والعبور هو السِمَة الرئيسية لها، لا بقاء فيها لأحد، ولا دوام فيها على حال، تجمَع وتُفَرِّق، تُضحِك وتُبكِي، واستحضارك بأنّها عابرة وستمُرّ بلَمح البصر؛ يجعلك تتعامل معها بصورة جوهريّة حكيمة فلا يسقط من شجرة حياتك إلّا الأوراق الهَشّة الضعيفة، التي لم تُجِد التجذُّر والتمسُّك بأغصانك الوارفة كما ينبغي، هَبَّت الرياح العاصفة فاختبرَت صِدقها، وأخذتها بعيدًا عنك.ستدور عجلة الأيام، وسيجني كل إنسان ثِمار البذور التي زرعها في طريقه، فمَن زرع الخير، والعطاء، والإحسان؛ سيجني حصاد بذوره الطيّبة، ومَن زرع الشرّ، والسوء، والأذى؛ سيجني شوكًا يُدمِي يديه وقدميه طالَ الزمن أو قصر فإيّاك واستنزاف عُمرك الثمين في دروبٍ لا تؤدّي لغاياتٍ واضحة، أو أماكِن تأخذ منك فقط ولا تعطيك، أو علاقات مُربكة وسامّة، أو اختيارات خاطئة ومُتعثّرة دون سعي لتصحيحها، أو خطوات جاهدة ليست في مسارها السليم؛ فإنّ فُرصة الحياة ثمينة، والعاقِل يستثمرها أعظَم استثمار.
شهيرة النجار