أرشيفسير ذاتية

مصر فى 20 سنة الحلقة “3”

شارك المقال

ماجدة وفاتن حمامة حرب باردة وصلت للشاشة “الحلقة الأولي”

هل غارت فاتن من ماجدة بعد حملها على الأكتاف فى الجزائر وإطلاق دار سينما باسمها مثلها؟

عندما أعلن والدها الحرب على مكتشفها للسينما بتهمة التغرير بقاصر

جدو كلمة مسجلة أول من قالتها ماجدة فى “المراهقات”

ماجدة الفنانة الوحيدة التى أنتجت أفلامًا وطنية بأمر الدولة على نفقتها الخاصة

تزوج نافع بعدها زوجة رأفت الهجان وبدأ الكلام

يبدو أن الأحداث المتلاحقة اجتماعياً وفنياً فى يناير 2020 هى التى تفرض علينا ما الذى سيتم تسطيره فى ملف مصر فى عشرين عاماً المهمة فى تاريخ مصر الاجتماعى والفنى وجدت أن طلاق أصالة وطارق العريان يفرض علىّ أن أبدأ به مع بداية السنة.

ويأتي المشهد الثانى لنا مع رحيل واحدة من رائدات السينما العربية وهي ماجدة لتملى علينا الحديث عن أسماء الراحلات والراحلين من نجوم العصر الذهبى للسينما المصرية فى العشرين عاماً التى مضت وبالطبع بعد أن نلقى الضوء عن أهم ما فى مسيرة ماجدة وما لم يتم نشره قبلاً، سوف نعود لتلك الأسماء، حيث إن حياة ماجدة الفنية والاجتماعية منشورة ومعروفة، فالراحلة ماجدة واحدة من نجمات صنعن تاريخ السينما المصرية الذهبى ونتباهى به أمام العالم للآن وهي واحدة من أيادى مصر فى القوى الناعمة التى حاربت استعماراً وقاومت طامعين فى أرض الوطن من خلال الفن، ماجدة التى ولدت فى 1931 باسم عفاف الصباحى لأسرة ثرية بطنطا محافظة الغربية وتلقت تعليمها بمدرسة الراهبات الفرنسيسكان وحصلت على الثانوية التى كانوا يطلقون عليها البكالوريا بالفرنسية وكل هذا يوضح لنا أنها تملك الشخصية التى أصبحت فيما بعد، كانت بالبلدى جمال وعائلة وتعليم فى زمن كان غالبية من يعملون بتلك المهنة ليس لديهم ربع تلك المؤهلات التى كانت عند عفاف أو ماجدة، ودخلت الفن مصادفة فى سن الخامسة عشرة عندما عرض عليها المخرج سيف الدين شوكت المشاركة عام 1949 فى فيلم مع إسماعيل ياسين اسمه الناصح ولهذا الفيلم الذى كانت بطلته ومثلت فيه بدون علم أهلها حكاية حيث صورته وغيرت اسمها فيه من عفاف لماجدة حتى لا يعرفها أهلها خاصة والدها الذى كان أحد كبار موظفى وزارة المواصلات وقتها ولما بدأ الإعلان عن الفيلم وكان فيه انتظار لمولد نجمة من عائلة كبيرة اضطرت لمصارحة والدتها التى انهارت وصارحت الأم والدها وأشقاءها فانهال الأب والأخ عليها ضرباً واضطر الأب لرفع دعوى قضائية ضد المنتج والمخرج يتهمهما فيه باستغلال فتاة قاصر وبالفعل أخذ حكماً بعدم عرض الفيلم لكن توسل المخرج والمنتج للأب أن بيوتهم سيتم خرابها إذا لم يتم عرض الفيلم وبعد محاولات مضنية تم عرض الفيلم ووقفت ماجدة فى تلك المرحلة أمام عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش وإسماعيل يس ويحيى شاهين وأحمد رمزى ورشدى أباظة وكانت ماجدة بصوتها ورقتها وملامحها الناعمة ليست وجها سينمائياً جميلاً فقط وإنما منتجة وليست كأى منتج وإنما من العيار الثقيل باسم أفلام ماجدة الصباحى حيث بأمر من الدولة لمحاربة الاحتلال الفرنسى فى الجزائر ولفضح المجازر التى تقع على أرض الجزائر الشقيقة أنتجت ومثلت «جميلة بوحريد» وترجمته للفرنسية فكان هذا الفيلم سبباً فى تعرض ماجدة لمحاولة الاغتيال على يد بعض المتعصبين الفرنسيين فى بيروت وعندما تم عرض الفيلم فى دور عرض العالم تسبب فى غضب عارم على فرنسا فى كل الدنيا بل نتيجة الضغط العالمى تم التراجع عن إعدام جميلة بوحريد وأنشد نزار قبانى بعد مشاهدته للفيلم قصيدة فى البطلة الجزائرية حتى إن الفيلسوف الفرنسى الشهير جان بول سارتر قال إنه بسبب هذا الفيلم الذى جسد أمامى حجم الجرم الذى ارتكبناه فى حق الإنسانية فإن تلك الممثلة الصغيرة الكبيرة قد أسقطت الدموع منى وأنستنى جنسيتى والغريب أن ذلك الفيلم الذى أحدث ضجة عالمية وقتها وغيّر من قرارات دولة عظمى وقتها وهى فرنسا فإن هذا الفيلم تسبب فى إفلاس ماجدة وكبدها خسائر وأغلقت شركتها الخاصة بالإنتاج لمدة عشر سنوات كاملة لكنها حازت على شهرة عالمية ومجد لا يقدر بثمن، وكان الإنتاج الثانى لها بأمر الرئيس السادات لإنتاج وتمثيل «العمر لحظة» فى 1978 لكشف ما يفعله الإسرائيليون من مجازر أشهرها مجزرة بحر البقر الشهيرة وفضحت إسرائيل وأفعالها البشعة فى حق الأطفال المصريين ويعتبر الفيلم أيضاً من أهم المحطات الوطنية فى حياة ماجدة وأيضاً واحداً من أعمال أهم تلك المرحلة السبعينية، عندما يتم التقييم أهم أفلام الوطن فى سبعينيات القرن الماضى، وجاء بعدها إنتاج واحد من أشهر الأفلام الاجتماعية فى تلك المرحلة وهو فيلم «النداهة»، عن العلاقة بين الريف والمدينة ودور المرأة فى المجتمع والتطور الذى طرأ على المجتمع وعقلية الرجل الشرقى الذى مهما وصل لأعلى الدرجات العلمية فبداخله البذرة الشرقية العتيقة، ولم تكتف ماجدة بالتمثيل والإنتاج فقط بل غنت كما فعلت ذلك فى فيلم «بائعة الجرائد» أمام يوسف شعبان وكانت الأغنية الشهيرة -أخبار أهرام جمهورية- ولم تكتف بكل هذا بل اقتحمت مجال الكتابة والإخراج بجانب التمثيل والإنتاج لتخرج منها تجربة واحدة وهى «من أحب» فى 1966 ولم تقف ماجدة على المسرح لكرهها تكرار ما تقوله يومياً لكنها وقفت أمام ميكرفون الإذاعة ومثلث خمسة مسلسلات – أعلنت «عليك الحب – الكلمة الأخيرة -العمر لحظة – فى سبيل الحرية- الحياة قصيرة قصيرة».

  1. إيهاب نافع طيار الرئيس الراحل عبد الناصر ولقاء صدفة يولد حباً وزواجاً وفناً

وعن زواجها … فالكل يعرف قصة ارتباطها وحبها للطيار فى ذلك الوقت للرئيس عبدالناصر إيهاب نافع والذى تعرفت عليه فى إحدى الحفلات الدبلوماسية فى سفارة روسيا وكان الحب والزواج وإنجاب ابنتها الوحيدة غادة نافع وأدخلته الوسط الفنى ليصبح بطلاً سينمائياً أمامها فى أفلام كثيرة جداً منها «الحقيقة العارية وفجر الإسلام والقبلة الأخيرة» وإن كان إيهاب نافع الرجل الوحيد الذى ارتبطت به ماجدة وأحبته فإنها لم تكن المرأة الوحيدة فى حياته فقد عرف عنه تعدد علاقاته وتزوج بعد ماجدة، ولكن أشهر الأسماء التى تم ترديدها بعد نجاح مسلسل رأفت الهجان فى تسعينيات القرن الماضى والذى يجسد شخصية الجاسوس المصرى المزروع فى إسرائيل رفعت الجمال، هو زواجه بزوجه رفعت الجمال بعد وفاة الأخير، تم الإعلان أن إيهاب نافع تزوج بعد وفاة رفعت الجمال بزوجته وقيل وقتها كلام كثير من عينة الطمع وخلافه، وكان إيهاب شخصية غامضة رغم وسامته وشكله اللافت وقيل بعد ذلك أنه كان عميلاً مزدوجاً ما بين مصر وإسرائيل واستفادت مصر من خبرته فى مجال الطيران وعلاقاته التجارية وقتها، وبعد انفصال ماجدة عن إيهاب نافع وخروجه من الكادر السينمائى تردد أن إيهاب لم يكن يحب ماجدة حباً قوياً بل استغل شهرتها ونجاحها المدوى وعلاقاتها القوية وكونها بنت عائلة كبرى وجميلة وفوق كل هذا وذاك وثرية وتردد وقتها أن خلافات مالية وقعت بينهما، ورغم موهبة ماجدة الكبيرة وتضحيتها فى سبيل الفن وإنتاجها وخسارتها وتقديمها للمكتبة السينمائية المصرية روائع الأعمال الاجتماعية والسياسية والدينية والوطنية بالإضافة لعدد من الأعمال الكوميدية فإن ابنتها غادة التى دخلت مجال الفن على طريق والدتها -وهى ابنة نجمة واسم كبير وأب شهير- فإن تجربتها الفنية لم تكن بالثراء الذى خلفته ماجدة للشاشة العربية، وحفرت اسماً جعل القائمين على السينما يطلقونه على دور عرض فى ميدان حلوان وفى الخرطوم بالسودان وفى الجزائر مما جعل سيدة الشاشة الراحلة فاتن حمامة -وقد أطلق اسمها على دور عرض سينمائية فى ربوع مصر- ترتبك لأن اسم ماجدة أطلق ليس فقط فى مصر بل فى دول عربية مختلفة، وكان البعض يصف ماجدة -رغم عذوبة صوتها والبحة الشهيرة به وملامحها الرقيقة ورغم بطولاتها السينمائية- «بثقل الدم»، عند مقارنتها بأقارنها فى ذلك الوقت مثل فاتن وشادية وسعاد وصباح ومريم ومديحة يسرى لكن هذا الاتهام لم يمنع المنتجين من التهافت عليها بل أرجع بعض النقاد ترديد ذلك لغضب من قبل إحدى نجمات ذلك الجيل والتى كانت متربعة على عرش السينما وقامت ماجدة باقتباس جزء من حياتها خاصة قصة حب تحولت لزواج على الشاشة فى فيلم «القبلة الأخيرة» وتردد وقتها أن حرباً باردة بين ماجدة وفاتن حمامة، تدور في الخفاء حيث كانت الأدوار المخصصة لهما شبيهة مع بعضها، حتي كان وقتها الجميع يتوقع أن لو فاتن ظهرت بفستان زفاف فى فيلم ستظهر ماجدة فى فيلمها القادم بفستان مماثل وستكون عروساً، ولكن من الواضح أن ماجدة اهتمت بقضايا المرأة أكثر في مرحلة تسبق اهتمام فاتن بمثل هذه القضايا بوقت طويل، لكن في النهاية كانت فاتن هي التي لقبت بلقب سيدة الشاشة.

  • جدو ماركة مسجلة باسم ماجدة

وتعد ماجدة أول من أطلقت كلمة جدو فى الحياة الاجتماعية المصرية عندما نادت حسين رياض فى فيلم المراهقات بـ«جدو» وكان الشائع وقتها عند الطبقة الأرستقراطية مناداة الجد بجدى وهى التي حولت الياء لواو لتصبح تيمة عند بنات الأثرياء الكلاس حتى أوائل التسعينيات القرن الماضى وكانت صاحبة النطق لاسم «ممدوح» بطريقتها المميزة وغنى لها عبدالحليم أغنية أهواك وكما غني لها فريد الأطرش، وكانت ماجدة سيدة تعرف حق الصداقة فعندما طلبها يحيى شاهين وهو ينتج فيلما لتكون بطلته مثلته أمامه دون أجر وقام يحيى برد الجميل حيث كان بطلاً أمامها فى «أين عمرى» بدون أجر، وفى محاولة سريعة لتتبع وسرد حياة ماجدة أقول إن ماجدة كانت ماركة مسجلة فى الحياة الفنية والاجتماعية ولم يكن لها شبيه فى بنات جيلها ولها أربع مراحل فى حياتها.. أولها مرحلة الصبا كما «فى ليلة الدخلة» و«فلفل والآنسة حنفى» مثلها مثل شادية وفاتن حمامة لأنها من القلائل اللائى دخلن الوسط الفنى وهن صغيرات ثم مرحلة النضوج والأنوثة الأولى كما فى «أين عمرى والمراهقات» ثم المرحلة الثالثة كما فى فيلم «النداهة وأنف وثلاثة عيون والعمر لحظة» وهى التى يطلق عليها مرحلة السبعينيات، الخمسينيات تقسم لقسمين الصبا والمرحلة الأخيرة هي مرحلة النضوج فى أواخرها ثم الستينيات مرحلة الحقيقة العارية والسد العالى ومرحلة السبعينيات، ولكن من الواضح إن لماجدة فى كل عقد من الزمن شكلاً وملامح مختلفة عن الأخرى.

  • عندما تزوج إيهاب نافع بزوجة رأفت الهجان

ورغم اعتزال ماجدة بعد فيلمها «ونسيت أنى امرأة» في عام 1994، إلا أن أخبارها الاجتماعية كانت تطل علينا من وقت لآخر منها عند عرض مسلسل رأفت الهجان وربطها باسم إيهاب نافع الذى تزوج زوجة رفعت الجمال أو رأفت الهجان ثم خبر يطل علينا بسرقة شقتها فى استانلى على البحر ثم أخبار مرضها ودخولها فى مراحل الشيخوخة ومشاكلها مع بعض محاميها وابنتها وادعاء البعض الزواج منها ومشاكل تزوير لتوقيعها للحصول على أملاكها ثم أخبار من نوعية قضية حجر من ابنتها عليها وهو خبر كاذب قولاً وتفصيلاً ولكن تم إطلاقه من قبل بعض المنتفعين من ماجدة وتردد منذ سنوات أن ماجدة أصيبت بالزهايمر وهو ما جعل ابنتها غادة تصطحبها فى المناسبات الاجتماعية مثل العزاءات وكان آخرها ظهورها فى عزاء الراحلة مديحة يسرى رفيقة كفاح الزمن الجميل واحتفال غادة بعيد ميلادها قبل عامين، ماجدة ذات العيون النادرة التى اشتهرت بها على الشاشة والصوت الناعم والعزوبة والرقة يشاء القدر أن ترحل فى نفس موسم الشتاء الذى رحل فيه الرجل الوحيد الذى أحبته وتزوجته وهو إيهاب نافع الذى رحل فى 31 ديسمبر 2006 ودفن فى أول يناير وهى توفيت فى 16 يناير 2020. رحم الله ماجدة المثقفة الفنانة التى أكدت أن الفن رسالة حقيقية وليس جمع المال وكانت نموذجاً لجيل من نجمات تربعن على عرش الشاشة الجميلات مثقفات حاصلات على أعلى الدرجات التعليمية، فى العدد المقبل بإذن الله سنتحدث عن من أحبتهم ماجدة بعد إيهاب ولم تتزوجهم، وعلاقاتها بأسرة محمود ياسين وسر قبلة نبيلة عبيد على وجهها بعد الوفاة وقبل تكفينها وأسماء نجمات الزمن الجميل اللائى رحلن فى العشرين عاماً المنصرمة.. وحروب الغيرة فى الزمن الجميل.

شهيرة النجار