دفتر احوال مجتمع مصرأرشيف

سر السيارة وأرقامها الذي فكه رجال مباحث الإسكندرية

شارك المقال

اللغز: بدأ بكورنيش الشاطبي وانتهى جثة خلف الحديقة الدولية.

ربما يكون الحادث غامضاً بل معقداً إلى درجة أن يكتب بجوار الملف داخل تحقيقات وتحريات مديرية أمن الإسكندرية «لم يستدل على شيء»، لكن هذه الجملة القادرة على غلق الملف لا تعرف طريقها لدى رجال الأمن بالإسكندرية برئاسة السيد اللواء مدير الأمن سامى غنيم واللواء محمد عبدالوهاب مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، الحكاية تبدأ بعثور الأهالي على جثة لرجل في العقد الرابع مقيدة اليدين والقدمين بالحبال وملقاة خلف أرض الحديقة الدولية وسط المدينة أمام كارفور ولا يعرف أحد معالم تلك الجثة، انتقل فريق البحث من ضباط المديرية وضباط مباحث القسم وبالفحص وبعد تشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء محمد عبدالوهاب مدير إدارة البحث الجنائي لكشف غموض الحادث بدأ بفحص كاميرات المراقبة بمحيط المكان لتقود الضباط لهوية القتيل والجاني لتكون الحكاية أكثر من مجرد جريمة، فخلال تفريغ الكاميرات تبين أن سيارة ملاكي توقفت في مكان اكتشاف الجثة يوم الحادث ونزل من السيارة شخص وألقى بكيس قمامة كبير الحجم أخرجه من السيارة، وتم التقاط أرقام السيارة وتم الكشف عن هوية صاحب السيارة من الإدارة العامة للمرور ليتضح أن صاحبها «أ.ح.ع» 38 سنة ميكانيكي سيارات، فتم عمل التحريات اللازمة عنه ليتضح أنه مقيم بمنطقة القبارى، وتم استئذان النيابة العامة وألقى القبض عليه وتم ضبط السيارة المستخدمة في الحادث، وتمت مواجهته ليعترف بأخطر اعترافات مقززة، حيث إنه ليلة الحادث تعرف على المجنى عليه من منطقة السلسلة بالشاطبي على كورنيش الإسكندرية واتفق الاثنان معاً على ممارسة اللواط وتبادل الشذوذ الجنسي بينهما بمنزل المتهم وركبا السيارة وفى البيت مارس المتهم اللواط مع المجنى عليه فطلب المجنى عليه تبادل الأدوار معاً فرفض المتهم ونشبت مشاجرة بينهما في الساعة الثانية صباحاً قام على أثرها المتهم بخنق المجنى عليه بحبل وقيده وسحبه للحمام ثم قضى عليه بقطعة حديد من شكمان سيارة قديمة ولم يتوقف حتى انتهى من قتله ثم وضع الجثة في كيس قمامة كبير ونقلها بالسيارة في صباح اليوم التالي وألقاها خلف أرض الحديقة الدولية، تمت إحالة الواقعة للنيابة العامة وأمر المستشار محمود الغايش المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية الكلية بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، هنا تنتهى تفاصيل القضية التي كان من الممكن لولا ذكاء رجال المباحث وتتبعهم لتلك السيارة والبحث عنها والتحريات عن صاحبها لما كان العثور على الجاني الذى يتضح أنه كان دائم البحث عن فريسة كل أسبوع، إما من تلك المنطقة التي كانت تشتهر بوقوف فتيات الليل بها أو من منطقة محطة مصر تلك المنطقة الأكثر اكتظاظا بتلك النوعية من هؤلاء وسوف أقدم لكم تحقيقاً عن عالم الليل في محطة مصر من واقع قضايا كتبتها وقصة أشهر سفاح قتل 12 ضحية وكان مكان الصيد محطة مصر، والحقيقة لم أتعجب من هذا الصنف فقد سبق وسطرت قضايا شذوذ من هذا النوع انتهى الحال بقتل أحدهما للآخر وكانت القضية تظل لغزاً محيراً لأسابيع وتبقى الجثة داخل شقة ولأشخاص كبار بالسن وذوى مراكز بكل أسف محترمة والجاني مجهول. لكن أن يفك لغز جثة بطريق في ساعات بهذه المهارة فألف تحية لرجال مباحث الثغر على رأسهم السيد مدير الأمن والسيد رئيس إدارة البحث الجنائي، وهنا أتذكر مقولة اللواء أمين عز الدين مدير أمن الإسكندرية الأسبق لي إن أعظم عقول بوليسية بالعالم هي الضابط المصري فقد سافرت لأمريكا لتلقى دورات هناك فوجدت أن ما يتم تصديره لنا عبر شاشات السينما ما هو إلا خيال، حيث تم عرض قضية علينا حيّرت رجال المباحث هناك وما أن قرأت القضية حتى وجدت أن أصغر ضابط شاب متخرج عندنا في مصر يحلها في ساعة، فالعقلية البوليسية المصرية ولا أمهر، لكن بكل أسف نفتقد فن الدعاية، فقلت له وحضرتك الصادق أمين بك فن البكش.

شهيرة النجار