الفنان فتوح نشاطي، ولد في 18 مارس 1901، بحي الظاهر، لأسرة مصرية متوسطة، وكان أصغر أخوته سنا، دخل مدرسة الفرير وكان واحدا من أكثر الطلاب تفوقا وإجادة للغة الفرنسية، ثم دخل مدرسة الليسيه، التي سرعان ما تركها إثر وفاة والده.
وكان أخوه الأكبر يملك عزبه قرب المنصورة فأرسل إليها أخاه “فتوحا” يرتع ويلعب، ويتعرف بالناس لعله يستطيع ترويض نفسه والتمرن على أعمال قد تنفعه فى مستقبل أيامه.
وبيعت تلك العزبة، فعاد فتوح إلى القاهرة يعمل فى مكتب أخيه ككاتب بسيط، وهو عمل كان لا يحبه لأن ما تلقاه من تعليم كان يؤهله إلى ما هو أعلى وأهم من مركز ضئيل.
وحدث خلاف بين الشقيقين فاستقال على أثره فتوح، ومن حسن حظه أنه التقى بصديق له نصحه بالتقدم لوظيفة في مصرف الكريدي ليونيه، وساعدته إجادته التامة للغة الفرنسية في الالتحاق بالوظيفة التي أصبح يتقاضى عنها 18 جنيها لتستقر أحواله المادية بشكل كبير
تعرف على روز اليوسف بعد أن تعرف قبلها على زوجها زكي طليمات، وذات ليلة كان في زيارة لذكي طليمات، واستأذنت روز للذهاب إلى المسرح لتأدية دور فتى اسمه روبير في مسرحية الأب ليونار من إخراج عزيز عيد، مبدية امتعاضها من الدور، فعرض عليها طليمات أن يخلفها هو في أداء هذا الدور، لكنها فاجأت ضيفهما فتوح نشاطي بقولها: “فتوح هو الذي يصلح أكثر لأداء هذا الدور”.
وتدرب فتوح على الدور لمدة أسبوع ليؤديه ببراعة شديدة نالت إعجاب عزيز عيد، الذي عرض عليه أن يستقيل من وظيفته ويتفرغ للمسرح، واقتنع نشاطي بالاستقالة من المصرف وانضم لفرقة رمسيس.
وفي فرقة رمسيس، ترجم ومثل وشارك في إخراج مسرحيات “راسبوتين، البؤساء، نوتردام دي باري، الكاردينال”، وغيرها من عشرات المسرحيات في تاريخ المسرح المصري”.
في عام 1935 تقرر الدولة إنشاء فرقة قومية للمسرح، ويكون فتوح نشاطي من بين أعضاء الفرقة، وفي عام 1936 تعلن الفرقة عن منح بعض المسرحيين فرصة السفر والدراسة بفرنسا في فروع الإخراج والتمثيل والديكور، وكان من بينهم قتوح نشاطي وسراج منير.
وفي فرنسا قضى ما يقرب من ثلاثة أعوام دارسا وعاشقا وناهلا من المسرح الفرنسي، وفي باريس يتعرف نشاطي على رفيقة حياته “هيلين” الفرنسية من أصل مصري، ويعود من فرنسا قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بعدة أشهر.
وبعد رجوعة من فرنسا عاد إلى عمله بالفرقة القومية، فيترجم ويخرج ويمثل 73 مسرحية بدأها بمسرحية مترجمة لهنري دي بورنييه بعنوان مصر الخالدة.
التفتت السينما على استحياء إلى موهبة نشاطي كممثل بارع، ربما لانشغاله الطاغي بالمسرح، فشارك في أفلام “وداد” مع أم كلثوم، و”ليلة غرام، والله معنا، وحب وإعدام، وشارع الحب”،
وقام بدور المايسترو عزيز وهو أكثر أدواره شهرة ويعرفه به الكثيرون، والناصر صلاح الدين، وفي عام 1970 أخرج فتوح نشاطي آخر أعماله المسرحية وهي مسرحية “سر الحاكم بأمر الله”، وأصدر الجزء الاول من كتابه ”خمسون عاما في خدمة المسرح“، الذي أصدر جزءا ثانيا منه عام 1973 قبل أن يرحل في 27 أكتوبر عام 1974.
، رحمه الله
شهيرة النجار