ينفع نشترى الإبداع اللى بيعمل حضارة؟
لا.. ممكن نشترى المبدع لكن مش حنشترى الحضارة.

الإبداع طاقة عقلية هائلة، قائمة على الإبتكار الذى يدوم أثره، فطري فى أساسه، إجتماعي في نمائه، مجتمعي في انتمائه. ويبقى حتى بعد وفاة المبدع. وبإستمرارية الإبداع هى ما يكون الحضارات كلام كبير.. مش كده؟

زمان، أجمع العمالقة فى كل المجالات على إن ماينفعش يكون فيه إبداع بالأمر. ولو صدرت أوامر بالعمل للمبدع حيقدر ينفذها، لكن حيتحول إبداعه إلى عمل أصم بلا إبهار ينسى بمضى الوقت. وقد يفقد الخصوصية أو الهوية زى كده الطباخ لما يطبخ علشان ده شغله بس من غير نفس فتطلع الأكله تمام.. تأكلها لكن بلا طعم يبهرك مجرد مزيج يشبع واهو العالم كله بيطبخ.

لقب كتابنا وادبائنا زمان بالمفكرين لانهم كانوا مبتكرين ومبدعين. كانت كتاباتهم إبداعات فيها مزيج من تجارب وفكر وعمق وإنتماء. تستغرق منهم الوقت لينقلوا محتوى قيم فمش ممكن نستنسخ طه حسين أو العقاد أو توفيق الحكيم أو نجيب محفوظ أو أنيس منصور أو يوسف إدريس أو أحمد بهاء الدين أو إحسان عبد القدوس.
وغيرهم وغيرهم.

وكذلك ملحنينا وموسيقيينا . لما سيد درويش بدا موسيقاه كانت إبداع مختلفة عن زمنه لكن إختلاف جميل مش اى إختلاف وخلاص. ولذلك عاشت موسيقاه واغانيه ولم يستطع أحد تقليدها. ولما سافر عبد الوهاب لأوروبا ورجع يجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والعربية كانت إبداع عاش وتتطور. كان بياخد شهور علشان يرضى هو عن لحن يخرج للنور. فأصبح موسيقار للأجيال.
بليغ لما تعمق في المصرية وابتكر وأبدع عاش وسيعيش ولم ولن يأتي مثله
سيد مكاوي
عمار الشريعي
صلاح جاهين
كمال الطويل
محمد الموجي
منير مراد
محمد فوزي
وغيرهم وغيرهم.

لما صوت أم كلثوم التي خرجت من ريف مصر جاب الكرة الأرضية من شرقها لغربها وغنت بالعامية والفصحى لشعراء أبدعوا فى كلماتهم وإستغرقت أعمالهم شهور لتقديمه أعجب بعملهم الأجانب والملوك وظلت أعمالهم وسيرتهم باقيه حتى بعد وفاتهم بسنين كان لانهم قدموا إبداع.

حتى المطربين والمطربات الغير مصريين اللى إنطلقوا من مصر .. إتشهروا لما غنوا لشعراء مصريين وملحنين مصريين بإبداعات باللغة المصرية العامية . والأسماء تملأ صفحات : اسمهان، نور الهدى، صباح، ورده، فايزة أحمد، فريد الأطرش، وديع الصافى، وليد توفيق، راغب علامة، ميادة الحناوى، عزيزة جلال، علية التونسية، لطيفة،،،،،
وعمرهم ماعملوا ليالى لبنانية مصرية، ولا تونسية مصرية ولا اى إسم كان بيجى قبل إسم مصر فى الدعاية.

الرعيل الأول من صناع السينما والدراما. عملوا من مصر هوليوود الشرق لانهم إبتكروا و أبدعوا بالرغم من بدائية الإمكانيات زمان آسيا لما عملت أفلام.. كانت أفلام مصرية مصرية مصرية.

كل دول ما كانتش إبداعاتهم ستنمو وتكبر وتنجح وتتشهر من غير مجتمع يتقبل اللى عرضوه ويشعر بإنتماءهم لثقافته فيدعمهم.. فيشتهروا محلياً ليكون بابهم للعالمية.

ولذلك تلاقينا نرجع دلوقتى نبحث عن إبداعاتهم لتقديمها أو “إعاده تقديمها” حتى بعد وفاتهم بسنوات وسنوات.

وهو ده اللى كون حضارة من سنين يعنى الحضارة مرتبطة بالإبداع

الفلوس وسيلة لتمويل ونشر الإبداع لكن مش أساس للحضارة.

وياريت نفتكر إن فى فترة زمنية لما الفلوس إتحكمت فى الإبداع “باظ”.

لما إستثمر كل من أراد إستثمار ماله فى السينما أو حاولت لبنان إستقطاب فنانينا عرفت الأفلام وقتها بإسم “سينما المقاولات” و”أفلام العلب”. وفى الأغانى ظهر مسمى “الأغانى الهابطة”.
وقتها كسب منفذيها فلوس كتيرة
لكن هى فين الآن و الأفلام أو الأغانى دى دلوقتى؟













شهيرة النجار