مش كل “ذكر” هو مجرد ترديد… أحيانًا الذكر بيكون نداء وجوديّ، صرخة روح، مفتاح باب بينك وبين ذاتك الأولى. “لا إله إلا الله” مش مجرد جملة… دي طريق. طريق بيفكّك الأوهام، وبيكشفك على حقيقتك. وكل مرة تقولها… حاجة فيك بتتطهّر، بتتخفّ، وبتقرب.
“لا إله إلا الله” هي النفي والإثبات، هي التجريد الكامل ثم الامتلاء بالحق.
هي الكلمة اللي بتسحبك من زحمة الأصنام الخفية جواك، سواء كانت شهوة أو خوف أو تعلق… وترميك في حضن النور.
في عمقها، بتخرجك من سجن الذات المتضخّمة، وبتحطّك على عتبة الفناء في نور الحقيقة.
كل “لا” فيها بتشيل غشاوة… وكل “إلا الله” فيها بتفتح بصيرة.
الرحلة مع هذا الذكر مش سطحية… ده عبور من عالم المادة لعالم الروح، من الضجيج للصمت، من الضلال للهُدى.
كل تكرار ليها هو دعوة للرجوع، وإن كل شيء تاني… وهم مؤقت.
ده إعلان داخلي إنك مش تابع لشيء، ولا محكوم بشيء، غير نور الله.
وفيها سرّ، إنك مع كل همسة بتقولها، بتعلن التوحيد مش بس بلسانك، لكن بكينونتك كلها.
بتحرر قلبك من الخضوع لغير الله… وبتفكّ القيود عن أرواحنا اللي نِسيت أصلها.
هي الكلمة اللي بتعيد ترتيب الكون جواك:
من أنا؟ ليه هنا؟ مين اللي بيقود حياتي؟
هي اللي بتجاوب: لا أحد… إلا هو.
كل ذكر لها، هو خُطوة لقدّام في طريق النور.
وكل سكوت عنها، هو انسحاب ناعم للروح من مقامها الحقيقي.
مش بتحتاج تكون شيخ… ولا لازم تفهم كل شيء.
كفاية تقعد لوحدك، وتقولها… من القلب.
“لا إله إلا الله”… وهتشوف النور بيكبر جواك من غير ما تدور عليه.
“لا إله إلا الله” ليست فقط كلمة، بل هي رحلة عبور من ظلمة الوهم إلى نور الحقيقة، حيث تُمحى الآلهة الزائفة من داخل الإنسان ليبقى وجه الله وحده ماثلًا في القلب والوعي والوجود.
- الانفصال عن كل صورة باطلة في الداخل.
✨ مثال: ترك التعلّق بصورة الذات الكمالية أو المُعجبة بنفسها.
- الانهيار الداخلي للتماثيل النفسية.
✨ مثال: سقوط تمثال “أنا الأفضل” أو “أنا الضحية” من داخل النفس.
- إعلان التوحيد في الروح قبل اللسان.
✨ مثال: لحظة تمرّ فيها بتجربة قاسية فتشعر بأن لا مُنقذ إلا الله… فتقولها بقلبك دون صوت.
- عبور منطق العادة إلى وعي الحضور.
✨ مثال: لم تعد تقول “لا إله إلا الله” كذِكر موروث فقط، بل كاعتراف حقيقي يُغيّر واقعك.
- تذويب الآلهة الخفية في النفس (الهوى، الذات، الخوف).
✨ مثال: حين تتخلّى عن قرار خوفًا من الناس، فتُعلن في داخلك “لا إله إلا الله”.
- ارتجاف القلب من سطوة الجلال.
✨ مثال: أثناء السجود، تشعر أن الكون كله صغير أمام هذا المعنى… فترتجف دون سبب واضح.
- إعادة ضبط كل العلاقات على محور “هو”.
✨ مثال: بدلًا من أن تُرضي الناس أولًا، تُرضي الله… فيُرضى الناس من حيث لا تدري.
- قطع أوهام الاستحقاق الذاتي.
✨ مثال: تعترف أن كل ما فيك من نِعم ليس من مجهودك، بل محض فضل إلهي.
- رؤية الفعل الإلهي في كل شيء.
✨ مثال: تنجو من حادث فتقول: “سبحانك… ما أنجاني إلا أنت”.
- الصعود من غفلة العالم إلى يقظة الأبد.
✨ مثال: تشعر أن كل ما يجري في الدنيا ما هو إلا مرآة عابرة، أما الباقي فهو “هو”.
- انكسار الأنا عند بوابة التوحيد.
✨ مثال: لمّا يتجلّى عليك ضيق شديد، فتنكسر كليًا، وتخرج منك: “لا إله إلا أنت سبحانك…”.

- شروق النور من بعد محق الذات.
✨ مثال: بعدما تذوب صورة نفسك الزائفة، ترى نفسك خفيفًا، راضيًا، متّصلًا بالله.
- انصهار الروح في بحر “هو”.
✨ مثال: حين تقول “لا إله إلا الله” وتشعر أنها تمحوك تمامًا، وتُبقِي الله وحده.
- انتهاء الغرور، بداية العبودية.
✨ مثال: لم تعد تشعر أنك تملك شيئًا، بل أنك عبدٌ فقير يملك كنزًا اسمه “هو”.
- شهادة كونية تسري في كل شيء.
✨ مثال: ترى “لا إله إلا الله” مرسومة في جناح طائر، في نور الشمس، في بكاء طفل.
🌿 الخلاصة:
“لا إله إلا الله” ليست جملة تُقال …
هي عاصفة تمحو كل شيء ليس هو، وتُبقي فقط وجه الحق ظاهرًا فيك.
كل “لا إله إلا الله” هي ولادة جديدة… تذكرة عودة… وباب نور مفتوح دائمًا مهما أظلمت الدنيا.
📖 من نور الوحي:
﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد: 19]
↝ دعوة للعلم، مش الترديد فقط… وعي بالتوحيد قبل اللسان.
قال ﷺ: “أفضلُ الذِّكرِ: لا إلهَ إلَّا اللهُ”
↝ لأن فيها محو كل شيء إلا الله… واللي يفضل بعدها هو النور الحقيقي.
إنت شايف “لا إله إلا الله” في حياتك… كلمة؟ ولا طريق؟
هل حسّيت يوم إنها غيّرت فيك حاجة؟
لو حسيت إن الكلام ده قرّبك من نفسك… شاركه، يمكن يكون باب نور لحد تاني.
شهيرة النجار



and then