المخرج الكبير أشرف فايق إسماعيل
ما ان انتهي من إخراج فيلمه المنتظر عن سيرة سيدة المسرح سميحة أيوب
حتي قام بمشاركة محبيه أحياء ذكري صديقه الراحل فاروق الفيشاوي
ثم ذكري العظماء من أهل الفن الذين ماتوا مفلسين بسبب الخيانة
منّ هؤلاء الذي كتب عنهم أشرف فايق
علي الكسار
كتب
قصة الأيام الأخيرة لـ
«رائد المسرح الكوميدي»:
«كومبارس»
يعيش في نصف حُجرة فى طنطا
يعتبر علي الكسار أحد رواد المسرح الكوميدي،
الذين أثروا التجربة المسرحية في سنوات كان فيها المسرح هو ملاذ الشعب وغوايته،
زمن نجيب الريحاني وجورج أبيض ومسرح بديعة مصابني وغيرهم،
ورغم أن في هذا الوقت كان الممثل منبوذا في مجتمعه الشرقي حتى شهادته أمام المحاكم لم يكن يعتد بها لكونه «مشخصاتي»،
إلا أنه أحد أبناء جيل استطاع أن يصنع مكانة جديدة ومميزة للممثل،
ليقدره الجميع ويحترم فنه، ويقطعون التذاكر خصيصاً ليشاهده عرضه.
وُلد الكسار في السيدة زينب، واسمه الحقيقي هو علي خليل سالم،
وقد أخذ اسمه الفني
الكسار من عائلة والدته التي تدعي (زينب على الكسار)،
وبعد أن امتهن في البداية مهنة السروجي كوراثه عن والده، اتجه للتمثيل المسرحي، واستطاع اثبات مكانته سريعًا، حتى أنه دخل في منافسة قوية بينه وبين نجيب الريحاني، وأصبح لكل منهما مسرحه وفرقته ونجاحاته الكبيرة،
إلى أن جاءت سقطة الكسار الكبرى في سنواته الأخيرة، والتي أنهت قصته بمأساوية لم تكن متوقعة.
وضع الكسار كل ما جمعه من المسرح مع شركاء لإنتاج فيلم «بواب العمارة»، كما شارك في كتابة سيناريو الفيلم، وقام بالبطولة دون أجر،
خانوه الشركاء وأسقطوه في الديون،
وظل أعوامًا طوال يسدد ديونه لبنك مصر،
بحسب ما نشرته مجلة الأثنين والدنيا في عدد أغسطس عام 1955.
هجره المخرجون ولم يطلبوه إلا نادرًا،
وإن حدث طلبوه في أدوار كومبارس ناطق وأدوار هامشية مثل «العبد نور» في أمير الإنتقام،
و«الخادم عثمان» في فيلم قسمة ونصيب،
و«مشمش» في فيلم جزيرة الأحلام.
في عام 1950،
أرسل الكسار لوزارة الشئون الإجتماعية عارضًا عليها ظروفه الصعبة،
فعرضت عليه الوزارة عملاً في المسرح الشعبي بطنطا،
والذي كان تابعًا لها.
قبل الكسار العمل لحاجته للمال وتجاوزه عامه الـ62،
ولم يكن له دخل ثابت بعد سداد ديونه،
وعاش هناك باقي أيامه في غرفة -شِرك- بشارع أحمد ماهر.
مات علي الكسار فقيرًا عام 1957 بمستشفى القصر العيني، وعاشت شخصية عثمان عبدالباسط،
شاهدة على زمن الفن الجميل وعلى عصر الرواد..
شهيرة النجار