حكايات وذكريات

محمد عبد القدوس يكتب مذكرات عمرو دياب الأصلية

شارك المقال

أعجبت بما كتبه الأستاذ الكبير محمد عبد القدوس ان ذكرياته وحكاياته مع عمرو دياب منذ 40 عاما وأكثر
وددت نقلها لكم كما هي ففيها من التشويق ما يجعلني لا اكتب اي مادة مكملة

(الفنان عمرو دياب: حبي الذي ضاع دفعني إلى الغناء في ملاهي الهرم!!)

صورة من قريب
يقدمه: محمد عبدالقدوس

شاهدت العجائب في رحلة نجاحي!
هكذا بدأ الفنان “عمرو دياب” حواره معي..
وهو حوار قديم جداً عثرت عليه من بين أوراقي الصحفية ، وقمت بكتابته من جديد لأن به معلومات عنه أراهن أن حضرتك لا تعرفها..
ومن حقك أن تسألني: وكيف ألتقيته؟؟
وما الذي دفعك للذهاب إليه ؟؟

الإجابة من أولها أنني عملت في الصحافة الورقية مدة ٤٧ سنة إلا ثلاثة أشهر بالتمام والكمال..
وخلال هذه الفترة الطويلة ألتقيت بنجوم المجتمع في ذلك الوقت من مختلف الأشكال والألوان السياسية والفنية والأدبية والأحزاب السياسية وقوى المعارضة!!
عملت في صحف عدة بالإضافة إلى نشاطي الواسع في نقابة الصحفيين ، وكنت صحفي “عفريت” بالتعبير العامي وكتبت بإنتظام في صحف عدة ومجلات متنوعة من بينها مجلات إجتماعية شهيرة في ذلك الوقت..
مجلة “كل الناس” ومجلة “كلام الناس” بل أنني كتبت بإنتظام في مجلة “الكواكب” الشهيرة رحمها الله!! عندما كان يرأس تحريرها زميلي وصديقي “محمود سعد” الإعلامي الشهير.

وألتقيت بالمطرب “عمرو دياب” وكان “نص مشهور” في بداية الطريق وغير معروف عند الكثيرين.. وكان سعيد جداً بلقائي، والسبب أن حواري معه سيتم نشره في مجلة إجتماعية شهيرة.. ورئيسة التحرير أخبرتني أن هذا الشاب موهوب وشاطر وأتوقع أن يلمع نجمه قريباً.. من فضلك ركز معه وعايزة لقاء يشمل حياته كلها ولا يقتصر على الغناء فقط.

وكان هذا منذ أكثر من ثلاثين عاماً وبدأت بيننا صداقة وطيدة منذ ذلك الحين ، لكن بعدما أشتهر تغيرت الدنيا وذهب كل منا لحاله وأنا لم أره أو أتصل به منذ أكثر من عشر سنوات ، لكن المؤكد أنه لم ينسى حواره الصحفي معي.

(التدين أنقذني من الإنحراف)

ولاشك أن هذا العنوان آثار دهشتك بل طرأت على وجهك إبتسامة ساخرة وأنت تسألني: ماله ومال التدين والارتباط بربنا!!
وقبل الإجابة أقول أنني معترض على هذه الإبتسامة وتلك الدهشة وربنا وحده هو الذي يحكم بمدى تدين الإنسان!!

والفنان الشهير أكد لي أنه نشأ في بيئة متدينة ، وهذه النشأة حفظته من الغرور والإنحراف،
وقال: الوسط الفني صعب جداً وفيه إغراءات عديدة تزداد مع النجاح ، لكنني عملت في ملاهي شارع الهرم ، ولم أنحرف أو أقع في مستنقع الفساد!!

ويقول عن أسرته المتدينة.. “البركة في الحاج” يقصد والده..
أسمي بالكامل “عمرو عبدالباسط دياب” كان أبي شديد التدين مواظب على قراءة القرآن بترتيل جميل يشبه الشيخ “محمد رفعت” ، بل كان مؤذنا في جامع “لطفي” ببورسعيد يدعو الناس إلى الصلاة ، وفي ذات الوقت يحب الغناء خاصة “أم كلثوم ” وفي بيتنا كان يوجد “بيانو” نصف أوتاره معطلة!!
ورغم ذلك كنت ألهو به وأجد تشجيعاً من أهلي بشرط الشطارة في الدراسة ، وللأسف كنت طالب خائب!!

(حبي الذي ضاع دفعني إلى ملاهي الهرم)
سألته: ومادمت نشأت في أسرة متدينة كما تقول ، فما الذي دفعك إلى شارع الهرم للغناء هناك .. أليس في ذلك تناقض بين نشأتك الدينية وسلوكك هذا ؟؟

أجابني: الذي دفعني إلى ذلك أنني كنت شاب مفلس، ولم أكن أملك سوى “قميصين” فقط.. أحدهما أرزق والثاني بيج!!
وكان بواب العمارة التي أسكنها يتراهن مع غيره من البوابين في العمارات المجاورة على لون القميص الذي سأرتديه وأنا ذاهب للغناء في شارع الهرم!

ولكن السبب الحقيقي أنني كنت أرتبطت بفتاة رائعة تحب الفن أيضاً وتدرس في معهد الفنون المسرحية ، وتعاهدنا على الزواج ، ولكن ما باليد حيلة!!
فلم أكن أملك شيئ فتركتني بعد سنتين رغم أنها كانت مؤمنة تماماً بموهبتي!

وهذه الصدمة أحدثت ما يشبه الإنقلاب في حياتي، وكنا مجموعة من الشباب في معهد الموسيقى العربية وقررنا عدم الإنتظار حتى تنتهي الدراسة ، كنت أريد أن أعمل فوراً لأكسب من عرق جبيني، وقررت الغناء في شارع الهرم.. وتناقشت طويلاً مع زملائي الذين تكونت منهم الفرقة ، قلت لهم الشباب يسافر إلى أوروبا ويتعرض للبهدلة، ويكسب من عرق جبينه، ونحن لسنا أقل منهم.. سنخوض تجربتهم ولكن في شارع الهرم ولن نضطر إلى غسل الصحون!

شهيرة النجار