فلم تعد المسألة مسألة مذاهب، وإنما حقيقة المسألة أن الإنسان لم يتقدم وإنما تأخر، وهو كل يوم يتأخر. الأدوات في يديه هي التي تقدمت وتحول هو من صانعها إلى خادمها ثم إلى عبدها.
لكن كل هذه البضائع الاستهلاكية ليست أكثر من لعب أطفال في فاترينة، وكل ما أحرزه الإنسان من تقدم هو تقدم شكلي.
والإنسان في أثينا منذ أكثر من ألفي سنة أيام سقراط وأفلاطون وأرسطو كان أكثر تقدماً، وكان يعرف طريقه الصحيح إلى التقدم بالفعل. كان يبحث كيف يعرف نفسه وكيف يتخلص من عبوديتها وكيف يحقق الحرية وكيف يحقق العدالة وكيف يصل إلى معرفة الله، وكان كل واحد يناقش الآخر في حرية. أما اليوم فكل واحد يطلق على الآخر الرصـاص، ولا أحد يفكر كيف يعرف نفسه، ولكن كيف يشبع نهم تلك النفس الجشعة بلا حدود.
كتاب .”الشيطان يحكم”
د.مصطفى محمود.
شهيرة النجار