يقول الصوفية أن إبراهيم الدسوقي بُشِر بمولده قبل أن يولد، فكان هناك بقرية سنهور المدينة جنوب شرق مدينة دسوق شيخ من كبار الصوفية وقتها اسمه محمد بن هارون،
وكان على صلة وطيدة بوالد الدسوقي «أبي المجد عبد العزيز»، فكلما رأى ابن هارون أبا المجد قام له وشدّ على تكريمه إياه، حتى لاحظ أصحابه ذلك وسألوه عن سبب ذلك؛ فقال لهم: أن في ظهره ولياً يبلغ صيته المشرق والمغرب، وبعد ذلك بمدة رأوه قد ترك القيام فسألوه عن السبب؛ فقال لهم: أن القيام لم يكن لشخص أبي المجد بل لبحر في ظهره، وقد انتقل إلى زوجته.
وقد ولد -على أرجح الأقوال- في يوم 30 شعبان عام 653 هـ بمدينة دسوق في عهد الملك المعز عز الدين أيبك السلطان الأول للدولة المملوكية، وقيل أنه في ليلة مولده ظهرت له أول كرامة؛ حيث كان ابن هارون حاضراً عند أبي المجد والد الدسوقي في الليلة التالية للتاسع والعشرين من شعبان؛ حيث اتفق وقوع الشك في هلال رمضان، وفي هذه الحالة لا يعرف إن كان المسلمون سيصومون في اليوم التالي أم لا،
فسأل ابن هارون أم الدسوقي عن إذا كان رضع في هذا اليوم، فقالت: أنه منذ أذان الفجر لم يرضع، فقال لها: ألاتحزن فسوف يرضع -الدسوقي- ثانية بعد أذان المغرب، ويعني بقوله أن الدسوقي قد صام، وعلى أساس معرفته بهذا الأمر؛ أمر الناس بالصوم.
وقد نًسب للدسوقي عن كرامته الأولى في كتابه الحقائق بأنه قال:
إبراهيم الدسوقي إن الفقير مَنّ الله عليه من ظهر أبيه ولطف به في الأحشاء، فحين وضعتني أمي كنت مبشراً في ذلك العام بالصيام، ولم ير الهلال، وإن ذلك أول كرامتي من الله.
الاحتفال بمولده
يُقام بمدينة دسوق احتفال سنوي بمولد إبراهيم الدسوقي في شهر أكتوبر يستمر لمدة أسبوع وسط إجراءات أمنية مشددة،
ويحتفل بالذكرى سبعٌ وسبعون طريقة صوفية من مختلف أنحاء العالم،
حيث يزور المدينة في هذا الوقت من العام أكثر من مليون زائر
من مختلف محافظات مصر وبعض دول العالم،
ويُعد من أكبر احتفالات الموالد في مصر.
فمن مظاهر الاحتفال، أن يمتطي خليفة المقام الإبراهيمي حصاناً، ويُزف به في معظم شوارع دسوق بعد صلاة العصر في اليوم الختامي للاحتفال
ويُقام أيضاً احتفال سنوي بالمولد الرجبي
في أواخر أبريل أو أوائل مايو من كل عام، ويقام لمدة أسبوع أيضاً
وهذه الاحتفالات عند غير الصوفية من أهل السنة تعتبر من البدع الُمنكرة؛
وفي ذلك يُستشهد بحديث النبي محمد: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الْحَرَامِ ،وَمَسْجِدِي هَذَا، والمسْجِدِ الأَقْصَى»،
فمنع من السفر إلى مسجد غير المساجد الثلاثة، فغير المساجد أولى بالمنع؛ لأن العبادة في المساجد المذكورة أفضل في غيرها.
وبما أن مسجد الدسوقي يحتوي على ضريحه،
فالراجح أنه لا يجوز السفر إليه لغرض الصلاة
ولا يجوز الصلاة فيه من الأساس
لأنه لا يجوز بناء الأضرحة على القبور.
أما السفر إلى الضريح لأجل التبرك أو الدعاء والاستغاثة والتوسل لساكنيها
أو النذر
والذبح فيُعَد من الشرك بالله. وفي ذلك يقول القرآن: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا .
ويقول أيضاً: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ،
وأيضاً: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ .
شهيرة النجار