قال الإمام الجيلاني رضي الله عنه:
” اشتدَّ عليَّ الحَر في بعض الأسفار يوما حتى كدت أن أموت عطشاً ، فظللتني سحابة سوداء وهبَّ عليَّ منها هواءٌ باردٌ حتى دار ريقي فى فمي ، وإذا بصوتٍ يناديني منها :
يا عبد القادر ، أنا ربك!
فقلت لهُ: أنت الله الذى لا إله إلا هو؟!
قال : فنادانى ثانيةً.
فقال : يا عبد القادر ، أنا ربك! ، وقد أحللتُ لك ما حَرمت عليك!
قال : فقلت لهُ : كذبت يا عدو اللّه ، بل أنت شيطان .
قال : فتمزقت تلك السحابة، وسمعت من ورائي قائلاً :
يا عبد القادر نجوت مني بفقهك في دينك ، لقد فتنت بهذه الحيلة قبلك سبعين رجلاً .
فقيل للشيخ : كيف عرفت أنه شيطان ؟
قال : من حين قال : ” أحللت لك ” عرفته ،
لأن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحليل ولا تحريم .
قال الشّيخ ابن تيمية : ما عظمت عبد القادر إلا بكلامه فى القدر وحكايته مع الشيطان. أورد ذلك ابن مفلح المقدسي في ” مصائب الإنسان “.
وقال – عند قوله : ” أأنت الله الذى لا إله إلا هو ؟” قال : فعدل الشيخ – يعنى عبد القادر – عن الاسم المشترك – قلت : يعنى الرب ، فقد قال الشيطان له : أنا ربك ولم يستطع أن يقول : أنا الله – إلى الاسم المختص بالواحد الأحد سبحانه . وقال فى آخر القصة : فنفعه الله بالعلم النافع .
المصدر: مدارج السالكين، لابن قيم الجوزية، الجزء الأول.
شهيرة النجار