عملت لنحو 12 عاماً مستشار إعلامياً لمجلس الأمة الكويتي
وخلال تلك الفترة عرفت أكثر عن شخصية الفقيه القانوني الكبير “الراحل ” الدكتور فتحي سرور الذي كان يشغل وقتها رئاسة مجلس الشعب , وكان أيضاً رئيساً للاتحادين البرلمانيين العربي والدولي. كانت اي زيارة يقوم بها الدكتور فتحي سرور تتحول إلى مهرجان واحتفاء بوجوده هناك . كما تابعت دوره وقدره وهو يدير جلسات الاتحاد البرلماني الدولي كل عام . وتابعت كذلك حجم التقدير والحفاوة والتبجيل الذي يحظى به الرجل , الذي كان كل العاملين بالقانون يقفون له احتراماً كلما دخل مجلساً اعترافا بقيمته وقدره .
وشاء حظي العاثر أن أراه رأي العين في مشهد يندى له جبين التاريخ وهو عائد من جلسة محاكمة في قصية ” خائبة ” هي التدبير لما عرف بموقعة الجمال في فوضى يناير 2011 البغيضة . وحجم الإهانة التي تعرض لها وهو يصعد أو ينزل من عربة الترحيلات من وإلى سجن طرة . دمعت عيناي واحد رجال الشرطة يخفض رأسه لمساعدته في الخروج من العربة . ومساعدته في الدخول من بوابة السجن التى تجبر الداخلين على خفض رؤسسهم كثيراً حتى يتمكنوا من الدخول . كان الدكتور حسنين هبيد أستاذ القانون الجنائي ضمن الهيئة المتطوعة للدفاع عن الدكتور , وكانيبكي بالدموع وهو يتحدث عنه بوصفه أولا وأخيراً أستاذه الذي علمه القانون . وتابعت إحدى جلسات محاكمته وهو يقول لوكيل النيابة هل تظن يا بني ان رجل قانون في عمري وخبرتي وقيمتي يمكن ان يساهم في جريمة ؟!. هل تصدق يا بني أن الرجل الذي قام بتدريس القانون لعشرات الآلاف من العاملين بالقانون محامين ووكلاء نيابة وقضاة وأساتذة للقانون في كليات الحقوق على إمتداد العالم العربي , يمكن أن يرتكب اي مخالفة للقانون . !!!.
كان الأستاذ الدكتور فتحي سرور واحداً من عشرات الذين تعرضوا للظلم بسبب تلك الفوضى التي صنعها الإخوان الحشاشون في مصر .. لكن الله الذي يمهل ولا يهمل أمد في عمر الرجل لكي يشهد بنفسه الذين ظلموه في السحون بعد تبرئته من تلك التهمة الظالمة .. بل وأن يذهب أقارب بعضهم إليه يطلبون منه تولى الدفاع عنهم .. وسبحان الله .
رحم الله الققيه القانوني الكبير الدكتور فتحي سرور , واسكنه فسيح جناته بقدر ما خدم العلم وخدم وطنه . وإنا لله وإنا إليه راجعون .
شهيرة النجار