اعتقد البعض أن اعصار ساندى عقاب سماوى فالزلازل والبراكين والسيول والأعاصير لا تميز بين البشر على أساس الدين ففى كثير من مواسم الحج تقع حرائق وحوادث ويموت المؤمنون فى أنقى لحظات الإيمان، وسوف أفترض أن ما قيل عن الغضب الإلهى لأمريكا صحيح، ولأننا خارج نطاق تلك الأعاصير المدمرة، فسوف أفترض أن الله راض عنا.
هل هو راض عنا لأننا نقول الصدق ولا نكذب ونخلص لضمائرنا ونحاسب أنفسنا ولا نظلم أحدا ولا نسرق ولا نرتشى ولا ننهب حقوق الآخرين ومصر أصبحت يوتوبيا قطعة طاهرة من الكرة الأرضية لا تلوثها الذنوب والخطايا ويحكمها الإخوان، ويصرخ فيها السلفيون، يطلق فيها المحافظ لحيته، وتسب فيها قنوات دينية خلق الله فى سمعتهم، الله راض عنا لأننا نتقن أعمالنا ولا نخالف معايير الصناعة ولا نلوث البيئة ولا نغش الزبائن وليس فى اقتصادنا سوق سوداء وسعر أنبوبة البوتاجاز ليس (04 ) مرة ضعف سعرها الحقيقى، واللحوم فى أسواقنا مجانية والطماطم تباع بلا ثمن، والوقود متوفر فى سوق البنزين والدجاج يرى فى مزارعنا ولا نستورد منه شيئا والبنوك تقرض العملاء من أجل جمال عيونهم، والبشر يقبضون رواتب تفيض عن حاجاتهم، والعمال يعتصمون فى الطرقات لأنهم لا يجدون فرصة لبذل الجهد، الله راض عنا لأننا لا نلفق القضايا، ونساوى فى العدالة بين الناس، لا يشتم التابعون لها المذيعات على الهواء، ولا يتراجع متحدث باسم دولتنا عما يقال من قبل، والناس لا يقفون بباب القصر الجمهورى احتجاجا، ورئيسنا يمشى بدون مواكب ولا حراسة ولا يقطعون له الطريق، والناس تجد أن العدل ولا أيام سيدنا عمر رضى الله عنه، ولا يوجد فيروس سى ومرض السرطان والصيدليات لم تعد نشاطا تجاريا مربحا، والناس لا تشترى الأدوية، لأجل هذا الله راض عنا ودولة كريمة، بلد ليس فيه عيب وبشر لا يخطئون وأصبحنا قدوة للأمم الأخرى، لذا فمصر لا تتعرض لإعصار ساندى والكوارث الطبيعية تخجل من أن تمر بنا !!
فالذين ماتوا فى إعصار ساندى لم يزيدوا على 08 مواطناً بينما مات فى بعثتنا الأخيرة بالحج ( 28) مواطناً مصرياً، وهذا الأسبوع فقط أكثر من (81 ) حادثاً على الطرقات ما بين أسيوط لمطروح فى كل حادث ما لا يقل عن ( 41) متوفى بخلاف المصابين والسوق التى احترقت فى مطروح ربما ليست مطروح فى بلدنا، والرئيس ذهب لزيارة أسيوط ليس بـ ( 21) ألف جندى و(30 ) مدرعة وسيارات أمن مركزى وغطاء جوى كامل وخبراء مفرقعات وقناصة
حتى إن شاباً أسيوطياً فى رسالة للرئيس مرسى قال له: تيجى وترجع بالسلامة يا ريس يا رب أسيوط المزيفة تعجبك لأن كل حاجة كذب ودى مش أسيوط.. ولا الناس اللى حضروا خطابك دول أهل اسيوط كلهم يا ريتك يا ريس كنت مشيت ثلاثة كيلو مترات بعيدا عن المنطقة التى كنت فيها وأنت كنت هتشوف بنفسك أسيوط الحقيقية الناس عندنا بتخزن المياه من الآن لاحتمال القطع والأمن الذى تراه عمره ما كان موجود قبل ما تأتى ولا هيبقى موجود بعدما تعود سالما للقاهرة والأرض التى سارت عليها سيارتك عمرها ما كانت بالنظافة دى وفى الختام تيجى وترجع بالسلامة يا ريس يا رب أسيوط المزيفة تعجبك !
هذا هو ملخص حالنا من أيام عبدالناصر للآن
نشتاق للكوارث لأن الله حرمنا من وضع مصرنا فى حزام الكوارث مثل اليابان وأمريكا، يا سادة نحن صناع الكوارث بلا فخر وإذا كان عندهم ساندى فى الأمريكا اللاتينية فعندنا ساندى ولا فخر ترتدى الشورت وتغنى أغانيها الهابطة فى الفضائيات ومفيش حد أحسن من حد!!
شهيرة النجار