في شهر سبتمبر عام 1957 ، تقدم فيصل الثاني ملك العراق الشاب ( 22 عام آنذاك) لخطبة صاحبة السمو الملكي فضيلة إبراهيم أميرة مصر و كانت حينها في سن السادس عشر فقط.
الأميرة فضيلة هي ابنة الأمير و الملاكم المصري محمد علي ابراهيم و الأميرة العثمانية هانزاده ابنة الأمير عمر فاروق بن عبد المجيد الثاني اخر خليفة عثماني.
و في حوار نادر مع الأميرة فضيلة ، قالت أن قصتها مع الملك بدأت منذ ثلاث سنوات (عام 1954) ، حيث كانت فضيلة تقضي عطلتها الصيفية مع أسرتها على شاطئ الريفيرا الفرنسية و هناك قابلت الملك فيصل الثاني وأصبحا أصدقاء و كانت فضيلة وقتها في سن ال 13.
و لما أتمت عامها السادس عشر ، تم خطبتهم رسميًا في 17 سبتمبر عام 1957 و ذلك بحضور عدد قليل من المقربين للملك فيصل و هم خاله الأمير عبد الاله و الأمير الأردني رعد بن زيد.
و عائلة الأميرة فضيلة و هم والدها الأمير محمد علي إبراهيم و والدتها الأميرة هانزاده و شقيقها الأصغر الأمير أحمد رفعت.
و قد قدم الملك فيصل لخطيبته الحسناء بروش من الزمرد و الماس يعود ملكيته لوالدته الملكة عالية و اهداها خاتم من الزمرد الأخضر المرصع بالالماس.
و علي الرغم من أنه نال إعجابها كثيرًا إلا أنها كانت لا ترتديه في أغلب الوقت و عندما سألها بعض الصحفيين عن السبب أجابت :
الخاتم باهظ الثمن و أخشى أن يضيع
بعد إعلان خطوبتهم ، حاول الصحفيون أخذ كلمة من ملكة العراق المستقبلية و قد وصفوها أنها كانت تجاوب على أسئلة الصحفيين بصوت لا يكاد يكون مسموع وتنظر للأرض باستمرار و عندما سألها أحد الصحفيين هل زارت بغداد من قبل ؟ و ما رأيها في الملك؟ ، قالت:
أنا لم أزر بغداد من قبل، وأتطلع لمعرفة كيف هي، أنا سعيدة للغاية ليس لأني خطبت للملك ولكن للرجل الذي أحب، هو حبي الأول وبالتأكيد سيكون الأخير”
كان الملك فيصل يحب الأميرة فضيلة حبًا شديدًا حسبما قال المقربين منه ، حتى أنه أراد أن يتم الزواج بعد الخطوبة بفترة قصيرة ، إلا أن الرفض جاء من والدها الأمير محمد علي إبراهيم الذي أصر على أبنته أن تُنهي دراستها في المدرسة الثانوية قبل أن تتزوج.
و بناء على رغبته تم تأجيل حفل الزفاف ليكون في سبتمبر من العام القادم (آي عام 1958) و كان من المُقرر أن يُقام في العاصمة العراقية بغداد.
و لاشك أن إصرار الأب أنقذ حياة ابنته الأميرة فضيلة، حيث في 14 يوليو عام 1958 ، هاجم مجموعة من الانقلابين قصر الرحاب حيث مقر الملك فيصل و عائلته و قاموا بقتلهم جميعًا و لم ينجو أحد منهم إلا الأميرة هيام “زوجة الواصي على العرش الأمير عبد الإل و التي نجت بأعجوبة ، لأنه حتى حاشية الملك و العاملين بالقصر تم قتلهم.
و ربما لو وافق والدها على زواجها عام 1957 حسبما كان يرغب الملك فيصل نفسه ، لذهبت ضحية هذه المجرْرة البشعة كخطيبها الذي قُتل غدرًا بعد إتمام عامه الثالث و العشرين بشهرين فقط.
و بعد هذه الحادثة ، لُقبت فضيلة ب”الأميرة الحزينة” فهي الأميرة التي لم تجلس على عرش و لم تعش حياة القصور و التي عاشت فترة طويلة بعدها ترتدي ملابس سوداء و في حالة من الذهول و الحزن الشديد.
شهيرة النجار