قال الربيع بن خثيم لأهله يوماً …. إصنعوا لنا
خبيصاً أي نوع من الحلوى مخبوصة من التمر
والسميد …. وكان من عادته إن لا يطلب منهم
شيئاً مـن الطعام يشتهي لنفسه‘‘ فصنعوا له ما
أراد … فأرسل إلى جارٍ له مصاب ــ بضربٍ من
الجنون” فجعل يلقِّمه ولعاب الرجل يسيلُ على
يديه‘‘ فلما فرغ الرجل وخرج من عنده ــ قالت
له زوجته ـــ تكلفنا وصنعنا هذا الطعام ….. ثم
أطعمته لهذا المجنون الـذي لا يدري … ما يأكل
ومَـا يشرب‘‘ فقال الربيع نعم صدقتِ ولكن الله
تعالى يدري”.!!!!
ولكن الله يدري بهذه الكلمة ـ سَبقنا القوم
ومن أجلها تنافسوا في فعل الخَيّر نعم الله يدري مَا تَكُنّهُ الأنفس ـــــــ ومَا تُخْفِي الصُدُور
وقيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف
أنفع من كلامنا قال : لأنهم تكلموا لِعزّ الإسلام‘
ونجاة النفوس‘‘ ورضا الرحمن‘‘… ونحن نتكلم
لِعزّ النفوس‘‘ وطلب الدنيا‘‘…. ومرضات الخلق
والعباد وشتان ما بيننا ـــ وبينهم‘‘.!!!
وسئل التستري: أي شيء أشَدُّ على النفس؟! قال: الإخلاص لله ـ لأنه ليس لهَا فيهِ نَصِيِّب
“وعلى لسان الأبرار وأهل الإخلاص يقول تعالى:
﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ ــــ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً ولَا شُكُوراً……. إِنَّا نَخَافُ مِـنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوساً
قَمْطَرِيرَا …. أرادوا هؤلاء الصالحين الجزاء من الله وخافوا من يوم الحساب‘ فما كانت المكافأة من الله جَلَّ وَعَلا.. (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورَا ــ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً
وَحَرِيرا ــ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا
شَمْسّاً وَلَا زَمْهَرِيرَا)
كتاب نزهة المجالس ومنتخب النفائس
شهيرة النجار