جميعنا استمتع بأغنية أنا قلبى ليك ميال أشهر أغانى كروان الشرق فايزة أحمد، التى يظن كل من استمع إليها أنها أغنية عاطفية تغنيها حبيبة لحبيبها ولا يتخيل أن وراء هذه الأغنية مأساة حزينة عاشتها فايزة أحمد التى كانت حياتها سلسلة من الأحزان، بل ولا يمكن لأحد أن يتخيل أن تكون فايزة أحمد قد غنت هذه الأغنية بكل أحاسيسها وجوارحها لتعبر عن مأساتها التى عاشتها فى بداية مشوارها الفنى مع ابنتها وأول فرحتها.
وفى مقال نادر للفنانة الكبيرة فايزة أحمد كتبته فى الخمسينيات كشفت قصة هذه المأساة تحت عنوان “قصة البطل الحقيقى لأغنية أنا قلبى ليك ميال”، وقالت فايزة أحمد إنها كانت تحرص دائما على أن تخفى عن الناس أحزانها التى عاشتها، حتى تجتاز هذه الأحزان، مشيرة إلى أنها لذلك وبعد أن مرت المأساة التى عاشتها وكانت سبباً فى أغنية أنا قلبى ليك ميال ستكشف عن تفاصيل هذه المأساة.
وأوضحت كروان الشرق أنها تزوجت فى بداية حياتها من شاب أحبته حباً كبيراً وفرحت حين شعرت بجنين يتحرك فى أحشائها منه، وأسرعت لتزف له البشرى، ولكن كانت صدمتها كبيرة حين قابل الزوج هذا الخبر بغضب وطلب منها أن تتخلص من الجنين لأنه لا يريد أطفالاً فى هذه الفترة.
وأشارت فايزة أحمد إلى أنها عارضت الزوج ورفضت طلبه مؤكدة أن هذا كفر وأنها تنتظر هذا المولود ولن تتخلص منه مهما كان الثمن، فهددها الزوج بالطلاق إذا لم تستجب لإرادته.
وأكدت فايزة أحمد أنها حسمت المناقشة والقرار لصالح المولود، ، وقررت السفر للقاهرة، حيث تقدمت للإذاعة المصرية، وطلب قسم الموسيقى الاستماع للمطربة الشابة القادمة من دمشق فيما يشبه الاختبار الذى تقيمه الإذاعة للمبتدئين، وبالفعل غنت الفنانة الكبيرة للجنة بعض الموشحات والأغانى واجتازت الامتحان بتفوق، لذلك عهدوا إليها بأغنيات لكبار الملحنين فى مصر ومنهم زكريا أحمد، وأحمد صدقى وكمال الطويل ومحمد الموجى وغيرهم.
وأكدت فايزة أحمد أنها غنت كل الأغانى باجتهاد لكنها لم تحقق النجاح الكبير إلا عندما غنت أغنية “أنا قلبى ليك ميال” التى كتب كلماتها مرسى جميل عزيز بعد أن حكت له مأساتها ولحنها محمد الموجى وغنتها هى بإحساس مختلف، حيث وجدت فى كلمات الأغنية خير تعبير عن حالها، مؤكدة أن بطل الأغنية لم يكن رجلاً فى خيالها بل كان هذا الجنين الذى يتحرك فى أحشائها، والذى كان وقت تسجيل الأغنية فى شهره السابع.
وقالت الفنانة الكبيرة “حين غنيت ومليت الدنيا عليا ود وحب وحنية ، خليتنى أحب الدنيا طول أيامى ولياليا، بكيت بشدة وغسلت الدموع وجهى، وظهرت بحة البكاء فى صوتى، ونجحت الأغنية لأنى عشت فيها، وكأنها حياتى التى أصبحت لحناً وكلمات”.
وبعد أشهر قليلة وضعت مولودها وكانت طفلة جميلة أطلقت عليها اسم غادة، وفرحت بها فايزة أحمد حيث ملأت حياتها حباً وحناناً.
ولكن كانت الصدمة حين بلغت الطفلة عمر 5 أشهر وخطفها الموت، فكانت أكبر مأساة فى حياة فايزة أحمد وأظلمت الدنيا فى وجهها، وكادت الوحدة ومشاعر الحزن
شهيرة النجار