حالة عارمة من التناقض انتابت الترمومتر المجتمعى، المسمى الآن السوشيال ميديا، بعد تلقي خبر وفاة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف إثر مرضه فى سنواته الأخيرة، فريق ينعى الراحل شاكراً لمرحلة توليه عصر الإعلام
وأطلقوا عليه “العصر الذهبى” لريادة التليفزيون المصرى من إنتاج مسلسلات ونايل سات ومدينة الإنتاج الإعلامى، التى تأسست فى عهده، حتى إن بعض المذيعات اللاتى كن قد أصدر الشريف قراراً بإيقافهن بعد ارتداء الحجاب كتبن محاسن الرجل، كذلك قام عدد من أهل الفن من نجمات تليفزيون تلك المرحلة وعدد من المذيعين السابقين الذين تولوا عدداً من المناصب وقت وزارته بذكر محاسنه. أما الجانب الثانى فتلقوا الخبر وهم ينعون الراحل بمقدمة دينية “عش يابن آدم فإنك مفارق وافعل ما شئت فإنك محاسب.. توفى إلى رحمة الله تعالى السيد صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق”، والحقيقة كانت سطورهم بين الرغبة فى البوح والصمت لولا جلالة الموت. أما الطرف الثالث فانقض على الراحل ناسياً أشياء كثيرة، هي للآن مجرد كلام يردده محيطون حول كل شخصية ارتبط اسمها باسم الشريف، مثل حادث سعاد حسنى ووفاة عمر خورشيد واختفاء إيمان الطوخى من الساحة الفنية وأشياء أخرى كثيرة. وتحولت حالة رحيل الشريف أشبه بالحالة التى أحاطت بوفاة أشرف مروان قبل سنوات، وألقت “طوبة” فى المياه الراكدة، وتعالت التساؤلات: هل كان مروان عميلاً للموساد أم عميلاً للمخابرات المصرية؟.. وهو السؤال الذى لم يخرج للآن جواب رسمى بشأنه، وكل ما شاهدناه هو قيام أسرته بلفه بعلم مصر لحظة تشييع الجثمان، وفيلماً منذ سنوات خرج من هوليوود تحت عنوان «الملاك» يتناول قصة أشرف مروان مع المخابرات الإسرائيلية. حالة وفاة صفوت الشريف خلقت تلك الحالة أيضاً من الزخم حول شخصيته، وهل كان ملاكاً بريئاً أم كانت له أخطاء فى حق آخرين؟.. ونحن هنا لسنا جهة تحقيق ولا نملك الأدلة الدامغة على شيء، ولكن كل ما أملكه هو أحاديث صحفية وتصريحات ومواقف أستطيع رصدها فى السطور التالية، ولكن قبل سردها أقف حول عمل الشريف ومسيرته التى حيّرتنى كل الحيرة وجعلتنى على مدار الأيام السابقة أسأل نفسى: لماذا ظهر صفوت الشريف للصورة بعد خروجه فى حركة التطهير الشهيرة لجهاز المخابرات وقت عبدالناصر ثم ظهر مرة أخرى؟!
سر قوة صفوت الشريف
صفوت الشريف ابن محافظة الغربية الذى عمل بجهاز المخابرات تحت قيادة صلاح نصر لعشر سنوات وتحت اسم حركى “موافى”، خرج فى حركة التطهير الشهيرة التى قادها الراحل الزعيم جمال عبدالناصر، ما جعل صفوت الشريف يختفى عن الأنظار سنوات بعد إدانته، نقطة ومن أول السطر ظهر الشريف للصورة مرة أخرى منتصف السبعينيات نائباً فى الهيئة العامة للاستعلامات، تلك الهيئة التى تهتم بشئون المراسلين والصحفيين الأجانب داخل مصر، ثم فى 1977 اختاره الرئيس الراحل أنور السادات ليشارك فى تأسيس الحزب الوطنى، وفى نهاية السبعينيات أصبح رئيساً للهيئة العامة للاستعلامات ثم رئيساً لاتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1980، تصعيد مذهل فى وقت قياسى، ثم مع تولى الرئيس محمد حسنى مبارك 1981 أصبح الشريف وزيراً للإعلام لأكثر من 21 عاماً، ويعد بذلك أطول وزير إعلام تولى تلك المدة، ويصبح واحداً من خمسة من رجال مبارك الذين تولوا لسنوات طويلة وزارة مع الدكتورة آمال عثمان وزارة التأمينات الاجتماعية، وفاروق حسنى وزارة الثقافة 21 عاماً، والمستشار عدلى حسين كاطول محافظ فى عهد مبارك عشرين عاماً، ويوسف والى وزارة الزراعة وأمانة الحزب الوطنى، ثم تولى الشريف رئاسة مجلس الشورى وأمانة الحزب الوطنى، ورغم خروج الشريف من وزارة الإعلام إلا أنه ظل مسيطراً عليها وهو رئيس لمجلس الشورى ونشّط صلاحيات رئيس المجلس فى اختيار رؤساء مؤسسات الصحف القومية، وامتدت يداه لكل وسائل الإعلام، فأصبح صفوت الشريف كأنما هو وزير الإعلام ورئيس مجلس الشورى معاً والحزب الوطنى، وزاد نفوذه وسلطانه أكثر وأكثر بعدما اعتقد كثيرون أن رئاسة الشورى منصباً شرفياً، لكن الشريف بذكائه جعل المجلس النائم محل حراك ومصدر تشريعات وقرارات وعادت قوته وسلطانه أكبر، وطالما كان الشريف واحدا من الأسماء التى خرجت مع حركة التطهير فى الستينيات لأسباب معلومة، فما الذى جعله يعود ويتبوأ كل هذه المناصب بسرعة الصاروخ دون غيره ويحظى بثقة الرئيس السادات ثم مبارك من بعده؟ أسئلة ليس لها إجابات إلا عند الثلاثة الراحلين، ولأن الأموات لا يتكلمون فالأسئلة بدون إجابات.
شقيقة السندريلا والنبش فى القديم
لكن عندما توفى الراحل عادت أحاديث قديمة كان قد ارتبط اسم صفوت الشريف بها دون دلائل أو قرائن، وبالتالى طالما ليس لها إثبات فهى مجرد ثرثرة وأحاديث بدون سند لا ترقى للحقيقة مطلقاً، منها ما أعادت شقيقة الراحلة سعاد حسنى ترديده فى الأيام السابقة حول ملابسات وفاة شقيقتها السندريللا، ولمّحت إلى أن سبب وفاتها التى قالت إنها بفعل فاعل وليس انتحاراً هو مذكراتها التى كتبتها، وذكرت فيها مرحلة تجنيدها وقت صلاح نصر، وبالتالى وقت عمل صفوت الشريف، وأخذت السيدة اعتماد خورشيد يذاع لها حواراتها السابقة خاصة مع نيشان حول وفاة سعاد وأنها قُتِلت ولم تنتحر،
وقالت حرفياً حسب ما ذكرته وهو على اليوتيوب: “إن سعاد حسنى وهى بلندن كانت فى حاجة إلى المال فطلبت منها مبلغاً وقررت خورشيد إرساله لها عبر وسيط وكانت فى ذلك الوقت سعاد تقيم فى شقتها التى تتبع جهة «ما» ولما قررت سعاد أن تبحث عن مصادر رزق لها بعدما أوصدت فى وجهها كل الأبواب كانت تسجل لإحدى المحطات الأجنبية بالعربية أشعار صلاح جاهين بعد أن أستأذنتهم، وبعد ذلك قررت كتابة مذكراتها ورشح لها البعض اسم عبداللطيف المناوى الذى كان يعمل بلندن هو وزوجته رولا خرسا هناك، وبالفعل كتب المناوى ما تمليه عليه سعاد، وانتهت- حسب كلام اعتماد خورشيد-
منها وقررت العودة لمصر، ولما تطايرت الأخبار أن سعاد كتبت مذكراتها تلقت تهديدات، وفى اليوم الذى قررت فيه اعتماد إرسال أحد لها ليعطيها أموالاً فى شقتها ذهب فوجد البوليس البريطانى نازلاً من العقار الذى تسكن فيه، فعاد وخاف ووقف على الرصيف المقابل ليعرف ما الأمر، وسأل أحد النازلين فعلم أن سعاد حسنى كان يخرج من بيتها أصوات صراخ واستغاثة ولما سمعوا اتصلوا بالبوليس. ووقتها خرجت سعاد من شقتها واصطحبتها صديقتها نادية يسرى لتبيت ليلتها عندها، ولما جاء البوليس لم يجد أحداً بالشقة وهناك اتصل الذى أرسلته اعتماد وأخبرها بالواقعة، فقالت له يذهب لسعاد فى منزل نادية يسرى ولما ذهب وجد جثتها على الأرض وبدون دماء، وهو ما يرجح أنها ألقى بها متوفاة، لأن المتوفى عندما يسقط من مكان عالٍ لا ينزل منه دم أما إذا كان الأمر إلقاء لسعاد سواء وهى حية أو انتحرت بإرادتها فمؤكد سينزل دماً، وألقت بالتهم على بعض الأسماء ولمحت لاسم صفوت الشريف، وبالطبع كلام غير سليم لأنه بدون وثائق، وكثيراً ما تحدث البعض فى هذا الأمر دون سند فى تلميح أن سعاد كانت إحدى المجندات وقت صلاح نصر تحت إشراف الشريف، وأنها ذكرت تلك المرحلة فى مذكراتها.
مشاجرة عمر خورشيد
ثم تحدثت اعتماد خورشيد أن سعاد كانت علاقتها متوترة بالشريف فى أوائل الثمانينيات واشتكت لصديقها عمر خورشيد والذى توجه بدوره لمكتب الشريف الذى كان يشغل الإذاعة والتليفزيون وحذره على حد قول اعتماد -خورشيد- من الاقتراب من سعاد أو مضايقتها وخبط على مكتبه بيده بعد أن رفع صوته وهذا الأمر فسرته اعتماد خورشيد فى حوارها أن عمر دفع ثمنه بعد ذلك بالحادث الذى راح أثره وهو خارج من تأدية عمله بشارع الهرم وخبطته سيارة فى مايو 1981 وكانت معه زوجته الأخيرة اللبنانية وصديقتهما الفنانة الراحلة مديحة كامل صديقة عمر والعائلة.
والحقيقة لقد توقفت، بل توقف جمع كبير من عموم المصريين، حول تصريح شقيق الراحل عمر خورشيد الذى أعلن فيه عبر صفحته بالفيس بوك وتناقل كلامه غالبية المواقع الإخبارية، أن الأسرة تفتح بابها لتلقى العزاء فى عمر خورشيد الآن، ما المغزى من كلامه؟لا نفهم الحقيقة، خاصة أن المتلقى لعزاء بعد أربعين عاماً على رحيل ابنهم يكون بعد ثأر فهل أخذوا بثأره؟ ومِمَن أصلاً؟! وهل معنى هذا أن وفاة عمر خورشيد لم تكن حادثاً غير مقصود!.
ولقد راجعت الأستاذ الصديق والمؤرخ الفنى طارق الشناوى فى رواية سعاد حسنى وموقف عائلة عمر خورشيد فى فتح بابهم لتلقى العزاء فقال هذا كلام غير حقيقى أن يتهم فيها صفوت الشريف فهو برىء من دم سعاد وعمر خورشيد ودا كلام غير موثق وغير حقيقى، والحقيقة نحن أمام ألغاز ولأن الأموات لا يعودون ولا يقولون شيئاً
إذن فكان من الأولى الحديث فى أمر عمر خورشيد فى حياة الشريف وأجلس مع نفسى وأقول إذا كان للشريف فعلاً موقف سلبى من سعاد حسنى أو من آل خورشيد فكيف وافق الشريف وهو وزير إعلام مصر أن تعود سعاد حسنى للشاشة والتليفزيون المصرى وتقدم مسلسل «هو وهى» فى رمضان مع أحمد زكى بعد أربع أو ثلاث سنوات من رحيل عمر خورشيد الذى ذهب له على حسب رواية اعتماد خورشيد فى مكتبه وهدده إذا اقترب من سعاد حسنى،
فالشريف كان من سلطاته القدرة أن يصدر قراراً بعدم التعامل مع سعاد حسنى مطلقاً وكذلك تم فتح التليفزيون وتبنى موهبة الشابة وقتها شريهان التى قدمت الفوازير لرمضان فى 1985 بل تم تسخير كل إمكانيات التليفزيون وميزانيته من أجل الإنفاق على الفوازير لها لتتحول بعد أسطورة نيللى أسطورة أعلى منها للآن لم يملأ مكانها أحد، فالمغزى لو كان الشريف موقفه سلبياً تجاه عائلة خورشيد ما كان كل الدعم لشريهان فى جهاز هو يرأسه، وأنا هنا أتحدث وأفند الكلام بصوت عالٍ مع القارئ العزيز، ربما تحليلاتى خطأ أو صواب لكن العقل بيقول كدا!.
المحظوظون بجنة الشريف والخارجون منها
ولقد طالت صفوت الشريف اتهامات كثيرة حول تصعيد فنانات على حساب أخريات وإقصاء نجمات من الصورة تماماً، وعلى رأس المستبعدات كانت المطربة والممثلة إيمان الطوخى التى نجحت نجاحاً منقطع النظير فى أوائل تسعينيات القرن الماضى فى دور «إستربولونسكى» بالجزء الثانى من مسلسل «رأفت الهجان»، وكان بالتالى لها مكانة أكبر ما أتذكره جيداً فى مجلة “الموعد”- على ما أتذكر اللبنانية- أن إيمان الطوخى تم ترشيحها لدور البطولة فى مسلسل اسمه «التوأم» كانت ستؤدى فيه دور توأم، وبينما كان التليفزيون المصرى “وقت أن كان هو المنتج للمسلسلات فى رمضان” يحاول إقناع إيمان الطوخي بالمشاركة فى أعماله الرمضانية،
ولما أبدت موافقتها أمر الشريف أن يذهب سيناريو “التوأم” لليلى، ولما ذكروه أن ذلك العمل أصبح من نصيب إيمان الطوخى أمر بحسم أن يذهب العمل لليلى علوى، وبالفعل كان العمل بطولة ليلى بدلاً من إيمان الطوخى ومن هنا بدأت تتردد شائعات لإقصاء إيمان الطوخى من التليفزيون، بل ذهب الأمر أن هناك تعليمات سرية بعدم إذاعة أى من أغانيها أو أعمالها، حتى اختفت إيمان من الكادر بعدما همس البعض بشائعات زواج الرئيس الراحل مبارك بها، وهو ما أغضب السيدة الأولى سوزان مبارك فكان دور الشريف حسب تلك الشائعات هو إقصاؤها من الكادر!!
. للآن كل ذلك مجرد شائعات وكلام لا يرقى لمستوى الحقيقة، لكن ما عشناه أن الطوخى اختفت وأن نجمات سينما ومسرح أخذن مساحات كبيرة بالتليفزيون المصرى وقت عزه، منهن إلهام شاهين التى كان لها نصيب الأسد فى مسلسلات كبيرة مثل “لبرارى والحامول والحاوى” وليلى علوى وشيرين سيف النصر فى الجزء الثانى من “المال والبنون، ومن الذى لا يحب فاطمة”بعد استبعادها من «ألف ليلة وليلة».
فى أوائل تسعينيات القرن الماضى بعد سلسلة حلقات الأستاذ عادل حمودة لتركها تصوير «ألف ليلة وليلة» وتعطيل التصوير، وبالفعل تم استبعادها وتزوجت بعدها وتمت الاستعانة بنرمين الفقى بدلاً منها، كذلك كانت جيهان نصر لها مكانة مميزة فى عصر صفوت الشريف بل كانت الطفلة المدللة حتى تزوجت من ثرى عربى واعتزلت، وبثينة رشوان كذلك الأمر، طابور طويل من فنانات كان لهن نصيب الأسد فى دراما التليفزيون المصرى أيام إدارة إنتاجه وليس الفنانات فقط بل الفنانون أيضاً، حيث كان لأحمد عبدالعزيز مكانة داخل ماسبيرو، ويوسف شعبان وأحمد ماهر، وحتى لا أنسى كان صفوت الشريف يثني على أداء عبلة كامل وقت ظهورها لأول مرة فى «الشهد والدموع» فكان لعبلة كامل التى كانت أسرة الشريف معجبة بأدائها مكانة داخل إنتاج ماسبيرو، ناهيك عن قطاع كبير من أهل الفن مثل نرمين الفقى التى لم تنجح فى تحويل نجوميتها التليفزيونية لسينمائية رغم الكم الهائل فى الشاشة الصغيرة. وصفوت الشريف كان دائماً ما يخرج على المشاهد المصرى فى ليلة رمضان مبشراً بالأعمال الجديدة وكأنها الفتوح العظمى حتى بعد ذلك ترك هذا الأمر لرئيس التليفزيون.
كشف المستور
وصفوت الشريف يعد محيّراً فى مواقفه دائماً فرغم إعلانه لغضبه من فيلم «كشف المستور» الذى جسدته نبيلة عبيد ويروى حكايات من واقع المخابرات لسيدة تم تجنيدها ثم بعد ذلك تزوجت وأصبحت سيدة مجتمع وإذا بأحد العاملين بعد سنوات يتصل بها ويطالبها بالدور السابق لها مع مسئول مهم وهذا الفيلم كان قصة وسيناريو وحوار وحيد حامد وعارضه الشريف وقتها لأن فيه ربما تلميح عنه وظل حبيس العلب فترة من الزمن حتى خرج للنور ورغم ذلك كان هو ذاته صفوت الشريف الذى دعم قصة «العائلة» لوحيد حامد داخل ماسبيرو، فصفوت الشريف كان لديه حساسية شديدة من أن يلمح أحد من بعيد أو قريب لفترة الستينيات التى أقصى فيها وأطلق عليها عملية التطهير وهنا أقف حائرة لماذا يتم إقصاء صفوت الشريف فى عصر عبدالناصر ثم يستعين به الرئيس الراحل أنور السادات فى تأسيس الحزب الوطنى ثم على رأس الهيئة العامة للاستعلامات ثم رئاسة التليفزيون ومن بعده مبارك يجعله وزيراً للإعلام فى عهده حتى 2004 تقريباً ووقت أن خرج قرار رئاسة الشريف لمجلس الشورى اعتبر البعض أن ذلك إقصاء له ولكن الرجل تحول لأكبر سلطة غير معلنة وقتها بالدولة مسيطراً على الإعلام كله حتي المقروء منه وعلى الشارع السياسى عمتا وعلي وكل من يدخل الحزب الوطنى والترشح والإقصاء حتى لو كان ذلك غير معلن.
فاروق حسنى وصفوت الشريف
فاروق حسنى وتصريحه الصادم وقت ثورة يناير: صفوت الشريف وراء الشائعة التي أطلقت عليا؟ وأنتقل لنقطة أخرى سريعاً وهى حوار أجراه الوزير السابق فاروق حسنى لجريدة الأخبار مازلت محتفظة به للآن بعد ثورة يناير قال فيه حرفياً: إن السبب وراء الشائعة التي ترددت كثيرا في ذلك الوقت هو صفوت الشريف، ويمكن العودة لأرشيف جريدة الأخبار فى ذلك، وعلل حسنى ذلك أن صفوت كان لا يحبه لقربه من أسرة الرئيس الراحل حسنى مبارك وثقة السيدة سوزان مبارك فى آرائه وذوقه، فكان ذلك محط غيرة عند الشريف ما جعله يرمى فى السوق هذه الشائعة التى آذته نفسياً كثيراً. ويأتى السؤال: هل كان فعلاً صفوت الشريف هو خلف تلك الشائعة وهل كانت هذه طريقته فى التصفية؟! والمعلوم للعامة قبل المحللين أن السيدة سوزان مبارك كانت تعجب بذوق فاروق حسنى فى الألوان وكافة الفنون، وبحكم أنها سيدة مثقفة وتقدر الآداب والفنون الرفيعة ساعدها هذا الأمر أن تلتقى مع فاروق حسنى فى مشروع مكتبة الأسرة التى أحيت بها تراث الكتب وإعادة طبع أهم أعمال الكتاب العالميين وطباعتها وأتاحتها للجميع بسعر زهيد، وأعلم أن السيد فاروق حسنى مازالت علاقته جيدة وعلى تواصل بالسيدة سوزان مبارك للآن ودائم السؤال عنها، والحقيقة فاروق حسنى أثبت أنه فنان موهوب جداً لأنه بعد خروجه من الوزارة وبعد عشر سنوات لاتزال المعارض التى يقيمها تتوالي والمؤسسة الثقافية التى أنشأها وتهتم بالمسابقات الفنية لشباب الرسامين متواجدة والكاريزما التى يتميز به للآن كنجم مجتمع تؤكد أن رأى وتحليل ونظرة سوزان مبارك كانت فى محلها، ففاروق حسنى كان موهوباً ولم يكن قربه من آل الحكم سبب استمراره في الوزارة فبقاؤه كأطول وزير ثقافة ليس من فراغ، فلم يملأ مكانه للآن أحد.
شهيرة النجار