بدأت فكرة فوازير رمضان، سباقة وجديدة فى الإذاعة المصرية أواخر خمسينات القرن الماضى علي يد الإعلامية القديرة: آمال فهمي التى بدأت بان تقدم لمطرب أو ممثّل مشهور صفحة من كتاب ليقراها ثم تكون الحزّورة أو الفزّورة (من صاحب الصوت؟)
ثم إستعانت بالشاعر بيرم التونسى ليكتب فوازير بشكل زجلى وكانت مبتكرة تدعو للتفكير عن أسئلة يشارك المستمعين بإرسال الحلول عنها عبر البريد للإذاعة.
وفى ١٦ فبراير ١٩٦١- أول رمضان بعد انطلاق البث للتليفزيون المصرى فى ١٩٦٠ أعد الفنان بيرم التونسى فوازير (علي رأي المثل) وكانت عبارة عن فقرة درامية قصيرة من وحى كتاب الأمثال للأديب محمد تيمور وقد تكون من آخر ما أعد بيرم الذى توفى فى ١٩٦١. دارت كل حلقة حول أحد الأمثال وكان المطلوب من المشاركين ذكر المثل.
ثم تطورت الفكرة لتجمع بين الدراما والاستعراض. ومن ١٩٦٧ حتى ١٩٧٠ قدم المخرج أحمد سالم بالتعاون مع الشاعر حسين السيد وفرقة ثلاثى أضواء المسرح: سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد (فوازير رمضان) بأسلوبهم المحبوب الذى إشتهروا به فى الاسكتشات فى بداية مشوارهم بغنائهم وخفة ظلهم.
ومن ١٩٧٥ كتب الشاعر صلاح جاهين الفوازير التى قدمتها الفنانة الشاملة نيللي بصوتها الجميل فى الغناء وخفة حركتها فى الاستعراض وخفة ظلها وجمال وجهها وملابسها الكثيرة المبتكره التى أضافت إبهار للصورة على الشاشة. كانت -كما ذكر فى الجرائد والمجلات حينها- تسافر للخارج لإستحضار الاكسسوارات الغريبة اللافتة للنظر التى لم تكن متوفرة فى مصر وقتها كإضافه منها لما أعده مصممين الأزياء فى ماسبيرو.. (إحنا بنتكلم هنا عن سنة ١٩٧٥- يعنى بعد الحرب. فترة من الفترات الصعبة التى مرت على مصر). واضاف المخرج العبقرى الذى سبق عصره فهمى عبد الحميد الخدع إلى الدراما والاستعراض ليجعل نيللى تسقط من السماء او تمشى فى الهواء أو يجعل منها شخصيتين أو أكثر فى لقطة واحدة… وهكذا. وإستمروا حتى ١٩٨١.
فى ١٩٨٢ قدم سمير غانم (فوازير فطوطة) الشخصية الأقرب للكرتونية “اللمضة” خفيفة الظل التى إبتكرها فهمى عبد الحميد ونجحت وأحبها الكبار والصغار جمع فيها سمير غانم بين الغناء والاستعراض والدراما والفكاهه.
ثم قدمت شيريهان فى ١٩٨٧ فوازير (حول العالم) بنفس الشكل الاستعراضى الذى قدمته نيللى ونجحت وتألقت بالرغم من ان إمكانيات صوتها فى الغناء لم تكن بقدر إمكانيات نيللى لكنها إمتلكت القبول وخفة الحركة ولم تبخل على الفوازير بالملابس والاكسسوارات التى كانت أحد أهم عناصر الابهار فى نسختها من الفوازير.
ثم توالت الفوازير سنوات تلو الأخرى مابين محاولات لفنانين وفنانات آخرين وما بين عوده إلى نيللى أو شيريهان.
لتبقى نيللى أكثر من تربع على عرش الفوازير و إقترن إسمها بها على مدار ١٢ سنة:
فوازير صورة وفزورة ١٩٧٥
فوازير صورة وفزورتين ١٩٧٦
فوازير صورة وتلات فوازير ١٩٧٧
فوازير صورة و٣٠ فزورة ١٩٧٨
فوازير التمبوكا ١٩٧٩
فوازير عروستي ١٩٨٠
فوازير الخاطبة ١٩٨١
فوازير عالم ورق ١٩٩٠
فوازير صندوق الدنيا ١٩٩١
فوازير أم العريف ١٩٩٢
فوازير الدنيا لعبة ١٩٩٥
فوازير زي النهاردة ١٩٩٦
ويبقى السؤال ليه نجحوا؟
- لانهم كانوا سباقين وظلت تتم مقارنة لاحقيهم بهم. وهم كانوا يمتلكون القبول الشديد والموهبة المتأصلة منذ بداياتهم والإمكانيات التى حققت نجاحهم دون تحايل علي الجمهور.
- لانهم كانوا مدعمين بأسماء كبيرة من المخرجين العظماء إمتلكوا رؤية وكانوا سباقين عن عصرهم وأولهم الحاج فهمى عبد الحميد ملك الخدع وأحمد سالم ومحمد عبد النبى.
- لانهم عملوا مع فريق مبدع من الشعراء أولهم حسين السيد وصلاح جاهين وعبد السلام أمين احبوهم ودعموهم.
- لانهم غنوا فى الفوازير ألحان نخبة من الملحنين العباقرة الذين إستطاعوا ان يقدموا ألحان تضيف للكلمات وبرعوا ان يطوعوها لتتماشى مع قدراتهم الصوتية بإختلاف إمكانياتهم منهم عمار الشريعى، حلمى بكر، جمال سلامة، عطية شرارة، ميشيل المصرى، مودى الامام، نبيل على ماهر وغيرهم.
- لانهم تدربوا على يد مصمم الرقصات حسن عفيفى الذى عاصرهم جميعاً خرج من عباءه فرقة رضا وقدم على مدار سنوات وسنوات إستعراضات لا تقل عن الاستعراضات الأجنبية.
- لانهم تعاملوا مع إتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى قدم إنتاج سخى للغاية ولم يبخل على الفوازير باى دعم ولذلك تم تسويقها بنجاح فى الدول العربية ولاقت قبول وإستحسان من المحيط للخليج.
- ولمن يدقق النظر فى الحلقات يجد ان الملابس كانت أحد أبطال العمل فبكل الاستعراضات والاكسسوارات والابهار إلا انها كانت تتفق مع عالمنا العربى فكانت محتشمة لم تخدش حياء الأسر التى تابعتهم طوال الشهر الكريم.
شهيرة النجار