بورتريه

(3) غضب في حارة اليهود بسبب إسلام ليلي مراد وسر سعدية و لانسيانو في حياتها فور الإشهار ؟

شارك المقال

دعم محمد فوزي وعبد الوهاب لها عند قيادة الثورة

الشيخ الشعراوي كان داعما لها في أواخر أيامها

يذكر الدكتور راغب السرجاني في كتابه “عظماء أسلموا” أن ، نجل الفنانة الشهيرة، قال إن كل أسرتهم أسلمت وكانت تصوم وتتلو القرآن. وكان لليلى مراد في سنواتها الأخيرة صلة وثيقة بالشيخ محمد متولي الشعراوي، واستمر ذلك حتى آخر لحظات حياتها مساء الثلاثاء 21 نوفمبر 1995، حين رحلت في تمام الساعة العاشرة مساء، وتمت الصلاة عليها في مسجد السيدة نفيسة الذي كانت دائماً تزوره وتتصدق فيه بفريضة الزكاة، ودُفنت في مقابر العائلة بالبساتين.

رد فعل “حارة اليهود”

كان ردّ فعل أهالي حارة اليهود بمصر قويّاً وحادّاً تجاه نبأ إسلامها، وقيل إن ثورة غضبهم لم تهدأ حتى زارت معبد ابن ميمون اليهودي الكائن بالحارة في منتصف الليل سرّاً.

وينقل الدكتور محمد أبو الغار في كتابه “يهود مصر من الإزدهار إلى الشتات” عن اليهودي المصري موريس شماس الذي هاجر من مصر إلى إسرائيل روايته أنه “في مقهى لانسيانو الذي كان يقع في حارة اليهود، اجتمع عدد من يهود الحارة ليناقشوا مشكلة كبيرة تخص مطربتهم المحبوبة ليلى مراد، فهم علموا أنها تحولت من اليهودية إلى الإسلام بعد زواجها من أنور وجدي”.
ويتابع: “كان صاحب المقهى وهو يهودي مصري من أصل إيطالي يدعى لانسيانو أكثر الغاضبين، وأعلن أنه سيغلق راديو المقهى أثناء إذاعة أغنيات ليلى مراد، وأنزل صورتها المعلقة على الحائط، إلَّا أن سعدية اليهودية الفقيرة ثارت على هذا التصرف، وصاحت: لماذا هذا الغضب؟ هل هي قريبتكم؟ هل هي أختكم؟ ما علاقتكم بها؟، وأضافت سعدية: الأمر بسيط لقد أحبت وأرادت الزواج مثل أيّة امرأة أخرى”

ويضيف: “لم يسفر النقاش عن شيء، واستمر الغضب حتى تبدل الحال في اليوم التالي بعد أن انتشر خبر في الحارة بأن ليلى زارت سرّاً معبد ابن ميمون اليهودي في الحارة، وذلك في منتصف الليل تماماً، وطلبت من القائمين على المعبد عزف الموسيقى على روح أبيها الفنان زكي مراد، ثم غادرت بهدوء. انتشر الخبر في الحارة فعم الارتياح، وأعاد صاحب المقهى تعليق صورة ليلى على الحائط وفتح الراديو للاستماع إلى أغانيها”.
زيارتها لإسرائيل وتبرعها لحكومتها

محمد فوزي وعبد الوهاب دعموها

يتناقض الرأي الذي ذكره الدكتور راغب السرجاني عن ابن ليلى مراد مع بعض الرويات التي ظهرت بعد ذلك، ولا سيما تلك التي تحدثت عن علاقتها بإسرائيل.
ففي أحد السيناريوهات المطروحة بشأن هذه الأزمة أن ليلى مراد أرسلت خطاباً إلى الرئيس محمد نجيب في 23 مارس 1953 تشكو فيه من شعورها بالظلم بسب المضايقات التي تتعرض لها من قِبَل مجلس قيادة الثورة واستدعائها المتكرر بهدف التحقيق معها، مما ألحق بها كثيراً من القلق والتوتر وأثَّر على مسيرتها الفنية والشخصية.
وتستمد تلك الوثيقة التي أوردها أشرف غريب في كتابه “وثائق ليلى مراد” أهميتها من التوقيت الذي أُرسلت فيه، ومن تفاصيلها والأسماء الواردة فيها. إذ تكررت تلك التحقيقات بعد مقابلة تمت بينها وبين شخص يهودي يدير أحد الاستديوهات في اليونان، خلال زيارة لليلى مراد بدعوة من سفير السويد في أثينا. وتلك القصة روتها لعبد اللطيف البغدادي، عضو مجلس قيادة الثورة. وقالت في خطابها إنها أعادت هذه القصة مرة أخرى في زيارة قامت بها إلى مجلس قيادة الثورة بصحبة الموسيقار محمد عبد الوهاب والفنان محمد فوزي وبحضور عبد اللطيف البغدادي وصلاح سالم، وقد أكّد لها الجميع أن الموضوع لا يستحق كل هذا القلق والتوتر.


ولم تلبث ليلى مراد أن اطمأنت حتى فوجئت باستدعائها مرة أخرى في وقت متأخر من اليوم ذاته، وسألوها في مقر مجلس قيادة الثورة عن علاقتها بجماعة تدعى بولاند فونس تتعاون مع اليهود، وأبلغوها أنهم حين ألقوا القبض على مجموعة من أعضاء هذه الجماعة أفادوا بأن مقابلة جرت بينهم وبينها وأنهم حصلوا منها على أموال وهو ما ثبت عدم صحته رسميا

شهيرة النجار