وفي الطريق إلى أرض الشام نزل الركب بصري ، من أرض الشام وكان فيها راهب يسمي : “بحــيرا” وكان له علم بالكتب المقدسة وكان يعيش ، في صومعة مع بعض الرهبان ..
وكان من عادة ” بحــيرا ” أن لا يهتم بالقوافل التجارية ، فليس له شأن بها
ولكنه في هذه المرة ..
ابدي أهتماما كبيراً بقافلة قريش ، اذ رأي غمامة تسير مع القافلة وتقف عندما تقف القافلة وكان ذلك دليلا علي ما قرأه “بحــيرا” عن قرب ظهور نبي اخر الزمان ومن صور اكرام الله له
فأراد بحيري أن يتأكد ويستوثق من أن بالقافله نبي أخر الزمان فأقام مأدبة كبيرة دعا إليها كل من بالقافلة من تجار وطلب منهم أن لا يتخلف أحد …
وقد دهش ، تجار القافلة من ذلك فليس ، من عادة “بحــــيرا” ان يحتفي بهم ، وحضر المأدبة جميع التجار الا النبي ﷺ لصغر سنه فقد بقي يحرس الرحال والسلع ورأي “بحــــيرا” ان الغمامة ما زالت هناك عند المكان الذي نزلت فيه القافلة ولم تصحب القوم عند بيت “بحــيري”….
فسألهم : هل بقي أحدا منكم لم يأتي إلي مأدبتي
قالوا : حضرنا كلنا الا غلاما واحداً تركناه عند الرحال
فقال لابد من إحضاره وسأرسل من يحرس متاعكم ﷺ .
وحضر النبي ﷺ واستقبله”بحـــيرا” .
ثم سأله باللات والعزي أن يصدقه بما سيسأله فيه ..
فصاح به النبي ﷺ وقال له : لا تسألني باللات والعزي شيئاً
فو الله ما أبغضت شيئاً قط مثل بغضي لهما .
فأدرك مكانة النبي ﷺ وأجلسه وعاد ليسأله مره اخري ..
بالله أخبرني عما سأسألك عنه ، فقال له النبي ﷺ :
سلني عما بدا لك فجعل يسأله أشياء من حاله في نومه
وفي هيئته وفي أمره والنبي ﷺ يجيبه ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته .
التي عنده ، حتي تأكد منه “بحـــــــيرا” .
و أستوثق بأنه نبي أخر الزمان ..
وحينئذ توجه “بحـــــــيرا” إلي أبي طالب .
وسأله : ما هذا الغلام منك
قال أبي طالب : هو ابني
قال له “بحـــــــيرا” : ما هو ابنك .
وما ينبغي أن يكون لهذا الغلام أب حي …
قال له أبي طالب : هو ابن أخي قد مات أبوه وامه حامل به.
قال له “بحـــــــيرا” : صدقت ، ارجع بابن اخيك واحذر عليه من اليهود فوالله لو عرفوا عنه ما عرفت لأوقعوا به شرا .
فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم ، فأسرع به إلى بلاده .
لا يحلو الحياة إلا بالصلاة على النبي .
{ يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمآ }
صلـــــــوات ربــي وســــــلامه علـــــــــيه ﷺ
شهيرة النجار