المنتج إبراهيم شوقى: أول من أطلق عليها لقب نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد نبيلة حالة استثنائية فى تاريخ السينما العربية كسرت القواعد وتألقت فى أربعينيات وخمسينيات العمر بينما السينما تحتاج بنت العشرين مثل سعاد حسنى التى انتهت فى الثلاثين ماذا قال لها إحسان عبدالقدوس بعد اللقب
أقول وبسم الله الرحمن الرحيم العدد الماضى نشرت عن بعض كواليس مهرجان الإسكندرية السينمائى الأخير والحقيقة أنه وصلنى عدد من الرسائل والاتصالات الهاتفية من عدد لا بأس به من أهل الفن والمهتمين بالحياة الفنية ما بين مؤيد وملاحظ ورافض لما سطرته العدد الماضى، ولكن دعونى قبل الحديث عن تكريم نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد ألقى الضوء على رسالة وصلتنى من أحد أعضاء الجمعية ينفى فيها ما كتبته العدد الماضى معللا ذلك أننى شخصياً كتبت أنه لم يتم دعوتى لمهرجان الإسكندرية وبسبب عدم الدعوة هاجمت المهرجان وكتبت وقتها أنه مات بالسكتة القلبية وطبعاً ردى عليه أننى عندما توجه لي الدعوات لا أحضر لا افتتاح ولا ختام ولا فاعليات وإن ندر وحضرت وهذا قليل أكون قادمة لزيارة صديقة أو صديق لأننى بالبلدى مش بتاعة «أبو بلاش» ثم إننى كتبت بالعدد الماضي أن الزميل أمير أباظة اتخذ موقفاً طبقا لرأيى فى المهرجان قبل بدئه ولم يوجه لى الدعوة وهو يعلم أنى لا أحضر يعنى «مش سر» ولما رددت على السيد العضو أن بعض ما ينفيه هو يعلمه سكت.. وعلى جانب آخر عضو آخر بالجمعية أرسل لى أن غالبية ما سطرته صحيح على حد علمه، أنا لا أريد شخصنة الأمر، ولكن هذه وجهة نظرى فى المهرجان منذ سنوات سابقة، وأعتقد أن ما كتبته شىء لا يقدم ولا يؤخر بدليل إقامة المهرجان كل عام وإذا كان رأيى مزعجاً أعتقد أنه بذات الجريدة آراء أخرى مخالفة لرأيى عن المهرجان وفى صحف أخرى إشادات عالية سطرها بعض الزملاء الذين تم دعوتهم من القاهرة ونزلوا بالفندق وأقاموا فيه، يعنى في كلمتين لا يغير شيئا أن أكون خارج السرب.
- كريم كوجاك: لم يتم استبعادى ولكن هذه هى الحكاية
لإعلامى الناجح كريم كوجاك اتصل بى لتوضيح ما نشرته العدد الماضى من أنه لم يتم استبعاده من تقديم حفل الافتتاح، وقال إنه قدم المهرجان قبل ذلك عدة مرات ولكن الذى حدث أن السيدة الإعلامية الكبيرة سهير شلبى «حماته» كانت تسأله هل سيقدم هذا العام حفل الافتتاح أم لا حتى تنسق معه ظهور نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد بحكم الصداقة العميقة التى تربطهما معاً فقال لها: هسأل الأستاذ أمير أباظة رئيس المهرجان، وسألته فقال: أنه تم التنسيق مع الأستاذة بوسى شلبى للتقديم والأستاذ إبراهيم الكردانى للترجمة للإنجليزية، فوضحت له يقصد كريم أن السبب فى السؤال استفسار سهير شلبى له لا أكثر لاعتقادها أنه سيقدم الحفل مثل كل مرة، هذا هو الأمر يعنى لم يتم طلبى ليتم استبعادى والكلام لكريم كوجاك النجم الكبير خلقاً وإعلامياً وفنياً.. هذا للتوضيح.
- جناح نبيلة عبيد!!
وأبدأ الكلام عن تكريم النجمة الاستثنائية فى تاريخ السينما المصرية نبيلة عبيد التى تم إطلاق دورة مهرجان الإسكندرية باسمها والحقيقة أسعدنى الحظ أن ألتقى بها داخل جناحها بالمهرجان، وشاهدت الجناح ولمعرفتى بأجنحة الفندق والأماكن المتميزة فيه أعتقد أنه كان من الأفضل اختيار جناح أرحب يليق واسم ومكانة نجمة الدورة ولكن أعتقد أنه ربما بسبب الميزانية المالية للمهرجان جعلت اختيار الجناح هكذا، على أية حال السادة الزملاء قد يغضبون من كلامى وسأصمت وأتحدث عن ندوة تكريم «البلبلة» التى كان من المفترض لها ساعتين تحولت لملحمة حب استمرت لأربع ساعات وتم تزيين القاعة المقام بها الندوة بصور أفلام نبيلة عبيد المائة تقريباً على مدار تاريخها الفنى وتم تزيين مدخل القاعة بمجسم لإحدى صورها الرائعة فى فترة الثمانينيات من القرن الماضى. الكلام الذى قيل فى حق نبيلة عبيد من الحاضرين سواء من النقاد والمتخصصين وأهل الفن والجمهور يفوق الوصف وهم محقون فيه فنبيلة عبيد حالة استثنائية بحق فى تاريخ السينما المصرية وأعمالها التى قدمتها وتنوعت ما بين دور الأم والأخت والزوجة والفلاحة والراقية وبنت البلد والمعلمة والراقصة وسيدة المجتمع أفلام كلها علامات فى تاريخ السينما المصرية.. الراقصة والسياسى الذى يعد حوار وحيد حامد فيه على لسان البطلة جملاً تاريخية يتم الاستدلال بها للآن فى حياتنا المعاصرة، فيلم رقصت فيه الممثلة نبيلة عبيد فلم تترك مجالاً لراقصة بعدها وتحدثت عن العلاقة بين الراقصة والسياسى فخرج العمل ليصبح رمزاً لحياة الراقصة مثل قصة الإنسانية وعلاقتها بالحياة ونظرة المجتمع لها، وفيلم الراقصة والطبال قصة حياة راقصة مثل قصص غالبية بعضهن، ولا أروع فيلم العذراء والشعر الأبيض، الذى تقدم فيه نبيلة عبيد -بكل نجوميتها ومجدها وقوتها- دور أم لشابة وهى شريهان وحارة برجوان وديك البرابر وتوت توت وقصاقيص العشاق والمرأة والساطور وأرجوك أعطنى هذا الدواء والصبر فى الملاحات. نبيلة عبيد واحدة من قلائل فى تاريخ السينما المصرية كان يتم كتابة العمل لهن وإذا كانت هى تختار كتابها للأعمال أو هم يختارونها لتقدم أعمالهم ففى كل الأحوال قبولهم أن تقدم أعمالهم رضاء وشهادة لها وإذا كانوا هم الذين يختارونها فهم يعلمون من التى وقع عليها الاختيار ممثلة حتى النخاع لا تعتمد على أنوثتها الطاغية أمام الكاميرا وتتفوق فى الحوار الذى فى عينيها، اختارت أم اختارها إحسان عبدالقدوس ووحيد حامد وغيرهما، فالنتيجة فى النهاية لصالحها.
أفلام نبيلة عبيد مع نجوم شاشة مصر مثل محمود يس فى أيام فى الحلال ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى وفريد شوقى هى علامات بارزة فى تاريخهم الفنى، نبيلة عبيد التى كانت لا تعتمد في اختياراتها فى غالبية أفلامها على نجم الشباك الأول بالسينما فمثلت أمام أحمد عبدالعزيز ويوسف شعبان وأبو بكر عزت وسعيد صالح وحولتهم لنجوم شباك من الطراز الأول رغم نجوميتهم.
وتنوع أعمال نبيلة عبيد ونجاح 99٪ من أعمالها.. سمارة الأمير وقضية سميحة بدران واغتيال صاحب الشقة واغتيال مدرسة وعشرات الأفلام ووقتها كانت نبيلة عبيد جوكر توزيع الأفلام طوال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى ولن أكون فاقدة الذوق إذا قلت إن نبيلة عبيد تقريباً هى النجمة المصرية الوحيدة التى تفوقت على كل نجوم ونجمات جيلها والأجيال السابقة فى «أربعينيات العمر» فالسينما تعطى وجهها ونجوميتها للفتيات الشابات ويصبحن نجمات شباك وهن شبات وما أن تبدو علامات الزمن عليهن أو يزيد وزنهن أو تظهر فنانة أخرى حتى تعطى السينما ظهرها لهن، وما أن تقوم فنانة بتغيير اللوك الخاص بها ولا يعجب الجمهور تنطفئ الأضواء عنها وحدث هذا كثيراً جداً على مدار تاريخ السينما مثل سعاد حسنى التى كان أوج مجدها وهى فى عشرينيات العمر ولما دخلت مرحلة الثلاثينيات أنطفأ بريقها وأسماء كثيرة جداً، أما فى حالة نبيلة عبيد فالأمر مختلف نبيلة أبدعت فى أربعينيات وخمسينيات العمر وكسرت تابوه الأنثى ذات العشرين أمام الشاشة لتتحول لحالة نجمة استثنائية شكلاً وتمثيلاً ونوعية أدوار فى تاريخ العمل الفنى السينمائى ليصبح لقب نجمة مصر الأولى دون مجاملة وإن كنت أرى أن اللقب الذى ينبغى أن يسبق اسمها هو لقب النجمة الاستثنائية فى تاريخ سينما مصر ولقب نجمة مصر لم تطلقه على نفسها، كما فعلت ممثلات أخريات كن ينتجن لأنفسهن من الباطن ولديهن كتاب ملاكى عقدوا بروتوكولات مع المشاهد أن هؤلاء الممثلات لهن مشاهد معتادة تضمن إغراء الرجال وهرولتهم حولهن والتفوق في إغراء رجل السلطة والمال سواء كانت السلطة فى يد كبير الجزارين أو ملك الكانتو المهم المعلم الكبير يريدها له ويسقط تحت أرجلها ثم تأتى مشاهد الجرجرة من السرير للضرب على الأرض وتأتي بعدها مرحلة الانتقام بعدما تحلف البطلة بشعرها أن تأخذ ثأرها أو ثأر ابنها أو زوجها أو شقيقها بالفيلم ثم رقصة الإغراء مع حركات مكررة بملابس شبه معتادة جلد النمر مفتوح من الأمام، لم تفعل نبيلة عبيد كل هذا ففى كل فيلم لها شكل مختلف وملابس عمل خاصة بالدور كانت محتفظة بلون شعر نادر سألتها ذات يوم عنه وهو الأسود المحمر المائل للباذنجانى فقالت كنت أذهب بيروت خصيصاً وأصبغه هناك ولم أغيره يعنى لم تلجأ لبواريك الشعر الأصفر، كما تفعل أخريات واحتفظت أيضا بلون العيون السوداء النادرة ذات الحور والحواجب العريضة والشعر الأسود لتصبح حالة الأنثى عندها غير.
فأطلق عليها المنتج إبراهيم شوقى لقب نجمة مصر الأولى وحول هذا اللقب قالت نبيلة إن المنتج إبراهيم شوقى قال لها يا نبيلة.. الموزع الخارجي يأتى لشراء فيلمك وعلى اسم عملك نبيع له بالعشرة أفلام فأرى أن الأفلام يتم تسويقها وتوزيعها على حس أفلامك وأني أرى أن أطلق عليكى فى الأفيش القادم لقب نجمة مصر الأولى فقالت له سبنى أفكر وأخذت الطائرة وطارت لبيروت حتى تجلس مع نفسها وفى تلك الأثناء كان المنتج إبراهيم شوقى يطاردها بالتليفون من أى مكان تجلس فيه حتى استخارت الله وقالت له ماشى لكن يا إبراهيم أليس هذا غروراً ويعتقد الوسط خاصة الزميلات أنى أتعالى عليهن؟ فرد إزاى أنا المنتج وشايف السوق ماشى إزاى على الأقل لست مثل أخريات يطلقن على أنفسهن ألقاب ويرددن أن الجمهور هو الذى يرددها، على العموم أنا المنتج وأنا اللى كاتب دا، وقتها استشارت بلبلة إحسان عبدالقدوس كاتب معظم أعمالها الناجحة والتى استأثرت بغالبية رواياته وحولتها للشاشة الفضية فى عنفوان مجدها وكانت تقيم كل عام عيد ميلاده فى حضرة المحبين لهما من الفنانين والمنتجين والمخرجين، المهم قال لها إحسان يا نبيلة هو لقب أطلقه عليكى منتج أعمالك ويرى أن السوق يقول ذلك كما أطلق على فاتن حمامة سيدة الشاشة وسعاد حسنى السندريلا صحيح لم تسبق أسماءهن على أفيشات الأفلام لكن تسبق أسماءهن عندما يتم عمل حوار فى صحيفة أو لقاء إذاعى وتليفزيونى أو حتى مجرد ذكر اسم سعاد وفاتن أما فى حالتك الأمور والسوق تطور فلا مانع من كتابة اللقب قبل الاسم فى الأفيش ومع أول أفيش ظهر فيها اسمها كان أول هاتف من وحش الشاشة فريد شوقى رحمه الله قال لها: اتكتب متأخر يا نبيلة أنتى نجمة مصر الأولى حالياً بحق… نبيلة عبيد يكتب فيها كتب وليس كتاب ولا مقال وهى نجمة جمعت بين التواضع والرقى والأناقة والشياكة فى كل مراحل حياتها ولها أن تفخر بتاريخها الفني وتقول نعم أنا نبيلة عبيد، حتى اسمها الفنى الذى اختارته متميز واسمها الحقيقى كيلوباترا أميز ولنا أحاديث عنها بالعدد اللقادم بإذن الله وعودة لملف التجميل الذى توقفنا عنده فى العدد قبل السابق لنكمل الحديث عن تلك النجمة التى تحولت جمل كثيرة فى أفلام عديدة مختلفة لها لتأريخ لحالة المجتمع المصرى مثل قولها لصلاح قابيل فى الراقصة والسياسى «كل واحد فينا بيرقص بطريقته أنا بهز وسطى وأنت بتلعب شفايفك بالكلام بس الفرق بينا إن بضاعتك ملهاش جمهور وأنا بضاعتى لها جمهور» وجملتها الأروع فى فيلم كشف المستور عندما حاول الضابط إعادتها لعمل فتاة الليل وهى أنهت تلك المرحلة وتزوجت فقال لها مصر محتاجة خدمتك فردت «وهو إحنا ما ينفعش نخدم مصر إلا على السراير».. حوار وحيد حامد.
شهيرة النجار