توقفت في الحلقات السابقة عند رفض الراقصة ليلي الجزائرية الزواج بفريد الأطرش ورفضه الزواج بمن أحبهما سامية جمال وشادية بحجة أنه أمير
في حين تقدم لليلي فوزي ورفضته ولنور الهدي ورفضته أيضاً
ولم تكن هذه المرات التي يرفض ويترفض فتروي المجلات رفضاً رابعاً
كان رفضاً مدويا وشهيرا
فريد بالبلدي أخذه العشم عندما طلبته أصيلة هانم والدة ملكة مصر السابقة ناريمان ليغني في عيد ميلاد ناريمان بعد عودتها من أوربا فور طلاقها من الملك فاروق بعد المنفي
ولها قصة منشورة في مجلة آخر ساعة في 1954
تحت هذا العنوان. نشرت آخر ساعة الملكة ناريمان وفريد الأطرش ..
برقية صغيرة أرسلها أحد مراسلى وكالات الأنباء فى مصر ، يقول فيها :
” أن ناريمان تنتظر الطلاق من فاروق بفارغ الصبر لكى تتزوج من المطرب فريد الأطرش الذى يذهب كثيرا لزيارتها فى بيتها بمصر الجديدة ” ..
ماذا فعل
وبعد ساعات من التكذيب الرسمى الذى أذاعته ناريمان على جميع الصحف ، كان فريد الأطرش يجلس فى شقته بالزمالك شبه مذهول من هول المفاجأه التى التى سببها له هذا التكذيب وأخذ يقول لأخر ساعة :
” أننى لاأتصور أبدا أن تقول ناريمان هذا الكلام ، الذى نشرته الصحف ، لأنى أعرف تماماً رقة أحساسها وأخلاقها ، لذلك كدت أصعق حينما عرفت أنها قالت ( أن هذه الأشاعة أحقر من أن تستحق الرد ) ولكن الظاهر أن التوفيق والصواب قد خاناها فى هذه اللحظة ” ..
محاولة للتفاهم :
ويسطرد فريد الأطرش قائلاً :
وكان يجب أن تفهم ناريمان أن مثل هذه الكلمات تسيء إلى كرامتى قبل أي شيء أخر ، ولذلك حينما أتصل بى مراسل وكالة ” روتر ” لكى يأخذ رأيي فى هذه الشائعة قلت له أننى لا أستطيع أن أقول كلمة واحدة قبل أن أتصل بعائلة ناريمان وأخذ رأيها فى المسأله ..
سوف تندم ناريمان بعد أن أغلقت الباب :
ومضى فريد الأطرش يقول أننى أقولها بصراحة تامة أن ناريمان سوف تندم فى يوم ما على هذه الكلمات التى قالتها ، وأنها هى التى كانت ستكسب من وراء زواجى بها قبل أن أكون أنا الرابح ، ولكنها بهذا التصريح أغلقت الباب نهائياً فى مجرد تفكيرى فى هذا الزواج .
وكانت ناريمان تستطيع أن تقول مثلاً أن هذا الكلام سابق لأوانه ، أو أن فريد الأطرش لم يتقدم بمثل هذا العرض ، كانت تستطيع ان تقول هذا حتى لا تحرجنى وتضعنى أمام كلماتها التى قالتها بلا وعى ولا تفكير .
أبن أصل وعصامى :
وأنا لا أقول هذا الكلام لمجرد التفاخر أو الغرور ، ولكننى متأكد من أننى أبن أصل ومن عائلة كريمة ، وفوق هذا فأنا ” عصامى ” بنيت حياتى من عرقى وكفاحى ، ولم أعتمد على صلة القرابة أو المصاهرة لكى أمتص الأموال أو أكسب بطرق غير مشروعة ، أننى نظيف وكثير من العائلات الكبيرة تتمنى أن أتزوج بناتهن ولكننى لم أفكر فى الزواج أبدا ، ولا حتى من السيدة ناريمان الملكة السابقة ..
▪️وأعود وأقول أنها فتاة تعيسة لم تعرف معنى الزواج السعيد ، فعاشت معذبة وكان هذا هو السبب الوحيد لعطفى عليها ..
قصتى مع ناريمان :
▪️ولكى تعرفوا حقيقة قصتى معها احب أقول أننى لم أذهب لزيارتهم أبدا بدون تحديد موقع سابق بالتليفون ، وذلك بالرغم من الترحيب الشديد الذى كنت القاه من والدة ناريمان وجدتها ، وأذكر أن آخر مرة رأيت فيها ناريمان كانت فى حفل عيد ميلادها ، وقد أتصلت السيدة أصيلة بى قبلها بالتليفون وقالت لى : أن ناريمان تريد أن تسمعنى فى عيد ميلادها ..
▪️وذهبت الى بيتها فوراً وأخذت العود فقط ، حتى لا أكلفهم أجر الموسيقيين ، وظللت أغنى حتى الفجر ، وكانت ناريمان تستمع لى وهى صامتة تماماً ، وكان هناك كثيرون فى الحفلة من أصدقائها ، وأفراد عائلتها ، ولذلك لم أستطع أن أتحدث إليها كثيراً ، وكل الذى دار بيننا ليلتها كان يتلخص فى هذا العرض السينمائى الذى قدمه لها أورسون ويلز لبطولة أحد أفلامه العالمية ، وقالى لى ناريمان : أنها لم تفكر أبدا فى هذه الناحية بالذات وأنها ترفض القيام بهذه الأعمال التجارية ، وسكت بعد ذلك ولم أفاتحها فى مسألة أشتغالها بالتمثيل فى أفلامى بعد أن رفضت عرض أورسون ويلز ..
جازفت بدعوتهم :
▪️ومرة أخرى ، حين طلبت السيدة أصيلة أن تشاهد فيلم لحن حبى فى عرض خاص ، بعد عودة ناريمان من أوربا بشهرين ، لم أتردد فى تحقيق رغبتها ، وأخذتهم فى سيارتى إلى أستوديو مصر بالرغم من أن بعض اصدقائى قالوا لى وقتها : هل أنت مجنون حتى تجازف بالظهور مع ناريمان فى مثل هذه الظروف الحاضرة وفى مكان عام ..
ليس أكثر من ذلك :
▪️ومضى فريد الأطرش يقول : هذا هو ماحدث وليس هناك أكثر منه ، ولكننى واثق أن المسائله مبالغ فيها إلى حد كبير ، وأنها كان يمكن أن تنتهى إلى نهاية أخرى ، لولا ما قالته ناريمان للصحف ولولا أنها تردد ما يقال لها وتسير فى الطريق الذى يرسم لخطواتها .. أن ناريمان معذورة ولكننى معذور أيضاً ..
من أرشيف الصحافة – أخر ساعة – 1954
شهيرة النجار