زهران قبل شهور أيضا وتوفي متأثرا بتبعات الفيروس اللعين الذي جاء له من صديق توفي أيضا والصديق نقل العدوى لزهران  الذي كان محترسا ولا يذهب لتجمعات جاءت لصديق زهران  من نجل الصديق الذي نقلها من حضور زفاف الصيف الماضي وكنت قد نشرت عنه

المهندس المرحوم علاء زهران

صانع البهجة صنع الخير وأسس أيادي المستقبل فكرته الأولي 

علاء عرفي لم يكن محبا للحياة والناس جميعهم فقط بل يفعل الخير وكان نموذجا كبيرا فيه وهو بحق لم تكن تعرف يمينه ما تعطي شماله  ففي الوقت الذي أسس فيه مع شقيقه عمرو عرفي ناديا ومطاعم وقاعات فاخرة كان في ذات الوقت يؤسس أول مستشفى متخصص في الإسكندرية لعلاج الأورام ملاصقا للنادي وأنشأ مجلس أمناء ضم وقتها عدد كبير من رجال وسيدات الأعمال 

مرت الأيام وكبر المكان الذي توافد عليه المرضى من الإسكندرية ومطروح والبحيرة وكان العمود الفقري للمكان هو الدكتور عاصم رستم الذي ترك إنجلترا وقرر أن يهب الجزء الباقي من عمره لعلاج المرضى بالمجان حتى الأموال التي كانت تأتي له من عايد جزء العلاج بالأجر كان يتركها بالخزينة للإنفاق على المستشفى 

كان يحب هذه الصوره التي يشبه فيها جورج كلوني

حدثت خلافات وإنشقاقات بين البعض وبين الراحل علاء عرفي بسبب إستحضار مدير إداري للمكان براتب تعدي الستون ألف جنيه وإستحضار وعمل إعلانات للمكان يتم الإنفاق عليها من أموال التبرعات وإنتهى الأمر بترك الدكتور عاصم رستم للمكان 

وموجود ثلاث مقالات بهذا الشأن في أرشيف الموقع لمن يريد الإطلاع  عليها، المهم  ترك علاء عرفي المكان وفي ظل تعرضه لهزات مالية كبيرة. وهدم النادي وقاعات ومطاعم الحديقة الدولية إلا أنه كان سعيدا أن المستشفى لن يتم هدمه وقرر أن يهب المدينة مستشفى آخر وأنشأ جمعية بإسم  الدكتور عاصم رستم الذي أقنعه بالعودة لمصر مرةً أخري وإستكمال مسيرته بعد أن ترك أيادي المستقبل ،، وفكر في إختيار المكان الذي سيقام به المستشفى الجديد وكان الإختيار بين منطقة الكينج مريوط أو الطريق الدولي حيث البراح ولكن وقع الإختيار على طابقين بعمارة جديدة بمنطقة السيوف 

 طوال شهر رمضان الماضي كان يسعى لإنهاء إجراءات مستشفي الأورام الجديد

وفي شهر رمضان الماضي إتصل بي الراحل علاء عرفي يطلب التوسط لدى السيد محافظ الإسكندرية لإنهاء إجراءات المكان ليتم تحويل الحلم لحقيقة بعد الوقوف أمام عثرات بالحي التابع له المكان أن الطابقين سكني وليس إداريًا، وإتصلت بالسيد اللواء محمد الشريف لإنهاء الأمر الذي يجلب الخير لأهل الثغر  والحقيقة أن المحافظ قال حرفيا أنا لا أقف أمام أي خير لأهل المدينة. وكررت الإتصالات بالمحافظ بعد إلحاح علاء لإنهاء الأمر كأنما كان يستشعر قرب نهايته يا سبحان الله

وسألت علاء. يا علاء المشروع مكلف جداً قد يصل لمائتي مليون جنيه من مكان وإنشاءات وأجهزة فمن أين ستأتي بكل هذه الأموال فكانت إجابته بدون لف أو دوران  إن الوزير الأسبق ورجل الأعمال رشيد محمد رشيد متبرع ب٦٦ مليون جنيه قابلة للزيادة من أجل إنشاء مستشفى الأورام الجديد بإسم عاصم رستم وصاحب العقار الذي تم شراء الطابقين الأرضي منه تساهل في السعر كمشاركة منه هو الآخر من أجل إنشاء هذا المكان وعدد كبير من رجال الأعمال سوف يتبرعون وبعضهم سيخرج زكاة ماله لبناء المكان 

المهندس رشيد محمد رشيد

فقلت له وهل أخذت الأموال فقال كلها معهم بشيكات سوف تصرف لحظة إنتهاء الإجراءات الواقفة بالحي، فقلت له هل تعلم أن سعيك هذا يوازي أجر كل متبرع لأنك صاحب فكرة الخير؟

فرد أنا مش عايز حاجة غير المستشفي دي تري النور وخايف الناس دي حماسها يقل  لما الإجراءات تطول ؟

فقلت له باذن الله ربنا هيسهلها ورغم أن فكرتي عن رشيد مختلفة إلا أنك جعلتني أحب هذا الرجل بعد تكوين فكرة وعقيدة منذ أيام ثورة يناير فرد والله يا شهيرة هو رجل خير ومحب له والدليل أنا بقوله لكي بلساني 

جاء بعد شهر رمضان إتصلت بعلاء أعتقادا مني أن الإجراءات قد إنتهت فقال بكل أسف للآن الحي  موقف كل شيءٍ فقلت له هل تريدني أن أعيد الإتصال باللواء محمد الشريف ؟ فقال لاء أنا سايبها على الله 

ولم أتابع معه بعدها حتى جاء قبل شهر تقريبا كنت قد كتبت خبر عن مصابي كورونا فأرسل لي أنه هو الأخر أصيب فإتصلت به أطمئن عليه وأسأله عن آخر أخبار المستشفى فقال والله لسه ونفسي ربنا يأخد بيدي وأخف عشان أكمل 

ليكتب القدر كلمته الأخيرة ولم يكمل حلمه بإنشاء مشروعه لعلاج البسطاء بالمجان وأن كنت أعتقد أن الله سبحانه وتعالي سيجزل له العطاء لأنه سعى في أعظم خير

 بسبب علاء نجا صبي فقير من الموت بسبب تشخيص طبي خاطئ 

وأشهد الله أن الراحل رغم موقفي تجاهه قبل ١٥ عام تغير ١٨٠ درجة آخر تسع سنوات لما لمسته فيه من خير وطيبة ومحبة وصراحة، ما من مرةً إتصلت به أرسل له مريض فقير إلا ويقوم بكل العلاج على نفقة المستشفى لدرجة ذات مرة أرسلت له صبيا من عائلة بسيطة رقيقة الحال كان قد شخص له الطبيب المعالج أن عنده ورم خبيث بالمعدة فكاد والديه يموتون عليه كمدا لأنهم لا يملكون قوت يومهم المهم وصلوا لي وإتصلت بعلاء الذي جعل الدكتور عاصم رستم يفحصه لتظهر النتيجة أن الصبي ليس مصابا بشيء وكل مافي الأمر قولون منتفخ فقط 

تخيلوا لوكان هذا الصبي سار خلف تشخيص الطبيب المعالج له ماذا سيكون مصيره الآن ؟

ناهيك عن حالات تم إرسالها وتم علاجها  بل وإعطاء معونات شهرية لهم 

 وحالات حار الطب العالمي فيها وشخصها الدكتور عاصم رستم بدقة

اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية

 إستحضر عاصم رستم سبتمبر العام الماضي من لندن ليري حالة طفل إحتار الأطباء في تشخيصه

ولا أنسي العام الماضي أن حالة لطفل  حيرت الأطباء وكان عاصم رستم قد ترك المكان وكذلك علاء عرفي وإتصلت بعلاء الذي تواصل مع رستم بلندن وجاء خصيصا في سبتمبر من العام الماضي ليري حالة الطفل  الخطيرة والتي لم يكن يطلب أهله أي شيء سوى معرفة التشخيص الصحيح وقد كان بل رستم دلهم علي من يجري للطفل الجراحة بالقاهرة وتواصل مع الطبيب الجراح هناك 

هذه عينات بسيطة وغيرها كثير. عايشتها مع علاء عرفي ملاك الرحمة بحق وهو الآن في دار الحق  سعي في خير وفتح أبواب رزق لمئات فلن أقول الآف لأني شاهدت مئات البيوت المفتوحة أمامي عمر وعالج. وأسعد من حوله فعلى قدر إقباله على الحياة كان إقباله على الخير  و عمره ما غلط في حد يكفي إنه غير فكرتي في رشيد محمد رشيد وجعلني أحب الرجل دون أن أراه من شدة كلامه الطيب عنه والخير الذي يقدمه

الدكتور عاصم رستم

 رحمك الله ياعلاء بقدر ماقدمت وجعلك من أهل الفردوس الأعلى وألهم محبيك وكل من عاشروك الصبر والسلوان وجعله نورا لك في قبرك 

كان مبهجا  صانعا للسعادة بقدر صناعته للخير 

 ولانملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون 

شهيرة النجار