أرشيفسير ذاتية

مذكرات نادية لطفي “الحلقة الثالثة”

شارك المقال

العجمى كانت فيها أحلى أيامى

فى هذه الحلقة أستكمل ما سردته بالحلقة الثانية مع الحلوة نادية لطفى، استطردت حديثها عن العجمى وهل لازال الأطفال يتذكروننى وقالت: لكن لسه حد فاكر الحاجات البسيطة دى، قلت لها: الأطفال لا ينسون لحظات السعادة خاصة إذا كانت مرتبطة بنجمة النجوم وجميلة الجميلات، ضحكت وقاطعتنى ونسيت حالة الحزن، جميلة الجميلات ده لقب ليلى فوزى الله يرحمها كنت بحبها أوى وكانت طيبة ودودة ورغم جمالها لم تأخذ حقها من البطولات المطلقة كثيرا واشتغلت معها فى الناصر صلاح الدين كانت بتظبط لى شعرى قبل ما نقف أمام الكاميرا رغم أن دورها بالفيلم كان عداء لى.

لكن خلف الكاميرا كنا نضحك ونلعب، وكانت مجرد ما تحس إن المنتجة آسيا التى أنتجت الفيلم قادمة ونحن مثلا نأكل بملابس التصوير تنبهنى على الفور، حيث إن المنتجة الراحلة رحمها الله كانت تحذر علينا أن نتناول الأكل أثناء التصوير حتى لا تتسخ الملابس أو يسقط عليها شىء، حيث كانت رحمها الله تشرف بنفسها على تنظيف وكى الملابس والست دى عظيمة وضعت كل ما تملك من مال لإنتاج هذا الفيلم وكان بالألوان فى عز ما كانت الأفلام أبيض وأسود أوائل الستينيات ولم يحقق الفيلم الإيرادات المتوقعة وقتها، والفيلم ده قربنى أكثر من ليلى فوزى وليلى طاهر وهى بالمناسبة اكتشاف فريد شوقى زى ما اكتشفنى وكنا دايما نقعد خارج التصوير نحكى عن كذا، وكنت أضحك وأقول لهم أنا بين ليلتين طاهر وفوزى وكانت ليلى طاهر وقتها تقرأ سيناريو فيلم «الأيدى الناعمة» فكانت تقول لنا: الفيلم اللى هدخله بعد كده فيه ثلاث بنات أنا ومريم فخر الدين وصباح بحب أوى البطولات الجماعية وبرضو معايا أحمد مظهر وصلاح ذو الفقار لكن هناكل بلبس التصوير براحتنا وتعلو ضحكاتنا، «فيلم الناصر صلاح الدين كان إنتاج 1963» الأيدى الناعمة إنتاج «1964».

مجرد لقب «جميلة الجميلات» استدعى حالة الذكريات الجميلة وجعل الأيقونة نادية لطفى تحكى عن ذكريات فيه.

ثم استدرجت الجميلة ليلى طاهر أيضا كان حظها من البطولات المطلقة قليلا، لكن اشتغلت فيديو ومسلسلات كتير بعد كدا أنا رفضت أمثل مسلسلات، وكانت ليلى طاهر تأتى كثيرا عندى بالمناسبة وأنا فى العجمى وكان كل أصحابى من أهل الفن بيكونوا فى إسكندرية والعجمى كانوا يعدوا علىَّ، ليلى طاهر وماجدة وليلى فوزى وعبدالحليم حافظ الله يرحمه كان له فيلا فى شارع «8» فى بيانكى وفاتن حمامة لما اشترت فى العجمى وبعدين لما الناس هجمت على العجمى باعت وسابت العجمى وأنا كمان بعت فيلتى بعد ما الناس والوشوش تغيرت، كانت العجمى ناس فى حالها وشبه بعض ولا أحد يتطفل على الآخر، إنت بتقولى الأطفال كانوا بيشوفونى ويحاولوا يطلعوا السور حتى يتأكدوا لو كنت موجودة أم لا لمجرد رؤيتى، الأمر دا كان فى الستينيات والسبعينيات بعد كدا الناس تغيرت وناس جاءت تشترى وممكن وإنتى نايمة فى سريرك تجدى ناس بتخبط عليكى لمجرد إنهم عرفوا إن دا بيت نادية لطفى ويضايقوكى، وتنزلى البحر تجدى الناس بتبص عليكى وإنتى نازلة بالمايوه كأنك نازلة عريانة دا فى الثمانينيات مع هجمة الحجاب والإخوان وقت كدا كان طلع، والزحمة ملأت العجمى ومعظم حبايبى تركوا العجمى، قلت عليا من دا بإيه، بعت أنا كمان، وأنا زمان بالعجمى كان عبدالحليم يعدى علينا نسهر أو نروح له فيلته وكان أحمد مظهر وأحمد رمزى ييجوا وكان غالبية صحابنا من إسكندرية «جريك» – تقصد يونانيين – بعد كدا سكان العجمى الأصليين اختفوا ووسعت العجمى وبقا فيه بلاج موضة وبلاج شعبى وده لم يكن موجودًا قبل كدا، ياااه فكرتينى بأحلى أيام فى إسكندرية والعجمى والمنتزه.

وكنت بحب المنتزه أوى لما كان بييجى لى تصوير فى إسكندرية ولو فى الشتاء كنت أروح المنتزه ولما اتبنى فندق فلسطين بقا هو المكان المفضل لنا.. وعادت لتسألنى: هى صاحبتك اللى كانت بتتشعلق فى سور فيلتى عندها كام سنة الآن؟ قلت لها «59» سنة وعندها أحفاد ومن عشاقك وتقريبا حفيدة لها فى سنها حاليا وقت أن كانت تراكى فى العجمى لكن أنت ما زلتى فى عيونها الساحرة ذات سلاسل الذهب الذى يداعبه الهواء «الحلوة».

كانت سعيدة وهى تتذكر وكانت فرصتى أعظم إن حكينا لمجرد إشباع رغبتى فى المعرفة حول أصحابها المقربين منها فكانت تتكلم بصدق وعفوية ودون لف ودوران أو بطريقة النجوم الذين يزينون كلامهم، أو يكون كلامهم دبلوماسيا لا تخرج منه بشىء سوى ربنا يزيد ربنا يبارك.

أصدقائى هؤلاء 

كان أكثر المقربين منها كأصدقاء أحمد رمزى وأحمد مظهر ورشدى أباظة وروت شهادتها عنهم بكل صدق وحكت عن أشياء كانت شائعة بالخطأ عن أحمد رمزى ورشدى أباظة حول علاقتهما بالنساء أو الزواج الكثير وعن صفاتهما الرائعة لما رأتهما، وقالت آراءها الإنسانية والفنية فى فاتن حمامة وشادية ومريم فخر الدين وماجدة وسعاد حسنى ولبنى عبدالعزيز وسمير صبرى وعبدالحليم حافظ ومحرم فؤاد وصلاح ذو الفقار ويوسف شاهين وشكرى سرحان، وفريد شوقى وجيل الوسط الذى جسده الراحل محمود ياسين مع محمود عبدالعزيز وحسين فهمى ونور الشريف وسمير غانم وثلاثى أضواء المسرح ومرفت أمين ونجلاء فتحى ومديحة كامل وناهد شريف، ومن المخرجين الذين أحبت العمل معهم وكبار الكتاب والأدباء الذين عرفتهم عن قرب وجسدت لبعضهم كتاباتهم أفلاما على الشاشة مثل يوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ، قالت كم أنا محظوظة بل جيلى كان محظوظا كان عندنا فن للفن بأقل الإمكانيات وكنا نتنافس لكن لا نكره بعضنا البعض ونهنئ بعضنا البعض على العمل الحلو كان عندنا ثروة من الممثلين والأدب وموسيقى بليغ وعبدالوهاب وأم كلثوم ونجاة وشادية وصباح كان عندنا زحم وحاجات حلوة وبالسطور التالية نستكمل المسيرة.

شهيرة النجار