تناقلت المواقع الأخبارية العربية والمغربية صور وخبر تالق الإعلامية والممثلة المغربية وفاء ميراس بالزى المغربى أثناء تقديمها فاعليات مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في مصر. وإحقاقا للحق تحية للفنانة سحر رامى لفستانها الأسود الطويل المستوحى من الزى الصعيدى مع الحلى الذهبى الكبير الذى عكس تراثنا.

وهنا إستوقفنى ان لكل بلد زى قومى يعتز إبناءه بإرتداؤه ليعكس هويتهم، وخاصة فى المناسبات الدولية أو المهرجانات العالمية التى تضم شعوب مختلفة، فماذا عن زينا القومى؟
هل هو السينيهات حتى نتمشى مع الموضة ؟ أم هى العباية التى تغلغلت فى ثقافتنا نقلاً عن بعض الدول العربية.

قد يجيب البعض انه الجلباب ومنه الفلاحى و الصعيدى و النوبى والسيناوى ويستبعدون ان يرتقى باى من أشكاله لمرتبة ان يكون زيا قوميا نرتديه فى مناسبات دولية كبيرة يجوز .

لكنه الثوب الموجود فى أغلب الدول العربية بأشكال مختلفة لكونه حشمة يتفق مع الدين والتقاليد، وما يميزه من بلد عن آخر هو خامته وألوانه وتصميمه وزخارفه وبعض الشعوب تهتم به لدرجة ان ملكاتهم ترتدينه بكل فخر وإعتزاز وشياكة فى زياراتهن الرسمية.

وفى المقابل لبسته ملكات وأميرات أوروبيات من باب الإحتشام والوقار فى زيارتهن الرسمية للدول العربية أو الإسلامية إحتراما للبروتوكول والتقاليد.

فهل بشكلة الحالى يصلح زيا قومياً لنا، أم انه لا يعدوا عزايم رمضان التى هى على الأبواب؟
وإن لم يكن فما البديل؟
يا ليت صناع الموضة المصريين يهتموا بان يكون لنا زى قومى بسيط شيك محترم محتشم تحب إقتناؤه السيدات والفتيات ويتهافتن عليه كما يتهافتن على كل تقليعة.

خاصة وان مصر زاخرة بأشكال ملابس متعددة بسبب تعدد المناطق الجغرافية والمناخية والعادات والتقاليد. وما أكثرها وأجملها. وليست مبالغة إن قلنا أن الأجانب تنبهر بهم جميعاً وتقدرهم أكثر من المصريات اللاتى أصبحن يلهثن وراء الماركات العالمية حتى لو كانت تصاميمها بعيدة عن ديننا وتقاليدنا، ولن نتطرق لذلك. لكن على الأقل نعى ان الخامات أصبحت صناعي ومعاد تصنيعها حتى فى أشهر الماركات. أصبحنا نلهث وراء اسماء براقة ولا نقدر قيمة ما لدينا من المحلى كالأقطان والكتان والأصواف والجلد الطبيعى.

لكن.. ياترى ليه باه؟
عقدة خواجة؟
موديلاتنا لا تنافس المستورد؟
وإن نافست، هل الأسعار تصلح لكل الطبقات أم من الرفاهيات المسعرة بعشرات الألوفات بالرغم من كونها منتج محلى ؟ فنتخذ مبدا ندفع الآلاف فى السينيه أهو “نتفشخر بيه” ولا ندفعه فى المحلى.
وللا لان أحياناً يكون الشكل النهائى (الفينيشينج) سئ جداً ؟
أم عدم دراية أو تقدير لجمال أزياءنا من التراث التى تعكس الهوية؟

فلنعتبر السبب هو عدم دراية بتراثنا. ولدينا على سبيل المثال ولبس الحصر الكثير من الأزياء التى تعكس تراثنا.
فهل تعرفون الثوب التقليدى لسيدات واحة سيوة وإسمه باللغة الأمازيغى لأهل سيوة (إشراح) أو (ترقعت) إنه ثوب مطرز بخيوط الحرير والصدف منه الأبيض والأسود.

ومنذ سنوات، تالقت به على المسرح المغنية وكاتبة الأغاني البريطانية الشهيرة Adele في “مهرجان جلاستونبري السنوي للأغنية” الخامس والأربعين.

“ادل.. الحائزة على ١٦ جائزة grammy و١٢ جائزة Brit وجوائز ال Academy و Emmy و Golden.
اللى أقل تذكرة فى حفلاتها فى أوروبا ب٥٠٠ يورو.. سابت مصممين العالم كله ولبست جلبابنا السيوى.
بتقولوا مين يا ولاد ؟!
ادل
لبست إيه؟!
جلبابنا السيوى”.

طيب سمعتوا عن التلى اللى بدا فى القرن ال ١٩ فى صعيد مصر وخاصة فى سوهاج وأسيوط هو فن التطريز على القماش بدا بإستخدام خيوط معدنية للعامة وبالفضة أو الذهب للخاصة من الطبقة الاريستقراطية.
إرتدته الملكة نازلي، أسمهان، صباح، تحية كاريوكا، المصرية السكندرية شارلوت واصف ملكة جمال الكون عام ١٩٣٤. ونجمة هوليوود هيدي لامار في فيلم شمشون ودليلة فى ١٩٤٩. وحديثا إرتدته إسعاد يونس ومنى الشاذلى فى شكل عصرى للترويج لإحياء تراثنا المصري.

هل تعرفون الجلباب السيناوى الأسود المطرز بغرز الإيتامين ذات اللون الأحمر التى تعكس تراث شمال وجنوب سيناء. ويخطأه البعض بالثوب الأردنى أو الفلسطينى.

يتذكر مشاهدي ماسبيرو الزمن الجميل الإعلامية الأنيقة سامية الاتربى بانها كانت من أشهر من تألق بهذا الطراز المصرى الصميم حتى فى غير رمضان.

ومن تراثنا الكثير والكثير. قد لا يناسب العصر لكن يمكن ان ننقب فيه لعلنا نجد من الجمال ما يصلح ان يعكس هويتنا ويناسب ديننا وعادتنا وتقاليدنا – حتى لو بشكل عصرى- طوال العام وفى المناسبات الدولية وليس فقط فى رمضان.






شهيرة النجار