قررت ألا أكتب عن دور الكبير محمد رياض، إلا عندما تنتهى كامل حلقات مسلسل رحيم، إنتاج ابن المرحوم محمود عبدالعزيز، المتميز محمد، مشاركا مارون مقار، فى إنتاج عمل آخر، بعد أعمال سابقة متميزة، الورق الحقيقة مكتوب حلو، ورغم أنى لست من محبى ياسر جلال، ورغم الإشادة لأول بطولاته الدرامية العام الماضى، لمسلسل «ظل الرئيس»، لكن المصادفة وحدها ربما وتوقيت الإذاعة، جعلتنى أتابعه.
لم يلفت نظرى بالعمل سوى دور محمد رياض، العائد لشاشة الدراما، بعد غياب طويل، ربما هذا الدور يعيد ويفتح الباب على مصراعيه لرياض، ليحتل مكانته السابقة، التى استحوذ عليها بعد «لن أعيش فى جلباب أبى»، ومنها انطلق لعمل أجمل، وهو «هارون الرشيد»، وكان نور الشريف وعبلة كامل أيضاً يقومان بدور والديه، مع الاختلاف.
محمد رياض تم ظلمه كثيراً، ولا أدرى من يحجب رؤية هذا المتألق، الذى جعل المشاهد يحب الشر المقدم من جان الدراما، محمد رياض، الذى قدم دور صديق رحيم، شاركه أعماله غير الشرعية، كان صديقا وفيا، لا يقبل على صديقه أى شيء، وكاتماً لأسراره، مشاركا له فى أحزانه وفاتحاً له منزله وقت الأزمة واقفاً بجوار والده أثناء سجنه.
وتختلف الأمور بينهما فى نهاية المسلسل عندما تحب بنت محمد رياض ياسر جلال، وعندما يرفض حبها لأنها فى مكانة ابنته، توقع بينه وبين والدها، كان رياض متألقاً، وأتمنى من منتجى الدراما عدم تغافل ذلك النجاح وتقديمه بما يليق وموهبته، التى أهدرها المنتجون بتكتلاتهم سنوات طويلة، فلا يخفى على أحد الشلالية فى الإنتاج، يعنى كل منتج له مجموعته، إذا كان متحكما فى السوق، مثل السبكى، تجد محمود الليثى وبوسى وسعد الصغير ودينا فى كل عمل له، وإذا كان نجم كبير، هو المتحكم فى استحضار الأبطال مثل عادل إمام، والآن الست غادة عبدالرازق، لها شلتها التى تخدم عليها، روجينا وأحمد زاهر وعبير صبرى ورحاب الجمل.
لا أدرى هل أهدر المنتجون والنجوم أيضاً موهبة رياض عن قصد أم بدون قصد، أم لأن الرجل لا يظهر اجتماعياً كثيراً وليس له فى نظام حضور الحفلات، الرجل عاقل جداً، ومع أسرته وأولاده طوال الوقت، لكن الغريب أن أمير كرارة، الذى يضربون به المثل على أنه عائلى جداً، ما شاء الله، مسيطر على البطولات من أربع سنوات، ورغم عدم ظهوره اجتماعياً، إلا أن الشغل ما شاء الله لا يتوقف، طب إيه حكاية محمد رياض؟
يارب يكون الحظ العثر راح لحاله، ومبروك الدور، وأيضا اختيار الراقصة دينا لتقوم بدور زوجته كان موفقًا، سيدة بالبلدى عقرب، تظهر شيئاً وداخلها شىء آخر، وتتعامل بألف وجه ولون وكان لائقا الدور عليها، وأعتقد أن محمد محمود عبدالعزيز يرتاح للتعامل مع دينا، منذ إنتاجه لوالده الراحل جبل الحلال قبل سنوات. مبروك لرياض التألق الذى أراه غطى على الدور المكتوب لياسر جلال، لاستثمار نجاح عمل العام الماضى فى أول بطولة له، بعد 25 سنة عمل، فأمسك بالفرصة هذا العام حتى لا تضيع منه مرة أخرى، بعد أن كان سنيدا لسنوات وسنوات، أو حتى بطلا أمام نجمات مثل نادية الجندى، وكان دوره مجرد بطولة رجالى تسند وتخدم على البطلة.
شهيرة النجار