إن المشكلة هي بالدرجة الأولى مشكلة إيمان .. فكلما وضعت التكنولوجيا في يد الإنسان قوة و ثروة و استغناء أزداد بعداً و غروراً و كبراً و تمرداً، و أزداد تعلقاً و ارتباطاً بالأصنام المادية التي خلقها، و أزداد خضوعاً للملذات التي يسّرها لنفسه .. و تصور أن قوته سوف تعصمه و علمه سوف يحميه فأمعن في غروره.
و هل عصم الجبل ابن نوح من الطوفان ؟!
بل كان من المغرقين.
( فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم ).
ضع يدك في يد الله و لا تبرح و حسبك من علاقتك بالناس أن تبذل لهم مودتك و رحمتك على غير توقع لشيء .. فذلك هو قارب النجاة في عالم اليوم.. عالم الانتحار و المنتحرين .
… … ..
د / مصطفى محمود
كتاب : أناشيد الإثم والبراءة ….
شهيرة النجار