بالإقدام … لا بالأقدام
وبالأفهام .. لا بالأوهام
بالقلوب .. لا بالدُروب
وبالهمّة .. لا بالهَمْ
وبالرُخصة كذا بالعزم ..
ولكن من تتبع الرخصة قلّما يفلح ومن تتبع العزم
كان من أهل المعية في الحضرة الإلهية.
▪القلوب لها توجهات على ثلاث مراتب
هى .. [[ السير – السفر – الفرار ]]
أما السير فهو مرتبة العوام
وهى التزام العبد بمنهج تعبدى في طريقه إلى الله
فيأخذ بقلبه شيئاً شيئاً حتى يلين ويطمئن بالقرب من الله
مع المحافظة على الأذكار والأوراد اليومية
واجتناب المعاصى والذنوب ومجالسة أهل الصلاح
ويزهد حتى يعتاد القلب على ترك العالم الفانى.
قال تعالى :
《وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ》
▪سفر القلوب وهذه مرتبة الخاصة والسالكين
ما سُمى السفر بهذا الإسم ؛ إلاّ لأنه يُسفر عن أخلاق الرجال
فينتقل بالقلب من موطن إلى موطن آخر
من الجهل إلى المعرفة ، ومن الكدر إلى الصفا
ومن حظوظ النفس إلى حقوق الله
ومن رؤية الأسباب إلى رؤية مسبب الأسباب
قال الإمام الكبير أبو حامد الغزالي رضي الله عنه
السفر اثنين ؛ سفر ظاهر بالبدن، وهو عن المُستقر والوطن
إلى الصحارى والفَلوات ، وسفر يسير بالقلب عن أسفل سافلين إلى ملكوت السموات ،
وأشرف السفرين ( سفر الباطن ) .
قال العارف بالله سيدى أحمد بن عجيبة رضي الله عنه
السفر ؛
أولاً : من الذنوب والغفلة إلى التوبة واليقظة
ثانياً : من مواطن الانكباب على الدنيا إلى الزُهد فيها
ثالثاً : من مساوىء النفس إلى التخلية والتحلية بأضداها
رابعاً : من عالم الملك إلى الملكوت ثم إلى الجبروت.
▪فرار القلوب وهو لخواص الخواص
من بحر قوله تعالى 《ففروا إلى الله 》
فمن تحقق بالفرار كان من أهل ذاك المقام
والفرار هو : إحداث فَزعة عظيمة في قلب العبد
فيهجر كل ما سوى الله ، ولا يرى إلاّ الله
قد غاب بالحق عن الأشياء
قد تجلى له مشهوده ، فصار ، به ، منه ، فيه ، إليه .
قال الإمام عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه
[[ طِر إلى الله بجناحى الكتاب والسنة ]] ..
أى فر إلى مولاك بالقرآن والسنة ، بالشريعة والحقيقة
إلى حضرة القدس الأعلى هارباً من كل شىء
طيران بالأشواق ، والأذواق ، والأنس ، والمعرفةً
لذا قال السادة الصوفية
《الزاهد سيّار ، والعارف طيّار》.
فمن يمشى على أقدامه ليس كمن يسافر بالقطار ..
ومن يذهب بالطائرة يختلف عن كليهما .
شهيرة النجار



and then