سرّ عجيب يفتح أمامك بابًا من التفكر في القرآن الكريم!
الله تعالى ذكر:
﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ﴾
﴿يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا﴾
﴿فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ﴾
لكن لماذا لم يقل “القبور”؟
تعال نتفكر قليلًا…
أين قبر الغريق الذي التهمت الأسماك جسده؟
وأين قبر الميت في البرية الذي ذَرَت الرياح عظامه؟
وأين قبر من أُحرِق جسده ونُثر رماده في الهواء أو الماء؟
إذن، “الأجداث” ليست القبور… بل شيء آخر أعمق.
القرآن يكشف لنا: ﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾
أي أن قبور الدنيا ستتحطم وتزول مع زلازل الأرض وتغير ملامحها… وما يبقى هو “الأجداث”.
وما هي الأجداث؟
إنها الذرات الدقيقة من خلايا الجسد، التي ينبت منها الإنسان يوم البعث كما تنبت البذور بعد نزول المطر:
﴿وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا… كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾
تخيّل المشهد: ذرة صغيرة مدفونة في تراب الأرض، يسقيها ماء السماء بأمر الله، فتنبت منها أجساد الناس يوم القيامة، تمامًا كما يُنبت الله النبات.
﴿وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾
سبحان من أتقن الخلق وأحكم التدبير…
الف صلاة علي الحبيب
الدكتور مصطفي محمود
شهيرة النجار