«الحب فى الأرض بعض من تخيلنا إن لم نجده عليها لاخترعناه».
هذا أجمل ما كتب ولخص شاعر الحب نزار قبانى، فالحب لولاه ما بقينا فى تلك الحياة، حب النفس، حب الأهل، حب الأبناء، حب الزوج، حب الوطن، حب الله، وهو أعظم الحب، وفى السينما المصرية تجد أفلامها شاركت جمهورها، كل هذه الأنواع وعزت كل شعور بأفلام عظيمة وراقية مازالت للأن تعيش فى وجداننا، أبطالها هم قدوة الكثيرين من أهل مصر..
ولكن يظل الحنين للماضى وحبه وأفلامه كامنا فى الوجدان، فما إن تجلس إلى أحدهم تعدى الستين أو حتى الأربعين حتى تجد التنهيدة تخرج من صدره كأنها بركان وهو يقول فين حب زمان وأيام زمان كأنما انعدم فى حياتنا الآن، يحنون للهدوء والتعاملات الراقية، وكلمات النعومة التى كان يتبادل الحبيبان بها مشاعرهما، الآن أصبح كل شىء يقاس بالمادة والفلوس، وبوكيه الورد الذى كان يهديه الحبيب لحبيبته كأنما أصبح رجسا من عمل الشيطان، مازالت أغانى حب عبدالحليم وشادية وصباح ونجاة وكوكب الشرق أم كلثوم، ومحرم فؤاد وفايزة أحمد وسعاد محمد، وغيرهم تعيش فى وجداننا، ومع الفلس الفنى أصبح كل واحد حاسس إن لديه صوتا حلوا يسرق أغنية ناجحة من أغانى زمان حتى يغازل بها جمهوره لأنه لا يوجد من يكتب كلمة حلوة ولا يلحن لحنا حلوا، الآن رغم كل الأصوات التى تحاصرنا وأعداد برامج مواهب الغناء لن تجدى من يميزه نبرة صوت عن الآخر.
قصص حب نجوم زمان أمام الشاشة وخلفها
وخلف الكاميرات شهدت الساحة الفنية قصص حب خالدة تجسد بعضها أمام الكاميرات أو استفادت منها مكتبة السينما، شارك بطلاها فى ثنائيات رائعة بداية من أنور وجدى وليلى مراد، وشويكار وفؤاد المهندس وعماد حمدى وشادية ثم انفصالها عنه وزواجها بصلاح ذوالفقار وفاتن حمامة وعز الدين ذوالفقار ومريم فخر الدين ومحمود ذوالفقار وحسن يوسف ولبلبة اللذين دام زواجهما سبع سنوات حتى تزوج بشمس البارودى. ومرفت أمين وحسين فهمى وشهيرة ومحمود ياسين وعمر الشريف وفاتن حمامة، هدى سلطان وفريد شوقى، ونور الشريف وبوسى، وفى عصرنا الحالى نماذج ربما قليلة لكنها ناجحة أشهرها أحمد حلمى ومنى زكى، وعلى الشاشة كانت هناك نماذج لبطلين لم يحب بعضهما حبا رومانسيا خلف الكاميرا لكنهما كونا ثنائيات رومانسية فنية خالدة مثل كمال الشناوى وشادية، ونور الشريف ومرفت أمين ومحمود ياسين ونجلاء فتحى وحسن يوسف وسعاد حسنى، نحن شعب يحب الحب، لذا تجدنا نحفظ عن ظهر قلب كلاسيكيات الحب مثل بكاء نجيب الريحانى من شدة الحب والتضحية فى غزل البنات، أو قمة الرومانسية كما فى حبيبى دائما لنور الشريف وبوسى أو مشاهد حب عبدالحليم حافظ لبطلاته فى الأفلام، وظلت السينما تغذى الوجدان بالتابوه الحقيقى لفتاة الأحلام لذا نجد أسماء كفاتن حمامة وبرلنتى عبدالحميد، وهند رستم، وسعاد حسنى ومرفت أمين خالدة للآن فى الوجدان، أما رشدى أباظة ونور الشريف، وحسين فهمى ومحمود ياسين، فهم أكثر النماذج التى ارتبطت بخيال أجيال كاملة للفتيات فى مصر بل والوطن العربى.
شقيقان.. عمر وشريهان خورشيد
لكن يظل خيال جيل كامل فى مصر لا ينسى من كسر التابوه المعروف ودخل على حصان أسود ليخطف ويسرق القلوب وهو عازف الجيتار الراحل عمر خورشيد وكأنما القدر كتب لهذه العائلة ألا تخرج سوى من يخطف العقول والقلوب فكتب الله بعد سنين لشقيقته الصغرى شريهان أن تكون فتاة أحلام الشباب من المحيط للخليج ورغم اعتزالها المؤقت منذ سنين فإن جمالها وسحرها خطفا القلوب حتى الآن لم تنافسها إلهام شاهين ولا ليلى علوى رغم ما قدمتاه من أعمال على لقب فتاة الأحلام اللهم فى فترة من الفترات ليلى علوى لكن تعود شريهان وتكتسح الساحة والمكان رغم بعدها ورغم محاولات الجيل الأخير من الفنانات مثل منى زكى وحنان ترك وسمية الخشاب وغادة عبدالرازق إلا أن هؤلاء لم يصبحن فى مكانة السابقات لأن الزمن غير الزمن وطبائع الشباب غير طبائع زمان، فإن التفاف الفتيات حول أحمد عز وكريم عبدالعزيز إنما هو التفاف حول مشهور لا أكثر ليس مثل عشق الفتيات زمان لعبدالحليم حافظ مثلا أو رشدى أباظة، تغير الضمير الفنى والمقاييس أمام الشاشة وخلفها وعند الجمهور لكن قبل الختام لم أجد من جسدت حبها لوطنها ودفعت ثمن وفاتورة غالية مثل الراحلة تحية كاريوكا التى ناضلت من أجل أعمالها وفى الشارع رغم أنها مصنفة فى المقام الأول راقصة لكن ما يخرج من القلب لا يجد إلا القلوب والعقول لتسكن فيه، نضال وحب بعض من جيل هذه الأيام للوطن فض مجالس فعندما يمر الوطن بأزمة لا تسمع إلا أن هؤلاء هربوا أو تركوا البلاد خذ عندك الأخ عمرو دياب وتامر حسنى ولما اكتشف البعض من هؤلاء أن ذاكرة الوطن تكتب ولا تنسى لن يتركها بدأ بعضهم يلبس ثوب الوطنية والنضال والحركات إياها لذا لا تجد لبعضهم عملا عن الحب يسكن ويعشش فى الوجدان كأن بتوع زمان كانوا نموذج الحب الحقيقى أمام الشاشة وخلفها سواء للوطن أو للمحبوبة ولأعمالهم لذا فهى خالدة باقية فى وجداننا وليس لدى ختام جميل أجمل من الختام بكلمات الصبوحة الشحرورة تلك الفنانة الوحيدة تقريبا التى أحبت كل من حولها وأحبت الحياة بحلوها ومرها وهى جعلتنا نعيش السعادة ونجد التفاؤل كلما ولى بوجهه عنا فهى سفيرة التفاؤل والحب كلماتها «كل حب وأنت طيب».
شهيرة النجار