كان الله فى عون رئيسنا الجديد المشير السيسى فالرجل ورث تركة ثقيلة محملة بالمشاكل والفساد والمحسوبيات والفقر والغنى والتحرش مما يزيد على «ستين عاما» كنا فى حاجة لرئيس له هيبة وكاريزما ينظر فيخافه الوزير ويحترمه الغفير ويحنو على الفقير الذى أعجزه الزمن جاء السيسى منذ أول يوم تولى وهو فى خطابه ينظر للحاضرين، فيصمت من يهتف، يكرر أنه لن يكون لمصر إلا رئيس واحد وهو يعى ما يقول، يقصد ما حدث فى عهد مرسى ومحمد بديع أقول كمواطنة مصرية أبا عن جد لرئيسنا الجديد.
سيدى الرئيس التعليم، ثم التعليم، ثم التعليم، فقد كانت مصر تحكم فى المنطقة العربية سيدى بعلمائها ومدرسيها الذين كانوا يضيئون العتمة فى صحرائهم ذهبوا حتى مجاهل أفريقيا، وكان المهندسون والأطباء المصريون علامة مضيئة وسفراء فوق العادة، الآن سيدى الرئيس حدث ولا حرج المدارس تخرج كل عام مئات الآلاف من التلاميذ غالبيتهم لا يجيدون القراءة والكتابة، وفى كل فصل ما يزيد على سبعين تلميذا بالمدارس الحكومية وتضطر وزارة التعليم أن تنجحهم حتى تخلى مكانا لغيرهم. أحد الذين تخرجوا فى دبلوم وجدته لا يجيد القراءة ولا الكتابة تعجبت كيف نجح؟ فرد: كان المدرسون يغششوننى! سألته لماذا لم تحاول تعلم القراءة والكتابة، ولماذا أضعت من عمرك كل هذه السنوات دون جدوى؟ فيرد: من أجل أن أتجند عاما ونصف فقط بدلا من ثلاثة أعوام، أى منطق يفنى من عمره 12 عاما من أجل تجنيد عام ونصف؟! هذا منطق غالبية أهل الريف.. أما المدارس القومية التى كانت مفخرة مصر مثل الليسيه وفيكتوريا والفرنسيسكان التى تعلمت فيها ملكة إسبانيا والملك الراحل حسين ملك الأردن وأمراء العرب أصبح الفصل فيها يزيد على خمسين طالبا، ناهيك عن الدروس الخصوصية التى وصل فيها المدرسون لمرحلة من الفجور يعلنون عن أنفسهم فى الشوارع والصحف ويطالبون التلاميذ بالحجز وابتداء من نهاية العام الدراسى ودفع تكاليف الدروس مقدما وإلا لن يقبلوه فيما بعد، والمدارس الخاصة التى أصبحت تبيع وتشترى فى أولياء الأمور بعدما هربوا من المدارس الحكومية والقومية والدفع بالدولار، وموظفو التربية والتعليم لن أقول كلهم ونقول غالبيتهم أصبحوا فى صف أصحاب المدارس لمصالحهم الخاصة وضاع ولى الأمر وأولاده بين فكى الرحا، صاحب المدرسة وموظف التعليم، وآه لو اشتكى أحد يرى النجوم فى عز الظهر ويتكالب عليه الجميع، أما المناهج والمعامل العلمية والرياضة فأصبحت حديث ذكريات!
سيدى الرئيس لو انصلح حال التعليم سينصلح حال مصر كلها ولو تم غلق باب المتسربين من التعليم والضرب بيد من حديد على مافيا محو الأمية التى يكتب فيها المسئولون أسماء وهمية وأمواتا لمجرد تقاضى مبالغ مالية لو تم ذلك لانصلح حالهم ولو تم هدم مدرسة صاحبها من المفترض أنه قدوة، لكن هذا كلام إنشاء لأنه يقوم ببناء مؤسسة تجارية يقوم ببنائها على أرض زراعية لانعدل الميزان، لو عاد المدرس من جديد قدوة ولو عادت اللغة العربية لمكانتها لعرف الشباب صحيح الدين بقراءة القرآن وسير التابعين والتاريخ بدلا من أن تتلقاهم عقول مدمرة تستغلهم سياسيا وتستغل حماسهم لمصالحها الخاصة مثلما حدث ويحدث الآن من الجهات المسماة بالأحزاب الدينية والإخوان الإرهابية، هؤلاء لعبوا على جهل الشباب بلغتهم ودينهم وسخروا عقولهم مثل التنويم المغناطيسى لمصالحهم، اللغة العربية سيدى الرئيس لا مكان لها لا فى المدارس الحكومية ولا الخاصة وأصبح التباهى والتفاخر بالكلام الفرانكو آراب، سيدى الرئيس مطلوب مقاتل محب للوطن يحارب فى تلك الوزارة التى ضاعت منذ 05 عاما للآن، مطلوب عودة التعليم لمصر.
شهيرة النجار