هو موسى بن عمران – أو: عمرام – بن قهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.. عليه وعلى آبائه السلام.
تستطيع أن تختصر التعريف به بما قاله الخالق سبحانه له – وعنه – عبر هذا النص القرآني الحميم، لتعرف قيمته ومقامه:
﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي
وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي ﴾
﴿ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ﴾
﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ ﴾
•••••
من الماءِ بدأت الحكاية..
وفي الماء انتهت آخرُ فصولها.
في النيل/ الماء العذب:
كانت نجاة موسى.
في البحر/ المالح الأجاج:
كان هلاك فرعون وجنده.
معجزته عصاه التي ضربت الصخر:
فجرت اثنى عشر عيناً.
تعرفه بزوجته وارتباطه بها:
بدأ عند سقاية «الماء» لها ولاختها!
وبين ماء وماء ﴿عند مجمع البحرين﴾
التقى بـ «الخَضر» الشخصية الأكثر غرابة في القصة، والذي يعلم – بأمر الله – ما لا يعلمه نبي الله وكليمه!
وتختلف العبرية والفرعونية القديمة (الهيروغليفية) بأصل اسم النبي « مو.. سا » عليه السلام، إحداهما ترى انه: المُنتشل من الماء.. والأخرى ترى أنه: أبن الماء!
•••••
انه نبي الله موسى عليه السلام الذي يصف نفسه بأنه ﴿يَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي﴾ مع الخلق.. ينطلق لسانه مع الخالق!
انظرُوا إلى هذه المفارقة
المدهشة، والتكريم الإلهي:
هذا النبيُّ الذي يتلعثمُ في كلامه (ويشكو من عقدة في لسانه) يختاره الله سبحانه ليكونَ: كليمَ اللهِ!
•••••
﴿أنا اخترتك﴾
﴿إني اصطفيتك﴾
﴿وألقيت عليك محبة مني﴾
﴿واصطنعتك لنفسي﴾
﴿ولتصنع على عيني﴾
﴿فإنك بأعيننا﴾
هل هناك أعلى وأغلى من هذه
الرعاية والاهتمام والحفاوة؟
- لا.
لهذا
عندما حوصر بين بحر وجيش
﴿قال أَصحاب موسى:
إِنا لمدركون﴾
رد بثقة
﴿قال: كلا
إن معي ربي سيهدين﴾
قال «أصحاب» موسى، و لم يقل: قومه!
لأنه في تلك اللحظة بلغت دعوته ذروتها، ولم يكن معه (قومه) بني إسرائيل فقط.. بل كل من صدقه وآمن بالله وتبعه
•••••
بعض صفات موسى عليه السلام:
﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ﴾
كان مسافرا أرهقه التعب..
مقبلاً على مكان غريب، وقوم لا يعرفهم..
ومع هذا بانت بعض صفاته النبيلة في هذا السطر/ العطر:
- عطوف.. تقدّم لمساعدة من رأى إنهما الأضعف في هذا الجمع.
- فيه حياء.. جعله يبتعد بعد أن انتهى من عمله.
- نبيل.. تولى ولم ينتظر الشكر والأجر لما فعل.
- ومع عطفه ونبله وحياؤه..
رأت إحداهما فيه صفتين عظيمتين:
قوي وأمين
شهيرة النجار