نشر حسام بدراوي عبر حسابه الخاص بالفيس بوك مايلي

ندوه ثقافية اجتماعية في قرية الديبلوماسيين مع عمرو موسي وحسام بدراوي ونخبة من المجتمع المصري
————-

في ندوة جميلة في قرية الديبلوماسيين في الساحل الشمالي و بدعوة من اللجنة الثقافية للقرية ، خاصة السيد عمرو موسي ومنير عبد النور وعمر مهنا ، تكلم د حسام بدراوي حول “تشخيص الواقع المصري … واستدعاء الأفضل فيه؛ بعد تقديم عمرو موسي للدكتور حسام ،
قال : حين يجتمع العقلاء، فالمسؤولية تقتضي أن نسمِّي الأشياء بأسمائها، لا نُجمِّل الواقع، ولكن لا نغرق في سواده، بل نراه كما هو ونستخرج أفضل ما فيه وما في مجتمعنا … ونفكر فيما يجب أن يكون.

تكلم د. حسام عن أنه رجل متفائل بتركيبته الچينية وأرادته الحرة ليس لأنه لا يري السلبيات ولكن لأنه يري أيضاً الإيجابيات والحُسن في الآخرين وأن كلٍ منا يستطيع أن يكون كذلك.
التحديات الكبرى تكشف معدن المجتمعات ، وچينات الحضارة تظهر في المجتمع المصري في لقطات من التاريخ لا يمكن إغفالها.

صحيح أن هناك مظاهر سلبية عامة وتبلد شعور بالمسؤولية، كأن الناس فقدوا الإيمان بأن صوتهم يصنع فرقًا، وأن مشاركتهم تُثمر تغييرًا.

صحيح أن هناك تصاعد في اللامبالاة في السلوك العام ، من القيادة العشوائية إلى الاعتداء على الملكيات العامة، إلى تغوُّل التعدي اللفظي على الآخر المختلف… كل هذا ينم عن فقدان بوصلة القيم.

صحيح ان هناك انكماش لصوت الطبقة الوسطى، وازدياد الاستقطاب بين نخبة ثرية وقاعدة مسحوقة، وغياب الحوار بين الطرفين، ويزداد العزوف عن السياسة والمشاركة.
ولابد من الاعتراف بهيمنة الشك، وتآكل الثقة في الخطاب الرسمي. الناس لا يصدقون ما تقوله الحكومة وأحيانًا حتى يشكّون في حقيقة الإنجازات .
ونلاحظ تسرب الإشاعة والتطرف والغوغائية إلى الفراغات التي تركها غياب الوعي. وتتآكل المناعة ضد التحريض والشعبوية.

- هناك ضعف في الذاكرة الجمعية، ننسى بسهولة، ونكرر الأخطاء، ونعيش اللحظة وكأنها قدر، لا نتيجة لما سبق.
لكن رغم كل ذلك…
ما زال في هذا الوطن جوهر ثمين
الشعب المصري لم يفقد إنسانيته. لا زلتُ أرى من يقف ليساعد عجوزًا، ومن يضحك رغم الألم، ومن يشارك لقمة العيش، ولو كانت شحيحة.
لدينا احتياطي أخلاقي عميق. ربما خبا تحت ركام الأزمة، لكنه لم يمت. ويكفي شرارة واحدة ليشتعل الضمير الجمعي من جديد.
روح الفكاهة، والقدرة على الصبر، والميل إلى السلام. كل هذه ليست سمات سطحية، بل أدوات مقاومة ضد الفوضى والعدمية.
النخبة المفكّرة… أنتم. نعم، أنتم هنا، الدليل على أن الوعي لا يزال موجودًا، وأن مسؤولية صياغة المستقبل لا تزال ممكنة.
شباب مصر – رغم كل شيء – لا زال قادرًا على الحلم. بشرط أن نمنحه المساحة، والثقة، وقدرًا من الأمل.
واستفز د. حسام الحاضرين قائلاً إنه يري في مصر قواعد المجد وإمكانية أن تعود مصر دولة عظمي لأنها تملك امكانات الدولة العظمي ، وأهمها أكثر من ٦٥ مليون شاب وطفل يمكننا في عقد واحد من الزمان استخراج أفضل ما فيهم من قدرات ليقودوا طفرة لمصر في كل المجالات.
نملك البحار والبحيرات والطقس الجميل والحضارة والتاريخ وشواطئ مبهرة ، وطاقة بديله جبارة وقوي بشرية عظيمة.
كل ما علينا هو إدارة كفء لموارد ثروتنا
انه التعليم والمعرفة والثقافة وحرية التعبير واحترام الدستور والفصل بين السلطة التنفيذية وسلطة الرقابة ، وتداول السلطة حتي لا تتجبر فئة أو أشخاص بإدارة البلاد بدون محاسبة وفوق كل ذلك التطبيق الحاسم للقانون بدون انتقائية وبدون تدخل .
ماذا علينا أن نفعل؟
أن نكف عن التواطؤ بالصمت. الصمت ليس حيادًا… الصمت مشاركة في الخطأ.
أن نعيد تعريف “النخبة” لا كامتياز، بل كواجب. النخبة التي لا تبادر، تتحول إلى عِبء على المجتمع.
أن نراجع خطابنا مع الناس. نخاطبهم بالعقل لا بالتلقين، بالاحترام لا بالوصاية.
أن نعيد للثقافة والتعليم أولوية مركزية. فليس بالمشروعات العملاقة تُبنى الأمم، بل بالعقول الراجحة والضمائر الحرة.
أن نستدعي من داخل هذا الوطن أفضل ما فيه… فمصر، عبر التاريخ، تنهض دائمًا من داخلها، لا من الخارج.
مصر لا تُنقَذ بالخوف، بل بالثقة. ولا تُدار بالتكتم، بل بالشفافية. ولا تُبنى بالشعارات، بل بالمعرفة.
ولن ينهض هذا الوطن إلا حين يشعر كل مواطن أن له فيه كرامة، وصوتًا، ومستقبلًا.
لنتحدث، نعم… لكن لنتصرف أيضًا.
فالأمة لا تنتظر النخبة لتتأمل فيها، بل لتقودها.
دار حوار رائع مع الحضور حول ما يمكن لمصر أن تحققه بقوتها البشرية حيث أدلي بدلوه مصطفي الفقي وصلاح دياب وسميحه فوزي وعمرو موسي ومنير عبد النور وحاتم سيف النصر ومني أبو العز وأحمد زيتون وعدد من السفراء والحضور الكريم




شهيرة النجار