دفتر احوال مجتمع مصر

عم أحمد التربي وحكاية رفضه دفن المتوفي الابعد ما يسمع موافقة الدكتور سعيد الدقاق!!

شارك المقال

تعودت منذ وفاة المرحوم زوجي طيب الله ثراه في مقابر الناصرية والتي تبعد عن الإسكندرية نحو نصف الساعة تقريباً أنه كلما تأزمت نفسيتي وشعرت بالرغبة أن أكلمه وأشتاق للحديث معه أذهب لزيارته فالأموات يروننا عند الزيارة ويسمعون لنا ويفرحون ويتالمون لكلامنا خيراً امير وحزنا فحزن.

أجلس وأقرأ القرآن علي روحه الطاهرة ثم أحكي له كأنما هو جالس أمامي، تتركني والدتي مع حالي الذي أطيل فيه، وتجلس علي أريكة أمام المقبرة أو تخرج خارجها تاركة إياي مع حبيبي أحدثه.

بينما هي تتحدث مع عم أحمد التربي ومسؤل المقابر بتلك البقعة، رجل طويل كبير السن ولكن نحالته لاتبدي سنه، طويل أشهر دائمآ انه ذو قلب جبار يتحمل الدخول داخل المقابر والدفن وعندما يتحدث أجد حديثه عن المتوفي كانما يقص جزء من حكاية عادية أمر معتاد له، وعندما نعود في طريق العودة تقص بعض من نوادر عم أحمد التربي.

الخميس الماضي بينما نحن في طريق العودة وجدتني علي حال مبكي فأرادت أن تسر عني وتخرجني من حالتي فقالت لي.

تصدقي عم أحمد دا راجل جبار ؟

لي بس؟

قالت لي بيقول إن منذ شهر تقريباً كانت المقبرة المواجهة لمقبرة حسام جاء لها جنازة فرفض أن يفتح المقبرة لإن المتوفي ليس صاحبها.

فالتفت لها وقلت دي مقبرة الدكتور سعيد الدقاق!! من توفي له؟

ولأني أعرف الدكتور سعيد الدقاق معرفة جيدة منذ أن كان عميدا لكلية حقوق الإسكندرية وأمينًا للحزب الوطني في عز أوجهً وكان عندما أختير المهندس رشيد محمد رشيد وزيرا للتجارة، أوكل الدقاق كتابيا إدارة أعماله ومصانعه له.

وكان عضو مجلس أمناء أحد المدارس الخاصة الهامة بالثغر وكان عضو معيننا بمجلس الشوري.

وتخرج من تحت يديه أعلام قانون وسياسة ملء السمع والبصر الآن وكان يتمتع بعلاقات ولازال مع كل الدنيا كما كنت أراه وقتها.

وبعد ثورة يناير إختفي الدكتور الدقاق من الحياة العامة بالإسكندرية بعدما كان ملء السمع والبصر وكنت أقدره وأجله واثق دائما في أراءه ونصائحه لي
حتي علمت منذ سنوات أنه يقيم بالامارات العربية المتحدة ويعمل مستشارا لأحد الوزراء، ولعدد من الأمراء هناك.

والحقيقة هو حجة قانونية تتحرك علي الأرض وواحد من جهابزة القانون الدولي، ولأني كنت أعرف منه أن له ابن اسمه علي ما أتذكر عمر استاذ رياضه بحته في أحدٍ جامعات أوربا من زوجته الايطالية.

مقبرة المرحوم زوجي ووالده عليهما رحمة الله تعالي

فلما صدمتني والدتي إن فيه متوفي قلت لها من؟

فالمقبرة منذ إشتراها الدكتور الدقاق مع والد زوجي المرحوم الدكتور أحمد نور، وعدد كبير، وكثير من المقابر مجاورة لها أقرأعلي بابها أسماء ملاكها خالية
قالت المتوفي شقيق الدكتور سعيد وعم أحمد رفض يفتح المقبرة ويدفنه الا لما يكلمه الدكتور الدقاق بنفسه ويقول له ادفن ياعم أحمد.

وظلت الدفنة متوقفة وهم يهاتفون الدكتور الدقاق خارج مصر وهو لايرد حتي رد وكان وقتها بأمريكا ففتحوا له الاسبيكر وأمره الدكتور الدقاق أن يفتح المقبرة ويدفن المتوفي.

قلت لها أمًا راجل غريب يترك المتوفي لحد مايسمع صاحب المقبرة يأذن له؟

قالت أنا سألته برضه السؤال دا وقلت ليه التصرف دا؟

فرد وأنا ما أدراني ماجايز مش شقيقه ولا قريبه وجايز يكون هو مش حابب كدا

وجايز مش عايز حد حتي من أخواته في مقبرته أنا عبد المأمور وبعدين لما يعرف يعمل فيا بلاغ إن فتحت المقبرة بدون إذنه ؟!

السلامة والانون يقصد القانون أسلم ياحاجة وأنا أعرف الصح

مش عارفة أقول أي!!

لكن لا أملك إلا قول انا لله وانا اليه راجعون وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس باي أرض تموت

اللهم ارحم امواتنا وأموات المسلمين والمسلمات جميعا والحقنا بهم في جنات النعيم.

شهيرة النجار