.. ويمشي على رؤوسنا فتبيض له شعراتنا .. شعرة .. شعرة .. دون أن نحس .. لأن دبيبه و هو يمشي هو دبيب الحياة نفسها !!
إن أوراق الشجر تتساقط و لكن الشجرة تظل مائلة للعيان دائمة الخضرة دائمة الازدهار .. تظل هكذا حتى بعاصفة تخلعها من جذورها وتلقي بها في عرض الطريق ..
و حينئذ فقط يبدو منظرها قاتماً يبعث على التشاؤم .. تبدو فروعها معروفة عارية .. و جذورها نخرة .. و أوراقها مصفرة .. لقد انتهت ! .. لم تعد شجرة .. أصبحت شيئاً آخر .. أصبحت خشباً !!
و هذا ما يحدث .. حينما نشاهد الإنسان و هو يسقط جثة هامدة ..إنه يبدو شيئاً آخر و يبدو الحادث الذي حدث فجأة .. حادثاً غريباً بلا مقدمات..
لقد انتهى الإنسان كله فجأة !!
كتاب ” لغز الموت “
د.مصطفي محمود
شهيرة النجار