كم هى سعادتى أن أعود للكتابة فى بيتى الأول الصبوحة بعد غياب يزيد على الست سنوات وسعادتى الأكبر أن أسطر فى ذكرى الأيقونة نادية لطفى الأولى تلك السيدة التى كنت دائما أصفها بالنقاء والقلب الكبير.
بدأت علاقتى بالرائعة الراحلة فى فترة ثورة يناير، كتبت عنها خبرًا وصفتها فيه بالأيقونة وكان هذا اللقب جديدا وقتها وغير متداول فى الصحافة كثيرًا؛ فكلمتنى تشكرنى.
لم أصدق أن التى على الخط هى نادية لطفى التى طالما عشقنا أفلامها وطلتها المبهرة، وكانت مفاجأتى أنها متابعة لى أسبوعيا قائلة: إن فنجان القهوة لا يكون له مذاق إلا مع قراءة صفحتك الأسبوعية. فقلت لها على الفور: إن هذا شرف عظيم ويكفينى هذه الشهادة، فهل تسمحين لى أن أكتب ذلك عبر صفحتى بالفيس بوك؟، فقالت وماله يا حبيبتى فردت عليها «إلهى تنسعدى كما أسعدتينى» فردت بضحكتها التى لم يغيرها الزمن «أهو أنتى» كم أن الإجابة أكثر بهجة وتفاؤل.
وكان أن مرت أيام وسنوات إذا بالراحلة تتصل بى قائلة: عايزة أستشيرك فى حاجة.. فقلت: دا شرف لىَّ يا ست الكل، فقالت: إن مكتبة الإسكندرية عرضت عليها التوثيق لحياتها وعمل مذكراتها ولولديها مقتنيات لسيناريوهات قديمة وفساتين يمكن الاستعانة بها وعمل معرض لها إيه رأيك؟
فقلت لها فكرة جميلة طبعا مفيش كلام ويوجد بالمكتبة تبع إحدى الصديقات لى إشراف فى بيت السنارى الذى أصبح تابعًا لمكتبة الإسكندرية معارض دائمة، وتوجد أسماء نجوم كبار تم التأريخ لهم مثل نور الشريف وفاتن حمامة والزعماء جمال عبدالناصر وأنور السادات ولكن أسألك سؤالاً محرجًا شوية؟
فقالت اتفضلى.. قلت: هل قمتى بعمل حوارات أو الحديث عن مذكراتك وحياتك فى أى محطة فضائية أو كتب قبل ذلك؟
فقالت لا.. فقلت لها يا ست الكل لو قمتى بعمل ميعاد مع مندوب مكتبة الإسكندرية للاتفاق على الحديث عن حياتك وهكذا فى هذه الحالة سيكون الأمر مشاعًا، لكن لو حضرتك لديك النية للاستفادة المالية من مذكراتك وأسرار وكواليس الأفلام والأصدقاء، وتلك الحقبة الذهبية التى كنتى فيها لؤلؤة مضيئة، أعتقد أنه يجب إعادة التفكير فى الأمر والبحث عن فكرة كتابة مذكراتك وبيعها لإحدى دور النشر التى يمكن أن تدفع مبلغا محترما يليق واسمك فى السينما العربية، أو أن تسجلى مذكراتك تليفزيونيا لإحدى الفضائيات.
أو أن تقوم أحد شركات الإنتاج بالتسجيل معكى ثم تولى البيع والتسويق للفضائيات خاصة أنك لا تتحدثين، وبالبلدى فى لغة السوق «مش محروقة» ولديك مخزون كبير وخطيرعن تلك الحقبة بكل نجومها وأعلامها.
لو تكلمت فقط عن كواليس كل فيلم قمتى ببطولته لوحده كنز كبير.
ردت على الفور موافقة لو هكتب كتاب إنتى اللى هتكتبيه، ولو فيه محطة تتولى التسجيل معى أنا موافقة ووليتك هذا الأمر.
فقلت لها هذا شرف عظيم لم أحلم به يوما ما، ولكن يجب الترتيب أولا للأمر.
بداية ماذا ستقولى لمسئولى مكتبة الإسكندرية؟ قالت سأبلغهم اعتذارى.
قلت لها ثانيا لو نويتى كدا يبقى تبدأى بتسجيل المذكرات تليفزيونيا وعمل سيناريو لها يبدأ بقصة ميلادك وحياتك قبل الدخول لعالم التمثيل الذى جاء مصادفة ثم الحديث عن بداية دخولك الوسط الفنى ثم عن أفلامك فيلما إلا إذا قررتى تقسيم المرحلة لعام عام، ثم بعد ذلك الحديث عن زملائك من أهل الفن سواء رجال أو سيدات ومواقفك معهم ثم مرحلة النضال فى حياتك والمرحلة السياسية وتنهى بآرائك عن الحقب السياسية التى عشتيها إذا أردتى ذلك.
وأضفت: بعد ذلك نقوم بتفريغ ذلك فى كتب لأن مؤكد كتاب واحد لا يكفى، فقالت: موافقة.. وبالفعل شرعت فى الاتصال بصديق لى داخل الوسط الصحفى وسردت له ما تم بينى وبين نادية لطفى فقال هايل أبدأى.
استخرت الله وأحضرت أجندة التليفونات وقلت من يا ترى لديه الرغبة فى ذلك ويعرف قيمة الكنز نادية لطفى وما لديها من أسرارها خاصة أنها مادة ثرية خصبة غير محروقة؟
بالطبع القنوات خارج مصر ستدفع لها كثيرا جدا لكن سيعرفون قيمة ذلك الكنز؟
مش عارفة نبدأ ببعض أصحاب القنوات داخل مصر وبالفعل، هذا ما فعلته واتصلت بأحد أصحاب تلك القنوات فكان رده: أنا لن أدفع شيئا نسجل معها ونسوقه إعلانيا وعلى حسب الإعلانات التى ستأتى سنعطيها جزءا منها.
فقلت له: ولكن نادية لطفى كنز وصعب توافق على هذا العرض لأنه بسهولة ممكن تتصل بأى حد يسجل معاها ويتعمل بسهولة، وبعدين لو الست عايشة معنا الآن يا عالم بكرا فيه إيه.
رد صاحب المحطة: الحقيقة هو دا المعروض عندى وبعدين نادية ممكن لا تسوق كاسم الآن!!
فقلت له إزاى حضرتك تقول كدا نادية لطفي؟! يبدو أن العمل التجارى غطى أو غلب على تقدير الأمور.. نادية لطفى أيقونة سينما مصر يا خبر.
فقال: سبينى أحسبها وأرجع لك.
فقلت: ماشى ولكن ياريت تحسم الأمر سلبا أو إيجابا حتى أبلغها خاصة لو حضرتك قررت ذلك أو غيرك نبدأ معها حتى يلحق السباق الرمضانى، فرد سباق رمضانى إزاي؟ هو إحنا هنعمل مسلسل؟ دى ذكريات!! البقية بالعدد القادم