فقال له …… إني سمعت أن لِكُلِ معصية عِقَاب
وإني عَصِيِّتُ الله كثيراً ـ ولم يعاقبني” فقال له
يا أخي لو تعلم كم عاقبك الله وأنت لا تدري !؟
فقال وكيف ذلك؟! قـال ألم يسلبك حلاوة أُنْسِّهِ
ومناجاته”… ألم تمر عليك الأيام .. دون أن تقرأ
القرآن الكريم”…… ألم تمر عليك الليالي الطوال
وأنت محروم من قيام الليل”..ألم يُمْسِك لسانك
عن ذِكْرِه”.. ألم يبتليك بحب الشَهَوَات وَالمَلذَّاتِ
والشُهْرَة”… ألم تشعر بثقل الطاعات على قلبك”
ألم تَسْهُل عليك الغِيِّبَة والنَمِيّمَة والكذب”
ألم يُنْسِكَ أمر آخِرَتِكْ
وجعلَ الدنيا أكبر هَمِّك”
ألم تمر عليك مواسِـم الخير …. كرمضان وعشر
ذِي الحجة ـ وَسِته من شوال ورجب وشعبان
ولم تُوفق إلى إستغلالها ……. بالطاعات والذكر
وأعمال الخير كي تتقرب بها إليه”……. كل هـذا
الخذلان الذي تعيشه ما هـو إلا صورة مـن صور
عقاب الله لك ـ وأنت لا تدري !؟ واعلم إن أهون
عقاب لله هو ما كان محسوساً … سواء كان في
الزوجة والولد أو في المال والصحة” وأن أعظم
عقاب ما كان غير محسوس ……. كقسوة القلب
وَظُلمَّةِ الـرُوح …. وموت المشـاعر والأحاسيس”
وهـذا وربي من أعظم صور العقاب((فكم عاقبك
الله وأنت لا تدري”
كتاب صِفَة الصَفوَة
شهيرة النجار