يا لها عبارة قاسية:
«الأيدي تفضح عُمْرَ المرأة».
وإن لم تكن الأيدي، فالعنق.
وإن لم يكن العنق، ففتحة الصدر.
أو تلك التجاعيد الدقيقة حول العينين لا يهم أي جزء: المهم أن هناك شيئًا ما يفضح السرّ.
أن يُكشف سرٌّ فظيع — سرٌّ ينبغي ألّا يعرفه أحد في هذا العالم، على ما يبدو.
لكنني أتساءل:
لماذا يتوجب علينا إخفاء أعمارنا كأنها وصمة عار؟
لماذا للبشرة المَلساء قيمة تفوق الطيبة؟
لماذا تثير التجاعيد خوفًا أكثر من الجهل؟
لماذا يُعدّ الشيب أسوأ من الخبث؟
كل خيط على وجهي هو أثر لعاطفة عاشتها روحي.
ضحكتُ حتى فاض الضحك.
وبكيتُ أحيانًا في صمت مطبق.
سهرتُ ليالي بطولها — حبًا، لأجل أطفالي، أو غارقة في رواية لا يمكنني أن أضعها جانبًا.
وكل هذا، هو أنا.
أليس غريبًا؟
الرجل ذو الصدغين الفضيين يُوصف بـ”الساحر”، “المميّز”…
ولكن امرأة في العمر نفسه؟ غالبًا ما يُحكَم عليها بأنها “مُهمِلة”.
يدا الجَدّ المرتعشتان تُلامسان الوجدان.
أما يدا امرأة في عمره؟
فيُقال إنهما “تفضحانها”.
حسنًا، لا.
أنا لا أخجل.
لا أريد أن أكون “شابة إلى الأبد”.
أريد أن أكون حقيقية.
حَيّة.
امرأة عاشت شبابها، أخطاءها، أحبّت، خافت، وشقّت طريقها.
امرأة لا تُخفى قصتها، بل تُروى، وبكلّ شموخ.

- أنخيلا مولينا تيجيدور ممثلة إسبانية، وُلدت في 5 تشرين الأول 1955 في مدريد.
بدأت مسيرتها الفنية عام 1975 ومثّلت في عدد كبير من الأعمال العالمية، من بينها أفلام ومسلسلات تلفزيونية إيطالية. تشتهر بتعاونها مع مخرجين مرموقين مثل لويس بونويل (في فيلم “هذا الغرض الغامض للرغبة”)، وبيدرو ألمودوفار، وريدلي سكوت، وجوزيبي تورناتوري.
حصدت أنخيلا مولينا جوائز عدة خلال مسيرتها، منها جائزة ديفيد دي دوناتيللو لأفضل ممثلة عام 1986 عن دورها في فيلم “كامورا” وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي عام 1987. - هذا النص مستوحى
شهيرة النجار