بنت علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد، لعبت دورًا محوريًّا في واقعة الطف
الحَوْرَاءُ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيٍّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الملقبة بـزَيْنَبِ الكُبْرَى (5 هـ – 62 هـ)؛ ثالث أولاد فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد وعلي بن أبي طالب وكبرى بنتيهما والأخت الشقيقة للسبطين الحسن والحسين. وأبوها هو الخليفة الرابع من الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، وأوّل الأئمة الأثني عشر عند الشيعة، ولهذا تُعتبر زينب، إحدى الشخصيات المهمة عند المسلمين. كما أن لها قُدسيَّة خاصة عند الشيعة؛ بسبب دورها في معركة كربلاء التي قتل فيها أخوها الحسين بن علي بن أبي طالب، وعدد من أهل بيته. ويعتقد الشيعة بعصمتها بالعصمة الصغرى،قال فيها ابن أخيها علي بن الحسين السجاد:«يا عمة، أنتِ بحمد الله عالِمة غير معلّمة وفهمة غير مفهمة
اسمها وكنيتها وألقابها
هناك قولان في معنى كلمة زينب الأول أن «زينب» كلمة مركبة من زين وأب أما الثاني فهو أن «زينب» كلمة بسيطة وليست مركبة، وهي اسم لشجرة أو وردة تسمى زنب.
وهذا ما صرح به مجد الدين الفيروزآبادي في القاموس المحيط، بقوله: ”الزَّيْنَبُ: نبات عشبيٌّ بصليّ معمّر من فصيلة النرجسيات، أزهاره جميلة بيضاء اللون فوّاحة العرف، وبه سُمِّيت المرأة“.
تُكنى زينب بـ”أم الحسن“ و”أم كلثوم“.
ومن المشهور وجود بنتين لعلي بن أبي طالب من زوجته فاطمة الزهراء هما زينب، وأم كلثوم.
جاء التعبير عن زينب في بعض المصادر التاريخية، وعلى لسان بعض الخطباء والمؤلفين بـ”العقيلة“، والعقيلة وصف لها وليس اسماً، فيقول أبو الفرج الأصفهاني: ”العقيلة هي التي روى ابن عباس عنها كلام فاطمة في فدك، فقال: حدثتنا عقيلتنا زينب بنت علي“.
وللعقيلة معاني عديدة في اللغة، فمنها: المرأة الكريمة، والنفيسة، والمُخَدَّرة.
ويقول ابن منظور في لسان العرب: ”عقيلة القوم: سيدهم، وعقيلة كل شيء: أكرمه“. كما يقول الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ”العَقِيلَةُ: الكريمة من النساء.- الرجل: زوجته، تستعمل في المواقف الرسمية بخاصة؛ وجَّه الرئيس وعقيلتُه الدعوةَ إلى رئيس الدولة الصديقة وعقيلته.-: سيِّد القوم؛ كان عقيلةُ القبيلة كبيرَها سنًّا وعقلاً ج عقائل“.
كما انتشر عدد من الألقاب لزينب، منها: زينب الكبرى، للفرق بينها وبين من سميت باسمها من أخواتها وكنيت بكنيتها. الحوراء ، أم المصائب وسُمّيت اُمّ المصائب، لأنّها شاهدت مصيبة وفاة جدّها محمد رسول الإسلام، ومصيبة وفاة اُمّها فاطمة الزهراء، ومصيبة قتل أبيها علي بن أبي طالب، ومصيبة شهادة أخيها الحسن بن علي بالسمّ، والمصيبة العظمى بقتل أخيها الحسين بن علي من مبتداها إلى منتهاها،
وقتل ولداها عون ومحمد مع خالهما أمام عينها وحملت أسيرة من كربلاء إلى الكوفة وأدخلت على ابن زياد إلى مجلس الرجال وقابلها بما اقتضاه لؤم عنصره وخسة أصله من الكلام الخشن الموجع واظهار الشماتة وحملت أسيرة من الكوفة إلى الشام ورأس أخيها ورؤوس ولديها وأهل بيتها امامها على رؤوس الرماح طول الطريق حتى دخلوا دمشق على هذا الحال وادخلوا على يزيد في مجلس الرجال وهم مقرنون بالحبال.
وكذلك سميت الغريبة، العالمة غير المعلمة، الطاهرة، السيدة. وإذا قيل في مصر السيدة فقط عرفت انها السيدة زينب.
ولادتها ونشأتها
القول المشهور بين الشيعة أن ولادة زينب بنت علي كانت في 5 جمادى الأولى من 6 هـ،
وتوجد أقوال تاريخية أخرى في تحديد يوم ميلادها، ولكن هذه الأقوال غير معتبرة.ويعتقد المؤرخون الشيعة بأن ولادتها كانت قبل تسقيط المحسن.
فيما يعتقد المؤرخون السنة بأن ولادة زينب كانت بعد ولادة المحسن.
عاشت السيدة زينب في المدينة مع والديها وجدها، وفي خلافة والدها هاجرت برفقة والدها وأخوتها إلى الكوفة التي كانت عاصمة الخلافة آنذاك، بعد قتل والدها عادت مع أخويها إلى المدينة المنورة واستقرت هناك
زوجها وأبناؤها
تزوجت زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وانجبت منه عون وعباس وعلي، وقد قتل ابنها عون مع خاله الحسين وأصحابه في معركة كربلاء، ولها أبنة واحدة هي أم كلثوم. ذكر عدد من الباحثين أن لها ابنٌ ايضاً اسمه محمد، وقيل بأنه ليس ابنها بل ابن زوجته الأخرى الخوصاء من بني بكر بن وائل والذي استشهد مع الحسين بالطف
زينب في معركة كربلاء: معركة كربلاء
كان لزينب دور بطولي وأساسي في ثورة كربلاء التي تعتبر من أهم الأحداث التي عصفت بالأمة الإسلامية بعد رسول الله، وكان دورها لا يقل عن دور أخيها الحسين بن علي وأصحابه صعوبةً وتأثيراً في نصرة الدين. وأنها قادت مسيرة الثورة بعد استشهاد أخيها وكان لها دور إعلامي.فأوضحت للعالم حقيقة الثورة، وأبعادها وأهدافها.
لمَّا تحرك الحسين بن علي مع عدد قليل من أقاربه وأصحابه، للجهاد ضد يزيد بن معاوية، فقد رافقته شقيقته زينب إلى كربلاء، ووقفت إلى جانبه خلال تلك الشدائد.
وشهدت كربلاء بكل مصائبها ومآسيها، وقد رأت بعينيها يومَ عاشوراء كلَّ أحبتها يسيرونَ إلى المعركة ويستشهدون. حيث قُتل أبناؤها وأخوتها وبني هاشم أمام عينيها. وبعد انتهاء المعركة رأت اجسادهم بدون رؤوس وأجسامهم ممزقة بالسيوف.وكانت النساء الأرامل من حولها وهن يندبن قتلاهن وقد تعلق بهن الأطفال من الذعر والعطش.و كان جيش العدو يحيط بهم من كل جانب وقاموا بحرق الخيم، واعتدوا على حرمات النساء والأطفال.وبقيت صابرة محتسبة عند الله ما جرى عليها من المصائب.وقابلت هذه المصائب العظام بشجاعة فائقة
الكوفة
خطبة زينب في الكوفة
دخلت قافلة السبايا إلى الكوفة بعد مقتل الحسين بأمر من عبيد الله بن زياد الذي كان واليا علي الكوفة آنذاك، فخرج أهل الكوفة للنظر إليهم، فصارت النساء يبكين وينشدن. فخطبت زينب خطبتها الشهيرة في أهل الكوفة قبل دخولها إلى مجلس ابن زياد، فقالت لهم زينب:«أتبكون فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة».وقد أشارت إلى الناس بأنهم هم المسؤولون عن قتل الحسين فقالت: «ويلكم أتدرون أي كبد لرسول الله فريتم؟ وأي عهد نكثتم؟ …» و كان كلامها غايةً في الفصاحة والبيان مستعينةً بآيات من القرآن وكلامها يفيض بحرارة الايمان. فضج الناس بالبكاء والعويل.
و عندما أدخلت نساء الحسين وأولاده ورهطه إلى قصر الكوفة حاول ابن زياد التهجّم على أهل بيت، والشماتة بما حصل لهم في كربلاء، فكان ردّ زينب قوياً وعنيفاً ولم تأبه بحالة الأسر والمعاناة التي كانت عليها. حين سألها ابن زياد:«كيفَ رأيتِ فعلَ اللهِ بأهلِ بيتكِ؟!» فقالت: «ما رأيت إلاّ جميلاً. هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم…» وكان كلامها معبراً عن حالة الرضا والتسليم المطلق للّه عزّ وجلّ. وانتهى موقفها في الكوفة إلى فضح القتلة وتبيين مقام شهداء كربلاء وقرابتهم من الرسول
الشام
ثم جُلبت أسيرة من الكوفة إلى الشام، بأمر من يزيد بن معاوية، ورأس أخيها الحسين ورؤوس شهداء أمامها على رؤوس الرماح طول الطريق، حتّى دخلوا دمشق وأُدخلوا على يزيد وهم مُقرّنون بالحبال والقيود، فعندما دخلوا على يزيد أمر برأس الحسين فوضع بين يديه، وأخذ ينكث ثنايا الحسين بقضيب خيزران بيده، فأثار هذا المشهد غضبها ومشاعرها فقامت وخطبت في مجلس يزيد معلنة انتصار الحق، ونهاية الحكم الأموي حيث ردت عليه بكل شجاعة وإباء مستصغرة قدره وسلطانه، ومستنكرة فعلته النكراء وقالت:«أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الإماء… أنسيت قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ. أمن العدل يابن الطلقاء تخديرك حرائرك وامائك وسوقك بنات رسول الله سبايا، قد هتكت ستورهنّ وأبديت وجوههنّ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلي بلد…»
و من خلال هذه الخطبة بيّنت للناس الغافلين الحقائق، وفضحت أفعال بني امية وجرائمهم التي ارتكبوها في حادثة كربلاء
وفاتها ومدفنها
اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاتها، وان كان الأرجح عند كثير من الباحثين أنها توفيت في سنة 62 هـ،
وذكر الكثير من المؤرخين وسير الأخبار بأنها توفيت ودفنت في دمشق، ورأي آخر على أنها دفنت في القاهرة مع انه لا يوجد أي كتاب مؤرخ لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب في مصر بل دلت كثيرا على قبر السيدة نفيسة مثل الإمام الشافعي الذي زار قبر السيدة نفيسة ويرجح البعض إلى ان قبر السيدة زينب في القاهرة هو قبر السيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وذكر النسابة العبيدلي في أخبار الزينبيات على ما حكاه عنه مؤلّف كتاب السيدة زينب: أنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فأبت الخروج من المدينة وقالت: لا أخرج وإن أهرقت دماؤنا، فقالت لها زينب بنت عقيل: يا ابنة عمّاه قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء، فطيبي نفساً وقرّي عيناً، وسيجزي الله الظالمين، أتريدين بعد هذا هواناً؟ ارحلي إلى بلد آمن، ثم اجتمع عليها نساء بني هاشم وتلطّفن معها في الكلام، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري بالقاهرة فيما تشير روايات أخرى إلى أن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رحل من المدينة، وانتقل مع زينب إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية اسمها راوية وقد توفيت زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها والمنطقة معروفة الآن بالسيدة زينب وهي من ضواحي دمشق.
ولكن الثابت انها جاءت لمصر حاملة رأس اخيها سيدنا الحسين ودفته بالقاهرة
ثم عاشت وسط اهلها وتوفيت ودفنت ومقام قبرها هو مقام المسجد
شهيرة النجار